الأدب الإيراني.. رؤى مشتركة وأواصر ثقافية عميقة
العلاقة بين الأدب العربي والأدب الإيراني ممعنة في التاريخ، وللعربية أثر بالغ وواضح في اللغة الفارسية، لأسباب عديدة يأتي أهمها القرآن الكريم، وهذا ما نلحظه في الألفاظ العربية الكثيرة المستعملة في الفارسية، إلى جانب استعمال أوزان الشعر العربي وقوافيه.
وللأدب الإيراني حضور مميز في ساحات الأدب العالمية، لما يتمتع به من تقنيات سرد وآليات كتابة تميزه عن آداب الدول الأخرى، لا سيما الأدب العربي، ومن هنا تأتي أهمية اطلاعنا على هذا الأدب، وإيلائه الاهتمام الكافي. ومن هذا المنظور، أقام اتحاد الكتاب العرب ندوة استضاف فيها أديبين إيرانيين، سلطا الضوء على العلاقة بين الأدبين الفارسي والعربي، وأثر كل منهما في الآخر.
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب، الدكتور محمد الحوراني، إن الاتحاد يسعى إلى إعادة العلاقات الثقافية مع الدول، (عربية وإسلامية وأجنبية)، خاصة الدول التي ترتبط معنا بأواصر ثقافية ومعرفية، كالجمهورية الإسلامية الإيرانية، ذلك أن هناك الكثير من التقاطعات بين الأدبين الفارسي والعربي.
ولفت د.الحوراني إلى جهود الاتحاد في الاشتغال على طباعة بعض الكتب المترجمة من العربية إلى لغات أخرى وبالعكس، إذ إن هذا يصب في الهدف السابق ذكره أعلاه.
وتحدث عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب، الأرقم الزعبي، عن أعلام الأدب الفارسي، من الرودكي إلى الفردوسي والشرازي، وغيرهم من الذين عدَّهم “نُسّاج الأدب الفارسي ورعاة بذرة الجمال الأولى”، مشيراً إلى أن هذا الأدب هو “واحد من معجزات الأدب العالمي كماً ونوعاً ومضموناً، وتوثيقاً تاريخياً لحضارة شعب عشق الحضارة”.
وأعرب الأديب الإيراني “علي أصغر عزتي باك” عن إيمانه بالحوار بين الشعوب، والطريقة الأنجع هي الكتابة الأدبية لأن هذا المسار الأكثر قبولاً، ويكتب له الخلود أكثر من أي مسار آخر، مؤكداً أن قدومه إلى سورية للمرة الثانية يصب في هذه الغاية، وهو قد ألف قصة تتحدث عن إيراني عاش في سورية.
وتناول عزتي باك النتاجات الأدبية السورية في إيران، إذ يترجم كثير من الأدب السوري إلى اللغة الفارسية، وتمنى أن تترجم النتاجات الأدبية الإيرانية في سورية، ليتسنى للمهتمين قراءتها.
ولفت إلى أن إيران تحظى ببيئة أدبية خصبة جداً، وتشهد تنامياً وازدهاراً باستمرار، ففي حقل الرواية والقصة، يطبع سنوياً نحو 4 آلاف، كما أن حركة الترجمة في إيران نشطة جداً، إذ تترجم من العالم نحو عشرة آلاف كتاب سنوياً.
من جهته، قال الأديب الإيراني مهدي كفّاش إن سورية تحظى بأهمية بالغة في إيران، إذ إن لدى الشعبين رؤى وأحلاماً مشتركة، لافتاً إلى أنه كتب عن أحداث كثيرة شهدها خلال زيارته السابقة إلى سورية، ومن خلال احتكاكه مع السوريين.
وأبدى كفّاش إعجابه بسورية المتطورة صاحبة الرونق الرفيع مستقبلاً، ورأى أن ثمة فرصاً كثيرة متاحة أمام سورية، خاصة بعد أن شهد مشروع سيدة الياسمين، أسماء الأسد، الذي بدأ منذ عام 2003.
علاء العطار