نبض رياضي.. الروتين يقضي على أمل التغيير
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
مع اقتراب نهاية مؤتمرات الأندية واللجان الفنية السنوية يمكن القول وبكل صراحة أن الحصيلة من هذه التجمعات التي يفترض أنها تقيمية تقويمية تكاد تقارب الصفر أو تجاوزه بقليل، في ضوء سيطرة الروتين والطروحات القديمة دون وجود أفكار واضحة أو رؤية عامة لإعادة الأندية إلى موقعها الصحيح أو اللجان الفنية لوظيفتها الأساسية.
هذه الحصيلة السلبية للمؤتمرات التي عقدت جاءت بعد أن ملت الكوادر من المطالبات وسماع ذات التبريرات، كما أن المفصل الأهم وهو أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام لم يعيروا هذه المؤتمرات أي اهتمام وخصوصاً في المحافظات البعيدة، وحتى في المؤتمرات التي حضروها في دمشق وريفها كان وجودهم فيها لمجرد إكمال للصورة العامة أو في أحسن الأحوال لمحاولة التهرب من المسؤولية لا أكثر.
شريط احتياجات الأندية بات محفوظاً عن ظهر قلب ومعاناتها لم تتوقف منذ سنوات ، لذلك وفرت بعض الأندية على نفسها عناء كتابة تقرير سنوي جديد بل بدلت فقط في التواريخ مستعينة بتقارير السنوات الماضية على اعتبار أنه لا جديد يذكر بل القديم يعاد، ولا ندري حقيقة ماذا سيكون تقييم القيادة الرياضية لمثل هذه المؤتمرات؟ ،وكيف سيتم التعامل معها بجدية؟.
الوضعية التي تدعو للتشاؤم بإمكانية تحقيق التغيير المطلوب لا يمكن ردها سوى لحالة الروتين والرتابة التي تعيشها رياضتنا بشكل عام، فالعقلية ثابتة لا تتغير والمصالح الضيقة هي التي تتحكم والأندية في واد سحيق تنادي المنقذين دون جدوى، والخوف أن نبقى نبحث عن بقعة الأمل لسنوات أخرى.
كل ماسبق هو بمثابة جرس الإنذار لإنقاذ بقية المؤتمرات لبقية المفاصل(اتحادات، لجان تنفيذية) التي لا تبدو في صورة أفضل، وحقيقة الكثير من الاتحادات لا تملك أي رؤية ولا طائل من اجتماعاتها سوى أن الأمر مفروض وبات أشبه بالعرف ، أما اللجان التنفيذية فوضعيتها ليست أفضل وعليها عشرات إشارات استفهام وتحديداً حول دورها ووظيفتها المفترضة التي تم حصرها بالمراسلات فقط!.
مفردات المرحلة المقبلة من المفترض ألا تشمل كلمة مؤتمرات أو اجتماعات إلا إذا كانت فعلية وتطويرية لا شكلية وروتينية، فالمطلوب شيء استثنائي ينفض غبار الإهمال ويعيد وصل شريان الحياة لبعض المفاصل التي تكلست بشكل كامل.