ضربة قاضية في حلبة اتحاد الكيك بوكسينغ والمكتب التنفيذي حكم ومتفرج
في خطوة متوقّعة، قدم أربعة من أعضاء اتحاد الكيك بوكسينغ استقالاتهم من مناصبهم واضعين أنفسهم تحت تصرف المكتب التنفيذي، فالمتابع لواقع هذا الاتحاد سيعرف أن مثل هذه الخطوة أمر محتوم في ظل انعدام كامل للمهنية والروح الرياضية والأسرة الواحدة داخل اتحاد الكيك، وبكلمات قليلة نستعيد بعض الحقائق التي أوصلتنا إلى هذه الحال قبل أن نشخّص ما نحن فيه.
البداية كانت من النسخة الأخيرة لاولمبياد الناشئين التي شهدت حدوث شرخ كبير في أحد أكبر اتحادات ألعاب القوة، ليبدأ الحديث عن تزوير للشهادات، وتلاعب بنتائج البطولات الداخلية، وهنا اصطف البعض لجانب رئيس الاتحاد الحالي، ومن ضمنهم الأعضاء الأربعة الذين تقدموا باستقالاتهم، فيما وجد آخرون من لعبة المواي تاي حجة قوية ليطالبوا بالفصل عن الاتحاد، والابتعاد عن طرف أراد تكريس أهدافه الشخصية فوق مصلحة رياضة اللعبة، وكان للجنة المواي تاي ما أرادت فأصبحت لجنة عليا مستقلة تابعة بشكل مباشر للمكتب التنفيذي المختص، ورغم ذلك لم تنته مشاكل الاتحاد وكأنه دخل حرباً لا يريد خسارتها، فسعى بكل الوسائل لإعادة المواي تاي إلى كنفه، ضارباً عرض الحائط بما وصلت إليه وإنجازاتها العربية والشعبية الكبرى التي تحصّلت عليها، وطبعاً تشهد لكل ذلك نتائج المشاركات الخارجية، وعدد الدارسين المشاركين في الدورات التدريبية والتحكيمية، وحتى انضمام اللعبة للجنة العليا للفنون القتالية لم يحمها من سهام الكيك بوكسينغ التي للأسف تعاون على رميها كافة أعضاء الاتحاد، حتى عادت اللعبة تايلندية المنشأ إلى بيتها الأول بعد كل التحذيرات بتراجع مستواها، و”الظلامة” الكبرى التي ستلحق لاعبيها الذين حسبوا بالضرورة على طرف ضد آخر.
الآن زملاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، فالذرائع التي قدمت للمكتب التنفيذي وبشكل خطي مرعبة التفاصيل، كالتلاعب بالنظام المالي وعدم دفع المستحقات لأعضاء الاتحاد، وتزوير الشهادات بإعطائها لمن لا يستحقها حتى لو لم يكن ممارساً للعبة أصلاً، ومحاربة منتخب حلب وتهميش لاعبيه، والعقوبات الكثيرة بحق مدربين ذوي خبرة، ولديهم لاعبون أبطال تشهد إنجازاتهم بحنكة مدربيهم، وطبعاً كل هذا موثق بكتب أرسلت إلى المكتب التنفيذي من قبل الأعضاء الذين تقدموا باستقالاتهم بعد أن ضاقوا ذرعاً بتصرفات رئيس اتحاد اللعبة
كنا قد حذرنا من ذلك كله خلال الأشهر الماضية، ودخلنا في تفاصيل كل “ظلامة” تعرّض لها لاعب أو مدرب من المواي تاي أو الكيك، مستندين إلى شهادات أبطال ومدربين وخبرات، ولم نجد من يأخذ حججنا على محمل الجد في المكتب التنفيذي، ويعالج القضية بشكل جذري قبل أن تتفاقم، وحتى أعضاء الاتحاد ممن تقدموا باستقالاتهم لم ينبسوا ببنت شفة، وتعرّضوا هم أنفسهم لاتهامات مباشرة وتضييق وظلم، ومحاولة تحجيم إنجازهم الأخير في البطولة العربية الأخيرة في العراق التي لمعت فيها بعثتنا، سواء من لاعبينا أو حكامنا، فأصبح الهمس بوحاً ثم حديثاً علنياً على طاولة القيادة الرياضية، وكانت الخطوة الأخيرة تقديم استقالة تضع الكرة في مرمى المكتب التنفيذي، فهي كانت في ملعبه منذ أكثر من عامين، فهل سينجح في إيجاد حل منصف بحق لاعبينا أولاً، ثم كوادر اللعبة الفنية والإدارية، يكون ضربة موجعة لكل من تسوّل له نفسه تفضيل “الأنا” على الرياضة، فالمناصب مسؤولية وعمل وتطوير وليست امتيازاً واستعلاء.
سامر الخيّر