“القدود الحلبية أم الحمصية” في ندوة للجمعية التاريخية في حمص
حمص- سمر محفوض
أقامت الجمعية التاريخية بحمص ندوة حوارية حول “تاريخ الموسيقا- القدود الحلبية أم الحمصية”، في المركز الثقافي العربي في حمص، شارك فيها: الدكتورة فيروز يوسف رئيسة الجمعية العلمية التاريخية في حمص، ورئيس فرع حمص لنقابة الفنانين أمين رومية، وعبر الأنترنت رئيس فرع حلب لنقابة الفنانين عبد الحليم حريري، والفنان حسام زكريا من فرع نقابة الفنانين في حمص.
ركز المتحاورون على موضوع القدود وجماليتها التي تعتبر من التراث السوري الأصيل، ومن المتعارف عليه بين العامة أن القدود حلبية، لكن للحماصنة رأياً آخر، وهم يقولون إن هذه القدود ما هي إلا قدود حمصية يعود الفضل في توليدها وإبداعها إلى الشيخ أمين الجندي الحمصي، وإلى جيل من الموسيقيين الكبار الذين عرفتهم مدينة حمص كأبي الخير الجندي، والعلامة عبد الهادي الوفائي، والفنان محمد خالد الشلبي.
وأشارت الدكتورة فيروز يوسف إلى نوعين من القدود: الأول هو القد العادي الشعبي، وهو عبارة عن منظومات غنائية قديمة متوارثة عن الأجداد، والثاني هو القد الموشّح، شارحة الفرق بين القد الموشّح عن الموشّح الذي هو صياغة لحنية تأخذ في الأول طابع القدود، وفي الثاني طابع الموشّح لتترسّخ النكهة المحلية التي ترتكز على الخصوصية في تناول النغمة، وأضافت بأن القد هو موشّح خفيف من الدرجة الثانية، أخف وزناً وأسرع إيقاعاً من الموشّح، والقدود منظومات غنائية أنشئت على أعاريض وألحان، أي على قدود ومنظومات غنائية أُخرى دينية أو مدنية، وبنيت على “قد”، أي على قدر أُغنية شعبية شائعة، مؤكدة أن لمدينة حلب السورية ثقافة متنوعة، وأن درّة تاج ثقافتها كانت قدودها وأغانيها التي حفرت لها اسماً في ذاكرة الفن العربي الأصيل، ليقدم كل من الفنانين: عبد الحليم حريري، وأمين رومية، وبعض المختصين شهادات حول أصل القد، وشروحات تاريخية متعلقة بالقدود، ونفي السجال حول أصل القدود حلبية أم حمصية، وأصل هذا الفن الذي يعود إلى آلاف السنين، ولا ينسب إلى مدينة أو منطقة معينة.
الفنان أمين رومية أوضح أن الأغنية الشعبية هي أصل القدود، و”القد” فن إنساني، ولكل مجتمع في العالم قدوده، لافتاً إلى أن المجتمعات أخذت من الأغاني الشعبية ما يناسبها، مع تعديل الكلمة، والحفاظ على الإيقاع واللحن والوزن، وأن الأغنية الشعبية نشأت مع نشأة المجتمعات، ورافقت تطور الإنسان ومازالت، وسيكون للمستقبل قدوده طالما الأغنية الشعبية موجودة وتتطور، وأننا دائماً أمام قدود جديدة، ونوّه “رومية” بأنه ليس مع المقولة التي تعتبر أن القس أفرام السرياني الذي عاش في القرن الرابع هو من ابتكر هذا الفن في حلب لوجود فارق زمني كبير جداً بين أفرام السرياني والشيخ “أمين الجندي الحمصي” الذي يعود إليه الفضل في توثيق القدود في مدينة حمص، بالإضافة إلى جيل من الموسيقيين الكبار أمثال أبي الخير الجندي، والعلامة عبد الهادي الوفائي، والفنان محمد خالد الشلبي، مؤكداً أن القدود لا تنسب إلى أية مدينة سورية، بل هو تراث سوري يخص الجميع، لتختتم المحاضرة مع المطرب والملحن حسام زكريا على آلة العود مقدماً معزوفات موسيقية، ومجموعة مقطوعات، وشواهد من القدود من أعمال الشيخ أمين الجندي.