تأهيل محاور سككية وربط مع دول الجوار
دمشق – ميس خليل
حددت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية أولويات التوسع في مجال قطاع النقل السككي وسبل تطويره واستكمال عمليات تأهيل الخطوط والقاطرات والتجهيزات والعربات الخاصة بنقل الحبوب والمواد الأولية والمشتقات النفطية والفيول إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية وغيرها، وتأمين المتطلبات اللازمة لذلك، وإعطاء الأولوية أيضاً لإعادة تأهيل منظومة السكك الحديدية وتوسيعها وفق للأولويات والخطط المعتمدة بما يسهم في تخفيض تكاليف الإنتاج ونقل مستلزمات الإنتاج والمواد الأولية وتسويق المنتجات ويشجع قطاع الأعمال استئناف نشاطه في مختلف المناطق والمحافظات.
نجيب الفارس مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية أوضح ل” للبعث” أن إيرادات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية جراء نقل الركاب والبضائع منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر أيلول بلغت /3853292000/ ليرة، في حين أن الإيرادات في العام السابق بلغت مبلغاً قدره /1512397000/ ليرة لنفس الفترة أي بزيادة عن العام السابق بمقدار ثلاثة أضعاف تقريباً، وذلك بسبب إعادة إعمار محاور سككية جديدة وزيادة نقل كمية المواد المطلوبة إلى الفعاليات الإنتاجية المختلفة.
وأوضح الفارس أنه يتم حالياً تنفيذ مشروع تصنيع شاحنات سككية قلاب محلياً عدد /60/ لنقل الإحضارات الحصوية من خلال الاستفادة من الشاحنات السككية المتوفرة لدى المؤسسة لتأمين نقل الإحضارات الحصوية وذلك بعد أن تم إعداد دراسة تنفيذية لها بالتعاون مع الخبراء الفنيين من الجامعات السورية، وتعمير 15 قاطرة جر استطاعة /3200/ حصان محلياً، وإعادة تأهيل وإعمار عدة تفريعات سككية وهي “محطات توليد الكهرباء في محردة والزارة بمحافظة حماه، تفريعة صوامع كفربهم بحماه، وتفريعة صوامع الغزلانية وصوامع ومطحنة تشرين بعدرا”، بالإضافة إلى استكمال تنفيذ مشاريع إعادة تأهيل الخطوط الرئيسية العاملة حالياً واستكمال تنفيذ العقود العائدة لها على محور حلب – حماه – حمص – دمشق، ومحور مناجم الفوسفات – حمص- طرطوس – اللاذقية.
كما يتم العمل – بحسب الفارس – على تأهيل المحطات الهامة المتواجدة على الخطوط الرئيسية العاملة حالياً وإعادة تأهيل الشبكات الكهربائية وشبكة المياه وإجراء الصيانات الرئيسية للخطوط الحديدية على هذه المحاور وإعادة تأهيل خطوط المرافئ والمحطات الرئيسية ( محطة اللاذقية – محطة حماه – محطة الضمير- محطة الرويسة – محطة تلكلخ – محطة كفرعايا ) وجميع القبابين في المحطات اللازمة لعملية نقل البضائع، إضافة إلى إعادة صيانة وترميم محطة حلب الأثرية التي يعود بناؤها إلى عام 1912م، واستكمال تنفيذ الأعمال الضرورية التي تخدم عملية النقل في محطة المدينة الصناعية والمرفأ الجاف بحسيا وأعمال تمديد الخط الحديدي الواصل إليها.
بالإضافة إلى العمل على مشروع التفريعة السككية من محطة جبرين إلى المسلمية مروراً بالمدينة الصناعية والمرفأ الجاف في الشيخ نجار بحلب وربطها سككياً مع شبكة الخطوط الحديدية وبالتالي مع المرافئ البحرية.
أما فيما يخص المشاريع التي تم إنجازها ووضعت بالاستثمار بين الفارس أنه تم إعادة تأهيل إعمار محور حلب – حماه – حمص – دمشق بطول 400 كم، حيث يربط هذا المحور بسكك حديدية تصل إلى فعاليات اقتصادية متنوعة وهامة وحالياً وضع بالاستثمار من أجل قطارات البضائع، وتنفيذ تفريعة سككية لنقل الحصويات ذات الجودة الفنية الممتازة من مقالع حسياء في حمص إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس وبانياس وحالياً يتم النقل حسب الطلبات الواردة، وإعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى محطة توليد الكهرباء في ريف دمشق ووضعت بالاستثمار، كما تم إعادة تأهيل وإعمار التفريعة السككية من محطة الضمير إلى المدينة الصناعية بعدرا (بطول 16كم) والتي تعرضت سابقاً إلى عمليات التخريب والسرقة من قبل العصابات الإرهابية، حيث تم تحديد الأجزاء المسروقة من القضبان ومواد التثبيت والعوارض والبحص لمسافة /5.5/كم وذلك بهدف ربط الفعاليات الإنتاجية للمدينة الصناعية بعدرا بالمرافئ السورية (وخاصة معمل الاسمنت)، وقد وضعت بالاستثمار.
كما عملت المؤسسة على إضافة رحلات إضافية لنقل الركاب من اللاذقية إلى طرطوس لخدمة المواطنين وخاصة طلاب جامعتي تشرين وطرطوس بحيث أصبح عدد الرحلات /6/ رحلات يومياً.
أما فيما يخص الاستثمارات أوضح مدير المؤسسة أنه نظراً لامتلاك المؤسسة عقارات كبيرة ومتعددة في كل من حلب – حماه– حمص– اللاذقية فإن المؤسسة تعمل على تحديث الخارطة الاستثمارية لهذه العقارات من أجل طرحها للاستثمار بأسرع وقت ممكن، كما تعمل المؤسسة على نقل ملكية هذه العقارات إلى أملاك باسم المؤسسة وإعادة فرزها وتغيير الصفة التنظيمية والعمرانية لها لتصبح عقارات سياحية وتجارية لتتمكن من طرحها للاستثمار وفق برنامج محدد وذلك للاستفادة من عائدات الاستثمار للإنفاق على مشاريع المؤسسة لتحقيق برامج وخطط المؤسسة في عملية النقل ورفد خزينة الدولة بموارد مالية إضافية وخلق فرص عمل جديدة.
وعلى صعيد الربط السككي مع دول الجوار تسعى المؤسسة – بحسب الفارس – من خلال وزارة النقل من أجل تأمين التمويل اللازم لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط حديد مرفأ طرطوس– حمص– مناجم الفوسفات بطول /286/كم (بهدف زيادة الطاقة النقلية والتمريرية له) وإنشاء خط جديد مناجم الفوسفات – البوكمال – الحدود العراقية بطول /270/كم وفق المعايير الفنية والخدمية المعتمدة دولياً لاستكمال هذا المحور وتأمين الربط السككي مع العراق وتأمين مستلزمات استثماره (معدات وتجهيزات مراكز الصيانة والإصلاح والأدوات المحركة والمتحركة ونظام الإشارات والاتصالات) لما له أهمية كبيرة في النقل الدولي.
وتطرق الفارس إلى أهم الصعوبات التي تعترض العمل والمتمثلة بالإجراءات القسرية الأحادية الجانب وغير الشرعية المتخذة على سورية، والتي أدت إلى عدم إمكانية تأمين القطع التبديلية للأدوات المحركة والمتحركة، علماً بأن هذه القطارات تقوم بنقل الركاب ونقل الحبوب والمواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الرئيسية للمواطنين.
والجدير ذكره أن منشآت وشبكات الخطوط الحديدية السورية ومحطاتها وقاطراتها وعربات نقل الركاب وشاحنات نقل البضائع ومراكز الصيانة والإصلاح ومنظومة الإشارات والاتصالات تعرضت إلى تخريب وتدمير ممنهج نتيجة الحرب على سورية منذ عام 2011 مما أدى إلى توقف حركة القطارات على أغلب محاور الشبكة حيث تم توثيق الأضرار بموجب ضبوط قانونية لغاية تاريخه بما يقارب تريليونان ومائة وخمس وثمانون ملياراً وخمسمائة مليون ليرة .