هل انتهى زمن الكوارث الكروية برحيل اتحاد كرة القدم؟
ناصر النجار
رحل اتحاد كرة القدم بعد أن استقال وغادر إلى صفوف المتفرجين مع أمل العودة مرة أخرى، حسب ما وعدنا به رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم توفيق سرحان عندما قال في كلمته بالجمعية العمومية بأنه يحق لكل الأعضاء المستقيلين الترشّح للانتخابات مرة أخرى، أي من خرج من الباب قد يعود ولو من “الشباك”، وهذا الحال لم يعجب رئيس نادي المجد صلاح رمضان الذي طالب بالمحاسبة وليس بالاستقالة فقط، بل إنه أكد على ضرورة محاسبة كل الاتحادات التي سبقت وليس الاتحاد الحالي فقط.
الجمعية العمومية التي عقدت أمس الأول لخصت حال كرة القدم السورية، فتشكيلتها دلت على أن الأمور ستبقى على ما هي عليه، بل أكد على ذلك رئيس اللجنة عندما قال: لا نستطيع تغيير أي شيء أثناء الموسم، لكنه (لطش) الاتحاد السابق واتهمه بالإهمال، مبيّناً أن هناك مراسلات للاتحادين الآسيوي والدولي لم يجب عليهما الاتحاد، وقد طال زمن الإجابة، وألمح إلى المخالفات المالية بطريقة خفية عندما استعرض الواقع المالي والإفلاس الذي يعيشه اتحاد كرة القدم، وفوق الإفلاس دين متراكم يتجاوز الـ 180 مليون ليرة فقط!.
للأسف، هذا حال رياضتنا، كلما أتى جدد يذمون من قبلهم، وعندما يعملون نترحم على من كان قبلهم، ولو كانت الرياضة تدار بشفافية وصدق ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من تدهور وتراجع، فالجدد يهدمون عمل من سبقهم، ويبدؤون من الصفر، ويفرضون سياساتهم وأفكارهم، والمفترض أن يتابع الجدد عمل الراحلين، وأن يعالجوا الأخطاء، لذلك فإن كرتنا تبدأ مع كل اتحاد جديد تحت الصفر، وصار الصفر حال كرتنا، ولم نعد نستطيع الخروج من دوامته!.
تدوير الأشخاص هو حال رياضتنا وليس حال كرتنا فقط، والأشخاص الذين اختارهم المكتب التنفيذي لإدارة اتحاد كرة القدم هم أشخاص مستهلكون، وبعضهم عليه ملاحظات كبيرة، وبعضهم غير صالح لتقديم أي شيء مفيد لكرة القدم، فرئيس اللجنة عمل سابقاً في أكثر من اتحاد، وهو بطبعه يعتقد أن كل الكرويين جهلة، وكلمته الشهيرة المتداولة (ما في أمل)، فكيف سيزرع الأمل الآن بكرتنا السورية وقد تبوأ أعلى مراكزها، وفضلاً عن ذلك متهم بعدة قضايا، منها إبعاد سورية عن تصفيات كأس العالم (2014) بقضية جورج مراد الشهيرة، وبعيداً عن هذا الأمر فإنه لم يقدم أي شيء لكرة القدم في كل السنوات التي عمل فيها في اتحاد كرة القدم، وهو مهندس لائحة المسابقات، ولائحة الانضباط، ودوماً لائحة الانضباط معرّضة للخرق من خلال البنود الفضفاضة التي لم يحاول أحد إغلاق الفجوات فيها، حيث بيّن أحد الخبراء أن هذا الخلل موجود عمداً لتخفيف العقوبات عن المدعومين وجعلها بالحد الأعلى على بقية اللاعبين والكوادر.
في السياق ذاته لم يخرج أحد من الجمعية العمومية راضياً عن هذا المؤتمر الاستثنائي لأنه مرتب بشكل مسبق، والمناقشات القليلة التي حدثت دلت على شيئين اثنين: أولهما: أن سياسة اتحاد كرة القدم ستبقى كما هي، ولم نكسب إلا تغيير الوجوه فقط، وثانيهما: أن أعضاء المؤتمر غير مؤهلين لفرض كلمتهم وبسط نفوذهم رغم أنهم الأقوى، وللأسف فإن من تصدر المجلس فرض ما يريد، والأمور بصورتها الأولى غير مبشّرة.
واستغرب المتابعون الموافقة للمرشّحين بالعودة مرة أخرى إلى الاتحاد من باب الانتخابات القادمة، وقال بعضهم: هل هذا هو المهم، ألا يوجد طرح أفضل؟ وإذا كانت العودة مسموحة لمن لم يحسن العمل، فلماذا قبلنا استقالتهم أساساً؟ ولأن عدم الرضى باد على الجميع، وبعضهم اعترض علناً، قدم عضو اللجنة المؤقتة ياسر لبابيدي استقالته في اليوم التالي، ولا ندري إن كان سيستمر مسلسل الاستقالات؟!.