ماذا في قمة مجموعة العشرين؟
هناء شروف
تواجه قمة مجموعة العشرين التي ستُعقد في روما يومي 30 و31 تشرين الأول الجاري مهمة شاقة تتمثل في مواجهة تحديات غير مسبوقة من تغيّر المناخ، ووباء كوفيد-19 إلى الحوكمة العالمية، والانتعاش الاقتصادي في عالم منقسم بشكل متزايد.
وكمنتدى عالمي للاقتصادات الكبرى، فإن مجموعة العشرين هي أكثر تمثيلاً للواقع العالمي، وأكثر شمولاً بكثير من مجموعة السبع وهي مجموعة صغيرة من الدول الصناعية المزعومة.
سيحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاجتماع دون الحصول على موافقة الكونغرس على مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يتضمن الأموال التي تشتد الحاجة إليها لمكافحة تغيّر المناخ والانتقال إلى الطاقة النظيفة. كما لا تزال حقيقة أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد انسحب من اتفاقية باريس تطارد العالم نظراً للدعم الهائل الذي لا يزال يتمتع به بين الجمهوريين.
ومن المتوقع أن يلقي بايدن خطاباً حماسياً حول تغيّر المناخ والسلام العالمي في القمة، ولكن يجب أن يدرك أن الحروب التجارية والتكنولوجية التي شنّتها الولايات المتحدة ضد الصين قد قوّضت المعركة العالمية ضد تغيّر المناخ من خلال تعطيل سلاسل التوريد العالمية بشكل خطير.
ومثل سابقتها، حاولت إدارة بايدن تقسيم العالم من خلال الاستمرار في الضغط من أجل الفصل الاقتصادي مع الصين، بما في ذلك في قطاعات أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والجيل الخامس. وبدلاً من محاولة بناء عالم شامل أجبرت واشنطن الدول على الاختيار ما بين الولايات المتحدة والصين، الأمر الذي رفضته معظم الدول.
كما يجب على الولايات المتحدة أن ترفع الحظر الذي تفرضه على كوبا، وهو الأمر الذي أدانته الجمعية العامة للأمم المتحدة عاماً بعد عام منذ حوالي ثلاثة عقود، وهذا موضوع يستحق اهتماماً عاجلاً في قمة مجموعة العشرين في روما.
في الواقع، يمكن معالجة العديد من المشكلات التي تواجه العالم بشكل أفضل إذا نظرت الولايات المتحدة بقوتها الاقتصادية والمالية والعسكرية الضخمة إلى نفسها في المرآة بدلاً من إلقاء المحاضرات على العالم بشأن القضايا غير ذات الصلة وإلقاء اللوم على الآخرين في العلل.