رياضةصحيفة البعث

اتحاد كرة القدم المستقيل هدم كرتنا والجميع يتحمل المسؤولية

ناصر النجار
جاءت استقالة اتحاد كرة القدم في سببها المباشر نتائج المنتخب الوطني لكرة القدم، وخصوصاً الخسارة الأخيرة أمام لبنان، لكن هذا جزء من الحقيقة، وربما كانت القشة التي قسمت ظهر البعير، لأن إدارة اتحاد كرة القدم لملف اللعبة لم تكن بالصورة الحسنة فارتكب أخطاء كارثية.

ومن يعتقد أن أخطاء اتحاد كرة القدم كانت في جانب المنتخب فقط، بينما كانت بقية الجوانب سليمة فهو واهم، لأن الاتحاد لم يحسن العمل في كرة القدم وفشل الفشل الذريع في إدارتها، فكانت الاستقالة أقل شيء ممكن أن يفعله لأنه فقد كل الأعذار والمبررات لوجوده.
ولو اهتمّ الاتحاد بالكرة الوطنية اهتمامه بالسياحة والسفر والتسوق لكانت كرتنا بخير، ولأول مرة نجد أن رئيس اتحاد كرة القدم يجب أن يسافر مع المنتخب الوطني في المعسكرات والمباريات الودية والرسمية، وقد طال سفره كثيراً، والمشكلة أنه في كل مغادرة يجب أن يكون معه مرافقة من أعضاء الاتحاد وكبار الموظفين وجيش من الإعلاميين، فيتعطل اتحاد كرة القدم بالكامل عن العمل، خاصة وأنه ممسك بكل ملفات كرة القدم ولا ينوب عنه أحد، حتى نائبه غير مفوض باتخاذ أي قرار، فكانت كل القرارات مجمدة وكذلك المراسلات، وأي مشكلة تحدث في دوري كرة الظل أو دوري الشباب يؤجل القرار فيها حتى يعود رئيس الاتحاد ليصدر القرار، وهناك العديد من القرارات ما زالت معطلة حتى الآن وقد تجاوزت فترة دراستها الشهرين ولم يستطع اتحاد الكرة حسمها لأن رئيسه لم يرق بعد!!.
وإذا كانت الأحداث الأخيرة والدراما التي حاول البعض أن يعيشها في ظل خسارة المنتخب الوطني أمام لبنان تحمّل تدهور الكرة الوطنية لاتحاد كرة القدم فإن هؤلاء لم يصيبوا الحقيقة، نحن مع مسؤولية اتحاد كرة القدم في الكثير من الجوانب وقد ساهم بهدم كرتنا وتدهورها، ولكن هناك أموراً أخرى ليس له علاقة بها ساهمت أيضاً بتراجع كرتنا وضعف منتخباتنا. في أولها لنقل المنشآت والملاعب وهذه جزء من منظومة مهمة لتطوير كرة القدم وتحقيق نهضتها، فالملاعب الصالحة للتدريب ولأداء المباريات عليها المعول الكبير في صناعة اللاعب وتطوير الأداء، وهذه مسؤولية المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام، وبكل أسف نقول: ليس لدينا أي ملعب صالح، ولو تمّ رفع الحظر عن سورية فبأي ملعب سنستضيف فريقاً أو منتخباً؟.
كما أن الأندية تتحمّل مسؤولية كاملة في بناء الكرة الوطنية ودعم المنتخب الوطني، وكلما كان العمل في الأندية صحيحاً كان الناتج صحيحاً، والحقيقة أن أنديتنا تساهم في خراب كرة القدم من خلال اتباعها الاحتراف المزيف ومن خلال إهدارها المال بلا طائل على كرة القدم دون أن نحصل على ثمرة هذه الصرفيات، وفي الحقيقة فإن أنديتنا لم تقدم للمنتخب الوطني اللاعبين الفاعلين المؤثرين، ولولا المحترفين والمغتربين الذين يشكلون عماد المنتخب لظهر منتخبنا بشكل أسوأ مما كان عليه حاله.
وكما نتابع ويلاحظ الجمهور الكروي العاشق فإن مستوى الدوري متدنٍ للغاية ولا نجد الفارق بين فريق صرف مليار ليرة وبين فريق آخر صرف مئة مليون، والكل في المستوى سواء، وهذه مسؤولية الأندية بالدرجة الأولى فبناء كرة القدم وتطويرها وحصد النتائج تسأل عنها إدارات الأندية، والكلام نفسه ينطبق على الفئات العمرية المغيّبة عن الاهتمام والدعم وهي أصل كرة القدم وسر وجوده.
والمشكلة أن أغلب أنديتنا تعيش أزمات إدارية ومالية كبيرة بسبب الفوضى وسوء الإدارة وغياب المحاسبة، ونجد أن الأندية الكبيرة تعيش هذه الأزمات كالوحدة وحطين والكرامة والحرية والطليعة والنواعير وغيرها، لذلك نقول: إذا كانت إدارات الأندية تعيش أزمات مالية وفوضى إدارية، وإذا كانت كرتنا تفتقد للملاعب الصالحة، وإذا كان احترافنا أعمى يقودنا نحو الهاوية.. فكيف نأمل أن نرى منتخباً مستقراً وقوياً ومنافساً؟!!.