تضارب الأقاويل والمواعيد حول الانتهاء من تأهيل جسر المتحلق الجنوبي
دمشق – موسى حاج محمود
بعد الكثير من الأحاديث المتضاربة حول الانتهاء من مشروع إعادة صيانة المتحلق الجنوبي من عدمه، لا تزال ورشات محافظة دمشق تعمل على قدم وساق لصيانة الطريق الواصل من العقدة السادسة (منطقة الزاهرة) وحتى العقدة الثامنة (منطقة كفرسوسة)، حيث سبق أن وضعت حواجز بيتونية ودلالة مرورية لتنصيف الطريق ونقل حركة السير لتصبح باتجاهين ذهاباً وإياباً تمهيداً لقطع الطريق القادم من المزة باتجاه مطار دمشق الدولي لاستبدال فواصل التمدد، إلا أن هذه الإجراءات الاحترازية لتجنب الوقوع في أي خطرٍ عارض ذهبت مهب الريح حتى صارت الأحداث تأتي من كل حدب وصوب، فأصبحت مسرحاً للحوادث المرورية وبعض الأخطاء والهفوات التي يمارسها بعض سائقي الشاحنات، كسقوط عوارض حديدية كبيرة محملة نتيجة عدم تثبيتها، والتي قد لا يخلو أسبوع إلا بوجود أحداث مريعة، جعلت الكثير ممن يقصد هذا الطريق بسيارته يبتعد عن هذا الطريق تجنباً لحماية نفسه من الوقوع في أي حادث قد يحصل.
في حين أعلنت المحافظة في وقت سابق أن مدة الانتهاء من الصيانة حسب ما هو مخطط له خمسة أشهر، حيث بدأ العمل من تاريخ 29/5/2021 على أن يتم الانتهاء من المشروع في وقته المحدد أي حتى نهاية الشهر الحالي، لكن اللافت في الأمر أن المحافظة بينت مؤخراً أن نسبة الأعمال المنفذة من المشروع بلغت 75% وبحُسبة بسيطة يعتقد أن العمل سيستمر إلى ما بعد نهاية الوقت المحدد، وهذا ما دفع الكثيرين للتفكير ملياً بالاستعاضة عن هذا الطريق، خاصةً أننا مقبلون على فصل الشتاء الذي تكثر فيه الحوادث، فمعظم سائقي الشاحنات والباصات ومبيت نقل الموظفين ممن كان يتخذ من طريق المتحلق الجنوبي مقصداً له بشكل يومي رسم طريقاً خاصة به واضطر للدخول إلى قلب المدينة متحملاً الاختناقات المرورية، لكنها تضمن السلامة العامة للجميع وتخفف من الحوادث المرورية وتصادم السيارات المتكرر، عدا عن الحفاظ على حالة السيارة من الهلاك الذي قد ينتج من آثار المطبات الموضوعة قبل التحويلة.
مدير الإشراف في محافظة دمشق المهندس هشام الحموي بين أن العمل قسم إلى ثلاث مراحل وتم الانتهاء بشكل كامل من المرحلتين الأولى وهي استبدال المساند (النيوبرين) والتي ترفع مقاطعاً تزن الواحدة منها 1000 طن، والثانية التي شملت الأعمال المنفذة من مد قميص إسفلتي بمساحة 37000 متر مربع، ويجري العمل على إنهاء المرحلة الثالثة والأخيرة والتي تشمل تحرير الفواصل والبالغ عددها 60 فاصلاً وتنظيفها وتثقيبها وتجهيزها من أجل زرع تشاريك حديد التسليح والبراغي بالايبوكسي.
أما بالنسبة للاستعانة بالشركات الخاصة إلى جانب الجهة المنفذة (الإنشاءات العسكرية) لإنهاء العمل بأسرع وقت، أوضح الحموي أن هذا المشروع يأتي ضمن الإمكانات المتاحة من خلال الاستفادة من الخبرات الوطنية سواء من المحافظة أم جامعة دمشق، لاسيما أن هذا العمل نوعي ولم ينفذ سابقاً من قبل شركات خاصة.
في حين علل الحموي الأسباب التي أدت إلى تعدد الحوادث المرورية بين العقدتين السادسة والثامنة إلى عدم التزام السائقين بالشاخصات المرورية التي تم وضعها قبل التحويلة ب500 مئة من الطرفين، إضافةً إلى تجاوز حدود السرعة والمقدرة ب80 كيلومتراً بالساعة والتي قد تصل إلى 160 كيلومتراً بالساعة حسب هندسة مرور محافظة دمشق، مشيراً إلى أنه تم وضع دوريات مرورية حسب الحاجة، وفي حال وجود أي مشكلة عند التحويلة فضلاً عن وضع سيارة رادار لضبط السرعة.
في الوقت الذي وعد فيه مدير الإشراف بالانتهاء من إعادة تأهيل الجسر بتاريخ 15/11/2021م، مبيناً أن المدة المحددة لإعادة صيانة الجسر مقارنةً بنوعية الأعمال ودقتها وخطورة تنفيذها وحجمها تعتبر مناسبة على الرغم من أن الأعمال متواصلة على مدار الساعة من خلال ورديات عمل متلاحقة ووفق المخطط الزمني المعتمد.
مهما كان العمل والمجهود الكبير الذي تقوم به محافظة دمشق لا يبرر الوقت الطويل الذي تستغرقه إعادة صيانة جسر المتحلق الجنوبي على الرغم من دقته وخطورته، لذلك أليس من المفترض أن تتم عمليات الصيانة بسرعة أكبر ووتيرة عالية على غرار العديد من الدول العربية التي لا تحتاج إلا أيام عدة للقيام بمثل هذه الأعمال.