روسيا ترد على إجراءات الناتو الاستفزازية
تقرير إخباري
بعد الإجراءات العدائية التي اتخذها حلف الناتو ضد روسيا المتمثلة بتخفيض نسبة تمثيل روسيا لدى الحلف، وطرد ثماني شخصيات روسية لمجرد أنهم روس، قررت موسكو الرد بحزم فأعلنت عن تعليق عمل بعثتها لدى الناتو، وإغلاق مكتب الارتباط التابع للحلف في موسكو، بالإضافة إلى تعليق التمثيل العسكري بينهما وفق ما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث أكد أنه لم تعد روسيا تعتزم التظاهر بأن العلاقات يمكن أن تتحسن في المستقبل القريب وتفتح مرحلة جديدة تجبر الطرفين على إعادة تحديد – وقبول – حدودهما المتبادلة.
ومن المقرر إغلاق مكتب معلومات الناتو الذي كان معتمداً لدى السفارة البلجيكية في موسكو، و في حالة الطوارئ، إذا احتاج الناتو إلى مخاطبة روسيا، فيمكنه القيام بذلك من خلال سفيره في بلجيكا كما في الأيام الخوالي.
من هنا عندما تؤدي الإجراءات الدبلوماسية إلى قطع تلك العلاقات الدبلوماسية نفسها ، يمكن القول بأن الناتو ارتكب خطأ استراتيجي، لكن هذا لا يعني أن العلاقات بين الناتو وروسيا منعدمة تماماً، إذ تحافظ دول الناتو على اتصالاتها مع روسيا عبر بلجيكا التي تعود إلى قلب هذه الآلية ، لكن استعادتها ستتطلب مناقشات جادة حول الحدود السياسية التي يجب عدم تجاوزها، الأمر الذي قد يستغرق وقتاً طويلاً.
إن السبب الذي أثار غضب روسيا هو عمل الناتو على تعزيز البنيته التحتية العسكرية وزيادة طرق طائراته التكتيكية والاستطلاعية في المنطقة المجاورة مباشرة للحدود الروسية، وبالتالي أجبرت التهديدات من الدول الغربية روسيا وبيلاروسيا على تبني عقيدة عسكرية جديدة وفق وزير الدفاع سيرغي شويغو، الذي تحدث في اجتماع للقادة العسكريين للاتحاد الروسي وبيلاروسيا عن أنشطة الناتو التي باتت على مقربة شديدة من حدود الاتحاد، خاصةً بعد أن نقلت الولايات المتحدة إلى بولندا ودول البلطيق لواء مدرع، وأربع كتائب تكتيكية متعددة الجنسيات. كما تم تشكيل ألوية تابعة للناتو في رومانيا وبولندا ولاتفيا. وبحسب تقديرات شويغو، زادت قوات الناتو بالقرب من حدود الاتحاد من 25 ألفاً إلى 40 ألف جندي، بالإضافة إلى أن الناتو كثف رحلاته الجوية قرب الحدود بنحو الثلث، هذا عدا تكثيف التدريبات التي تنظم في هذه المناطق تحت رعاية الناتو.
زيادة على ذلك، يتم تنظيم أكثر من 30 تمريناً سنوياً بالقرب من الحدود الغربية لاتحاد روسيا وبيلاروسيا، ويقوم السيناريو الخاص بهم على مواجهة مسلحة مع روسيا. تشمل هذه التدريبات الدول غير الأعضاء في التحالف مثل جورجيا وأوكرانيا والسويد وفنلندا. وبالتالي، فان سلوك الناتو هذا دفع اتحاد روسيا وبيلاروسيا إلى تبني عقيدة عسكرية جديدة ستتم الموافقة عليها قريباً.
كما أوضح شويغو أن وزارتي الدفاع في البلدين أجريتا تقييماً لنشاطهما المشترك بين عامي 2019 و 2021 ووافقتا على خطة عمل لضمان الأمن العسكري للفترة حتى 2024.
هيفاء علي