استقالة هادئة لاتحاد كرة القدم.. فماذا بعدها؟
على نحو سلس وبشكل متوقّع، تقدم رئيس وأعضاء اتحاد كرة القدم باستقالاتهم بعد سلسلة من الخيبات التي تعرّضت لها كرتنا تحت قيادتهم، إضافة لمجموعة الأخطاء الإدارية والتنظيمية التي دفعت منتخباتنا الوطنية ثمنها مؤخراً.
الاستقالة التي ستعرض على اجتماع الجمعية العمومية الاستثنائية للاتحاد التي ستعقد يوم الثلاثاء المقبل، من المؤكد أن آثارها ستكون إيجابية من الناحية المعنوية على كوادر اللعبة، لكن كمية العمل، والإرث الثقيل الذي تركه الاتحاد للجنة المؤقتة المتوقّع تشكيلها عقب الاجتماع الاستثنائي، سيتطلبان مرحلة بلا أخطاء.
صفحة الاتحاد الذي ترأسه العميد حاتم الغايب منذ نحو عامين طويت الآن بإيجابياتها وسلبياتها، ومن غير المنطقي التوقف الآن عند الأخطاء التي وقعت إلا للتعلّم منها، لذلك المطلوب منذ الآن معرفة الخطوة التالية التي ستسير عليها كرتنا بعد تشكيل اللجنة المؤقتة التي لن تستمر لأكثر من ستة أشهر، وتجهيزها للانتخابات بعدها.
التخوف أن نرى الوجوه ذاتها التي تسيطر على أجواء كرتنا منذ عشرات السنين تعود لتفرض نفسها، فبعض الأسماء عفا عليها الزمن وجربت غير مرة ولم تحصد إلا الفشل تلو الآخر، لكنها تصر على البقاء وتنجح في ذلك في معظم الأحيان كونها متمرّسة في لعبة الانتخابات وتكتيكاتها!.
كرتنا التي تعاني شيخوخة إدارية وترهلاً في الفكر والممارسة تعيش اليوم مرحلة مفصلية لا مكان فيها لأنصاف الحلول، فالاتحادات المتعاقبة على قيادتها كان التنافس فيما بينها ليس على تحقيق التطور أو القفزة النوعية، بل على من لا يرتكب أخطاء أكثر، ومن يستطيع إكمال فترته الانتخابية دون استقالة أو إقالة، لذلك فإن المطلوب لقيادة اللعبة بعيداً عن الأسماء أناس أصحاب فكر احترافي متطور قادرون على التمييز بين ما هو شخصي وماهو لمصلحة اللعبة، فسياسة هذا معنا وهذا علينا التي سيطرت وباتت عادة دارجة وأدت لتهميش خبرات لها وزنها، من المفترض أن تنقرض إلى غير رجعة، كما أن الأمور الإدارية والتنظيمية يجب أن تسند لاختصاصيين، فزمن الهواية ولّى، وكرة القدم باتت تدار كما الشركات الكبرى بالتخطيط والتخصص.
كل ما سبق هو مجرد ملاحظات عن حالات سلبية عاشتها وتعيشها كرتنا، والأمل أن تكون كوادر اللعبة قد تعلّمت من أخطائها في الاختيار الذي كان يقع تحت ضغط المصالح الشخصية بعيداً عن مصلحة كرتنا التي باتت تحتضر في كافة مفاصلها!.
مؤيد البش