الحمراء: مطالب خدمية ملحة.. ووعود لم تنفذ!
حماة- ذكاء أسعد
بعد عودة أجواء الأمن والاستقرار إلى ناحية الحمراء في ريف حماه الشرقي، وتحريرها من الإرهاب على يد الجيش العربي السوري، بدأت الحياة تعود إليها مجدداً في ظل نقص شديد بالخدمات نتيجة التخريب الذي لحق بها وبالبنى التحتية الخاصة والعامة جراء ممارسات الإرهاب والذي فاق 30% منها.
وعبّر الأهالي عن استيائهم من الوعود الكثيرة التي لم تُنفذ بعد تحرير المنطقة عام 2018، وخاصة بعد مناشدة المعنيين مراراً ولكن دون جدوى، وطالبوا بتأمين الخدمات الأساسية، ولاسيما المياه لانعدامها في القرى التابعة لناحية الحمراء والتي تزيد عن 20 قرية.
وذكر الأهالي أن مؤسسة مياه حماة لم تكترث للمناشدات الأهلية، لذلك قامت الجهات المعنية في البلدة ممثلة برئيس مجلس البلدة بمطالبة بعض الجهات بضرورة تأمين المياه عن طريق الطاقة الشمسية، وتمّ هذا الأمر من قبل الصليب الأحمر في بلدة الحمراء، ليعود وينسب مدير مياه حماة هذا العمل له، حسب قولهم!.
عباس أخرس رئيس مجلس بلدة الحمراء لفت إلى أن مشكلات البلدة وقراها كبيرة جداً، وبعد عودة ما يزيد عن 15 ألف نسمة، تحتاج البلدة للعمل الجاد وتسريع وتيرته في الواقع الخدمي، ولاسيما ذاك المتعلق بالمياه، حيث تعاني قرى البلدة العشرون من انعدام المياه تماماً، مؤكداً تقديم العديد من الكتب لمؤسسة المياه، لكن دون جدوى، بل كانت الردود دائماً، إما بالوعود أو تزويدهم بأرقام للتواصل معهم ودائما تكون “خارج التغطية”، علماً أن قرى الحمراء تحتاج فقط لصيانة الشبكات لوجود الخزانات والآبار.
وهنا لابد من الإشارة إلى أننا حاولنا الاتصال بمدير مياه حماة الدكتور مطيع عبشي مراراً، لكنه لم يجب مع علمه المسبق بالجهة المتصلة، وتمّ إرسال الأسئلة له كتابياً لكننا لم نحصل على رد!!.
وطالب أخرس بصيانة شبكات الهاتف والكهرباء، مؤكداً أن الخطوط الأرضية والإنترنت تعمل بوجود الكهرباء فقط، ما يعني نصف ساعة كل 5 ساعات ونصف حسب التقنين الحالي في ريف حماة، وطالب أيضاً بتنفيذ مشروع الصرف الصحي، مؤكداً تقديم العديد من الكتب للمعنيين لكن دون جدوى.
من جهته عزت حلوة أمين فرقة الحمراء للحزب أكد أن الخدمات في ناحية الحمراء شبه معدومة، وخاصة الطرقات في قرية أم تريكية والخرسان، إضافة إلى المدارس التي تحتاج للصيانة والتأهيل، حيث تم إعادة تأهيل مدرسة الحلقة الأولى فقط في الحمراء، وتقديم العديد من الكتب للمطالبة بإعادة تأهيل مدارس الحلقة الثانية والثانوية، لكن دون جدوى، ليؤكد يحيى منجد مدير التربية في حماة لـ”البعث” أنه تمّ صيانة ما يزيد عن 80 مدرسة في حماة وريفها عام 2021 وسيتمّ العمل على صيانة المدارس في القرى المحرّرة حسب عودة الأهالي تباعاً.
أما بالنسبة للواقع الصحي فقد أشار حلوة إلى عدم وجود مركز صحي أو صيدلية في قرية أم تريكية، ما يضطر الأهالي للاتجاه إلى بلدة الحمراء التي تبعد 7كم أو إلى القرى التابعة لمنطقة سلمية أو محافظة حماة لتلبية متطلباتهم الصحية.
ولفت حلوة إلى أن سكان بلدة الحمراء والقرى التابعة لها يعملون بالزراعة، وخاصة زراعة الزيتون والتي تمّ قطع أعداد كبيرة منها وحرقها من قبل المجموعات الإرهابية، إضافة إلى العمل بالرعي، حيث يعتبر أهالي الحمراء من أهم مربي الأغنام والأبقار في الريف الشرقي. ورغم تضرّر هذه الثروة ونفوق بعضها جراء ممارسات الإرهابيين، إلا أنها بدأت تعود مجدداً رغم المعاناة الكبيرة الناتجة عن ارتفاع أسعار الأعلاف، مطالباً بضرورة دعم المزارعين ومربي الثروة الحيوانية وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بممتلكاتهم.
المهندس منيب الأصفر مدير الشركة السورية للاتصالات في حماة أكد أن بناء المركز الرئيسي العام في الحمراء تعرّض للكثير من التخريب والعبث من قبل المجموعات الإرهابية، وسيتمّ قريباً إعادة تأهيله وإدراجه في خطة عام 2022 عندما يتمّ تأمين الاعتمادات اللازمة من الإدارة في دمشق، مشيراً إلى أن الشركة تعمل على تغذية الحمراء بالمستوى المتوفر حالياً من منطقة الخرسان التي تبعد نحو 1 ونصف كم ليتمّ تشغيل الخطوط، وأن سوء الواقع الكهربائي في المحافظة أثر سلباً على العديد من الخدمات.
من جهته المهندس أحمد اليوسف مدير الشركة العامة لكهرباء حماة أكد أنه تم إعادة تأهيل الشبكات في قرى طليحان ومعصران، حيث تمّ مدّ خطوط وشبكات توتر متوسط بطول 5،5 كم، وتركيب محولة كهربائية واحدة في كل قرية من القرى المذكورة باستطاعة 100kva، ويتمّ العمل حالياً على إعادة تأهيل شبكة الكهرباء في قرى (الحزم، عرفة ودوما)، حيث تمّ مدّ شبكات توتر متوسط بطول 7،5 كم وتركيب محولة كهربائية واحدة في كل قرية منها باستطاعة 100kva .
وأضاف اليوسف أنه يجري العمل على تجهيز مراكز التحويل وشدّ شبكات التوتر المنخفض لتغذية مساكن الأهالي العائدين.