لافروف: “ناتو” يؤدّي ألعاباً خطيرة بتوسيع مهمّته في العالم
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دول جوار أفغانستان إلى منع أي وجود للقوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” على أراضي هذا البلد، مؤكداً أن الحلف يتحمّل المسؤولية عن الأزمة العميقة التي تمرّ بها أفغانستان.
ولفت لافروف في كلمة له اليوم خلال اجتماع لدول جوار أفغانستان عبر الفيديو، إلى أن إصرار الغرب على إعادة تكوين أفغانستان وفقاً لمعاييره أسفر عن نتائج مؤسفة بما فيها “اندلاع صراعات داخلية وإراقة الدماء وتفاقم الاستقطاب داخل المجتمع والانهيار الاقتصادي والاجتماعي وكارثة إنسانية”، إضافة إلى زيادة وتيرة جرائم الإرهاب الدولي وتفشي الفساد وإنتاج المخدرات على نطاق غير مسبوق في البلاد.
وحذر لافروف من تدفق الإرهابيين والعناصر الإجرامية من أفغانستان إلى الدول المجاورة تحت ستار اللاجئين، وقال: من الواضح أنه دون معركة حاسمة ضد إنتاج المخدرات وتهريبها وضد التنظيمات الإرهابية الدولية واستخدامها من الخارج في أفغانستان، فمن غير المرجّح أن يكون ممكناً بناء سياسة خارجية طبيعية مميزة مع الدول المجاورة لأفغانستان التي هي المستهدفة في المقام الأول من هذه القوى المدمّرة.
وشارك في الاجتماع إضافة إلى روسيا، الصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان.
وفي سياق متصل أشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي “إي يون” إلى أن حلف الناتو “يؤدّي ألعاباً خطيرة” بإعلانه عن رغبته في توسيع مهمته لتشمل العالم بأسره.
من جهة ثانية، جدّدت وزارة الخارجية الروسية التأكيد أن سياسة الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تتبعها الولايات المتحدة غير مقبولة وغير قانونية مندّدة بالمحاولات الأمريكية “الخرقاء” للتعدّي على حقوق وحريات المواطنين الروس.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان نشر على موقع الوزارة اليوم: “نعرب عن قلقنا البالغ بشأن العقوبات التي فرضتها واشنطن منذ عام 2016 على الشركة الروسية سوفراخت بسبب إمدادات وقود الطائرات إلى سورية”، مشيرة إلى أن السلطات الأمريكية “جمّدت منذ عام 2018 تحويلات بنكية بملايين الدولارات لهذه الشركة وأعلن مكتب المدعي العام لمقاطعة كولومبيا الأمريكية الملاحقة القانونية لخمسة من موظفيها”.
وأوضحت زاخاروفا أنه “تم التأكيد مراراً أن أنشطة شركة سوفراخت تتم على أساس العقود المبرمة رسمياً وبما يتفق بدقة مع التشريعات الروسية وأن وقود الطائرات الذي نقلته الشركة لم تتم إعادة تصديره أو إعادة بيعه أو نقله إلى جهة ثالثة وجرى استخدامه في مكافحة المجموعات الإرهابية وكذلك في إزالة عواقب الحالات الطارئة الإقليمية”.
وبيّنت زاخاروفا أن مثل هذه التصرفات من الجانب الأمريكي “ما هي إلا محاولة خرقاء للضغط على روسيا، الأمر الذي يتعارض مع قواعد القانون الدولي، فضلاً عن أنها تعدٍّ صارخٌ على حقوق وحريات المواطنين الروس”.
وأوضحت زاخاروفا “أن ممارسة التدابير القسرية الأحادية الجانب وملاحقة مواطنينا التي تستخدمها واشنطن بنشاط غير مقبولة وغير قانونية في جوهرها”، مضيفة: “نحن نرفض أي مخططات للولايات المتحدة في السعي لتسليمها مواطنينا من خلال تطبيق قواعد تشريعاتها المحلية خارج حدودها الإقليمية.. هذا هو موقفنا الذي لا يتزعزع وسندافع عنه بقوة”.
وكانت وزارة الخارجية الروسية وصفت في وقت سابق العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على شركة الشحن الروسية سوفراخت بأنها “مساعدة مجدية” للإرهابيين.
وفي شأن آخر، صرّح سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، بأن منشآت دفاعية وطاقة بما في ذلك محطات طاقة نووية، في المنطقة الوسطى من روسيا تعرّضت لهجمات إلكترونية.
وأشار باتروشيف، خلال اجتماع للأمن القومي في مناطق وسط روسيا، إلى أن الوضع في الفضاء السيبراني لا يزال صعباً، بما في ذلك بسبب نشاط أجهزة الاستخبارات الأجنبية.
وقال: “بشكل عام، لا تزال الحالة في فضاء المعلومات صعبة وتتميز بتزايد تهديدات أمن المعلومات، بما في ذلك تلك المرتبطة بنشاط أجهزة الاستخبارات الأجنبية ومجرمي الإنترنت (هكرز)، الذي يهدف إلى البحث عن نقاط الضعف في البنية التحتية للمعلومات من أجل الحصول على معلومات والوصول إلى موارد محمية”.
ولفت إلى أنه تم تسجيل أكثر من 11500 هجوم إلكتروني خطير في المنطقة المركزية من روسيا، كما أن هذه الهجمات شهدت نمواً هذا العام وحده بأكثر من 15%.
وقال باتروشيف: إن منشآت دفاع وطاقة، بما في ذلك محطات نووية، في المنطقة الوسطى من روسيا تعرّضت لهجمات من مجرمي الإنترنت، وأضاف: إن تكنولوجيا المعلومات تستخدم بشكل متزايد لتجنيد المسلحين وإضفاء الشرعية على عائدات الجريمة وتمويل الإرهابيين.