تكثيف حملات التوعية في “الشهر الوردي” لرفع نسبة الشفاء من سرطان الثدي
دمشق- حياة عيسى
لم يأتِ إطلاق اسم “الشهر الوردي” على شهر تشرين الأول عن عبث، فما يشهده من حملات مكثفة للفحص المبكر عن سرطان الثدي في جميع المراكز الصحية ذات الصلة والموجودة في كافة المحافظات لها آثار إيجابية تساعد في عملية الشفاء التام، علماً أن نسب الإصابة حسب الإحصائيات العالمية تتمثل بـ 1 من 8 نساء تصاب بسرطان الثدي خلال دورة حياتها.
رئيسة دائرة الصحة الإنجابية في وزارة الصحة الدكتورة آلاء عرقسوسي بيّنت في حديث لـ”البعث” أن تشرين الأول هو شهر التوعية حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي وهو شهر عالمي، يركز على التوعية وتثقيف كافة السيدات على اختلاف الفئات العمرية حول أهمية الكشف المبكر، والتعرّف على عوامل الخطورة التي من الممكن أن ترفع من خطر الإصابة، لذلك يتركز الدور الأول من الحملة على التوعية والتثقيف وتجنّب عوامل الخطورة، إضافة إلى ضرورة فحص السيدات ابتداءً من عمر العشرين من خلال الفحص السريري ضمن عيادات الصحة الإنجابية وتحويل عاليات الخطورة لإجراء صورة مامو غرام، ويفضّل أن يكون المسح بالمامو الوسيلة الأولى لكشف أي مشكلة ممكن أن توجد في الثدي.
وتابعت عرقسوسي أنه حسب بروتوكولات منظمة الصحة العالمية يتمّ البدء بتصوير الثدي الشعاعي أي “المامو غرافي” لكل سيدة تجاوز عمرها الـ/45/ سنة فما فوق على أن يجرى مرة كل سنتين، كون الهدف ضمن عيادات الصحة الإنجابية إجراء فحص سريري لكافة السيدات، علماً أن الخدمة موجودة على مدار العام، ويتمّ تركيز الجهود عليها خلال “الشهر الوردي” في جميع المراكز الصحية ذات الشأن لتقديم خدمة فحص الثدي السريري، ولاسيما بوجود /960/ مركزاً صحياً، بينما المراكز التي تعمل على تقديم خدمة المامو عددها قليل وخاصة الداخلة بالحملة، أي لا يتجاوز الـ/35/ مركزاً.
وأفادت عرقسوسي أن عوامل الخطورة تتجلّى بتجاوز عمر الـ/45/ عاماً، إضافة إلى السيدات اللواتي تعرضن لمصادر إشعاعية كثيرة في عمر الطفولة كأخذ مقدار علاجي بعمر صغير كالأطفال الذين يعانون من “الهوتكشن” أو “بضاغات الدم” وتلقوا علاجاً شعاعياً بكميات كبيرة على منطقة الصدر، فهم من الممكن أن يرتفع عندهم خطر الإصابة بسرطان الثدي في عمر الـ/40/ عاماً، إضافة إلى السيدات اللواتي عانين من البلوغ المبكر أو سن ضهي متأخر، فهن من الفئات الأكثر عرضة للإصابة، وتأخر عمر الإنجاب الأول، أي كل سيدة أنجبت بعد عمر الـ/30/ عاماً للمرة الأولى يرتفع عندها خطر الإصابة بسرطان الثدي، إضافة إلى نمط المعيشة والتغذية غير الصحية والخمول والكسل وعدم ممارسة الرياضة، والغذاء الصحي وعدم النوم لساعات كافية أو الجلوس الطويل وتناول الكحول والتدخين، وهذا النمط المعيشي مسؤول عن /18%/ من حدوث سرطان الثدي بشكل عام، عدا عن موانع الحمل إذا أُخذت دون استشارة الطبيب ولفترات طويلة.
يُشار إلى أن الكشف المبكر عامل مساعد بشكل كبير في منح فرصة الشفاء من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لأنه عند كشف المرض بمراحله الأولى المرحلة “صفر”، أي بمرحلة التكلسات وتقديم العلاج المناسب، ترتفع نسبة الشفاء إلى أكثر من /95%/ لذلك لابد من الكشف المبكر كونه يجعل العلاج والإنذار أفضل ويرفع نسب الشفاء بدرجات عالية.