طريق شولتز لمقعد ميركل.. انطلاق مفاوضات الائتلاف الحاكم
انطلقت مفاوضات تشكيل الائتلاف الحاكم في العاصمة الألمانية برلين، عصر الخميس، على أمل إنجاز الملف قبل أعياد الميلاد.
ويقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي “يسار وسط” الفائز بالانتخابات التشريعية في ٢٦ أيلول الماضي، مفاوضات مع حزبي الخضر “يسار وسط”، والديمقراطي الحر “يمين وسط”، لتشكيل ائتلاف حاكم ينهي سيطرة المحافظين بزعامة أنجيلا ميركل على السلطة لمدة ١٦ عاما متتالية.
وبدأت أولى جولات مفاوضات الائتلاف الحاكم بمشاركة المفاوضين الرئيسيين، وستة ممثلين رفيعي المستوى عن كل حزب في مركز برلين للمعارض.
وتهدف المفاوضات لتشكيل أول ائتلاف حاكم من الأحزاب الثلاثة، ويعرف إعلاميا بـ”إشارة المرور” على المستوى الفيدرالي، واحتلال أولاف شولتز مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي، لمقعد ميركل في المستشارية.
ومن المقرر أن تتوزع المفاوضات على ٢٢ مجموعة فرعية تضم ممثلين للأحزاب الثلاثة وتعمل بشكل مكثف في الأسابيع المقبلة، بأمل تشكيل الحكومة قبل أعياد الميلاد في نهاية كانون أول المقبل.
ورغم توصل الأحزاب الثلاثة لورقة توافق أولية بعد محادثات استكشافية استمرت أسبوعا إلا أن هناك بعض الخلافات الرئيسية في مسار المفاوضات الذي انطلق اليوم، منها الميزانية، وتمويل سياسات حماية المناخ وغيرها.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، ينتظر الأحزاب الثلاثة مفاوضات صعبة للغاية في القضايا الخلافية، في ظل ضرورة تقديم تنازلات كبرى، والأهم الموازنة بين التنازلات ومصداقية كل طرف لدى ناخبيه.
وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفائز بالانتخابات التشريعية في ٢٦ أيلول الماضي، دخل في محادثات استكشافية مع حزبي الخضر “يسار” والديمقراطي الحر “يمين وسط” استمرت أسبوعا، وأسفرت عن ورقة توافق مبدئي على سياسات الحكومة الجديدة.
وكان الأمر يتطلب موافقة مؤتمر مصغر لحزب الخضر، وقيادات الحزب الديمقراطي الحر وكتلته البرلمانية، وهي خطوات إجرائية، من أجل الدخول في مفاوضات الائتلاف الحاكم.
والإثنين الماضي، صوتت الهيئة العليا للحزب الديمقراطي الحر وكتلته البرلمانية بالموافقة على انطلاق مفاوضات الائتلاف الحاكم مع الاشتراكي الديمقراطي والخضر، الذي يعرف إعلاميا بـ”ائتلاف إشارة المرور”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مطلعة.
يأتي ذلك غداة تصويت حزب الخضر لصالح البدء في إجراء مفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم جديد “إشارة المرور”.
وكانت الرئاسة التنفيذية للحزب الاشتراكي وافقت بالإجماع، الجمعة على البدء في هذه المفاوضات.
ونصت الورقة الصادرة عن المحادثات الاستكشافية، على أن الائتلاف الجديد “سيكون أكبر مشروع تحديث صناعي تنفذه ألمانيا على الأرجح لأكثر من 100 عام”، وفق ما ذكره مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للمستشارية أولاف شولتز (63) في مؤتمر صحفي.
وتابعت الورقة “نحن مقتنعون بأن بإمكاننا إبرام اتفاقية ائتلاف حاكم قوية ومستدامة”.
وفاز حزب الاشتراكي الديمقراطي في الانتخابات التشريعيّة بألمانيا بنسبة 25.7% وفق نتائج رسمية.