دراساتصحيفة البعث

أردوغان يلوح بورقة اللاجئين من جديد

تقرير إخباري

لم يتوقف نظام أردوغان يوماً عن استغلال ملف المهاجرين لابتزاز أوروبا، وهاهو يسعى مجدداً إلى تحميل أوروبا مسؤولية إخفاقها في ملف الهجرة مع تصاعد تدفق اللاجئين والمهاجرين من العديد من الدول التي تشهد حروباً وأزمات. ودعا رئيس النظام التركي الدول التي يقصدها المهاجرون، ولاسيما الأوروبية إلى تحمّل مسؤولية أكبر في ملف الهجرة، وذلك في مؤتمر صحفي عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، حيث حاول إظهار بلاده بأنها بذلت جهوداً كبيرة لمنع تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وهي جهود غير كافية وفق عدد من المسؤولين الأوروبيين.

يبدو أن الرئيس التركي يريد مزيداً من الامتيازات والدعم المالي والاقتصادي بعد اتفاق الهجرة الذي وقع سنة 2016 وحصلت بموجبه أنقرة على مكاسب مادية كبيرة. وكان أردوغان قد توعد بإرسال “الملايين” من المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا للضغط عليها للحصول على المزيد من الدعم المالي. وقال حينها: “بعدما فتحنا أبوابنا، تلقينا العديد من الاتصالات الهاتفية، قالوا لنا أغلقوا الأبواب. لكنني قلت لهم لقد تمّ الأمر، انتهى. الأبواب مفتوحة. وعليكم الآن أن تتحملوا نصيبكم من العبء”.

مؤخراً احتشد آلاف المهاجرين واللاجئين على الحدود التركية مع اليونان بعد أن أعلن أردوغان أن تركيا لن تمنعهم من التوجّه إلى الاتحاد الأوروبي. وزعم أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير وتصل إلى “مئات الآلاف”. واندلعت اشتباكات عندما منعت الشرطة اليونانية دخول الآلاف عبر الحدود في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المهاجرين الذين ردوا بإلقاء الحجارة.

يُذكر أن تركيا أبرمت اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي في 2016 لمنع اللاجئين من التوجّه إلى أوروبا مقابل الحصول على مليارات اليورو من المساعدات. ويزعم أردوغان أن بلاده أنفقت 40 مليار دولار حتى الآن على استضافة اللاجئين، وأن الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي لتزويدها بستة مليارات يورو غير كافٍ وتنفيذه بطيء للغاية، ما يعني أن التهديدات الأخيرة التي أطلقها رئيس النظام التركي ما هي إلا ورقة تستخدم اللاجئين للضغط على الأوروبيين!.

هيفاء علي