في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم فوضى قرب المقر
ناصر النجار
ملعب الفيحاء الصناعي ليس ببعيد عن مقر اتحاد كرة القدم وهو يشهد مخالفات بالجملة والمفرق ضمن أجواء لا تمت إلى كرة القدم بصلة، ولو ذهب أحد من أعضاء اللجنة المؤقتة إلى الملعب الذي يبعد عنهم أمتاراً عديدة لأيقنوا أننا عندما أطلقنا على هذا دوري الدرجة الأولى لقب الأحياء الشعبية فلم نكن نظلمه.
الجولات على الملاعب تعتبر أفضل من تقاسم الحصص والنفوذ وتقاسم السفر والسياحة، والدوري الذي جرى هذا الأسبوع ضمن مباريات الدرجة الأولى لم يمت إلى كرة القدم بصلة، وكما رصدت عدسة “البعث” فملعب الفيحاء الصناعي كان أشبه بمتنزه عام ضم النرجيلة والمتة وبعض المكسرات ومن جهة أخرى توزع الجمهور داخل المضمار بحيث لم يتسن لحكم الخط أن يتحرك بحرية في كل مجريات المباراة.
فإذا كان اتحاد كرة القدم يضع مراقبين اثنين وأربعة حكام وتدفع الأندية لهم أجورهم فلماذا لا يقومون بمهامهم على أكمل وجه؟.
حيث كان من المفترض أن يمنع الحكم والمراقب انطلاق المباراة قبل خروج المتنزهين والزوار من أرض الملعب وهذه من أبسط حقوق كرة القدم ومبارياتها.
وخارج ملعب الفيحاء شاهدنا صوراً مماثلة في ملاعب جرمانا وعرطوز والكسوة والنبك حيث الجمهور والمتطفلين يحيطون في الملعب من كل جانب، فضلاً عن كون هذه الملاعب غير قانونية بقياساتها وبعضها يفتقد لغرف المشالح وللتجهيزات كملعب حمص ومصفاة بانياس على سبيل المثال، بل إن ملعب حمص تحول التارتان فيه إلى قميص زفتي بات يؤذي اللاعبين.
كل ذلك يجري أمام نظر اتحاد كرة القدم، فما الغاية من كرة القدم ومبارياتها إن لم تحقق الشروط بحدها الأدنى؟ ولماذا كل هذا الإنفاق على كرة القدم إن لم نستطع تأمين المناخ المناسب والملاعب الجيدة والأجواء المعقولة؟ من المفترض أن تؤدي كرة القدم في الدرجة الأولى وغيرها من الدرجات والفئات دورها في البناء والتنمية، أليس دوري الدرجة الأولى رديفاً للممتاز؟
هذا في دوري الدرجة الأولى، فكيف بنا بالدرجة الثانية أو دوري الشباب والناشئين؟
إذا كانت صورة النشاطات على الشاكلة هذه فلا تترقبوا الخير من كرة القدم ومن القائمين على كرة القدم.