ظاهرة “البسطات” تشوه حلب.. ومجلس المدينة يشتغل على إنشاء أسواق شعبية
حلب – إسراء جدوع
بات الانتشار العشوائي لـ”البسطات” طولاً وعرضاً أرصفة وأجزاء من الشوارع الرئيسية في حلب أمراً معتاداً في ضوء تغاضي الجهات المعنية وتحديداً مجلس المدينة من قمع هذه الظاهرة غير الحضارية، واستبدالها بإنشاء أماكن وساحات خاصة لأصحابها.
وبالرغم من تكرار مطالبة أهالي الأحياء السكنية بإزالة هذه البسطات وتنظيم الشوارع والأرصفة لتسهيل مرور المشاة والسيارات على السواء، ما زال الوضع في حي سيف الدولة الأكثر اكتظاظاً من غيره، إذ تحول إلى سوق تجاري بفعل الظروف المتبدلة، حيث يشهد تجمعاً كبيراً للبسطات وازدحاماً كبيراً صباحاً ومساءً، ناهيكم عن الواقع الخدمي المتردي الناتج عن مخلفات المحال والبسطات من القمامة وتأخر ترحيلها .
وما يفاقم من تدني واقع نظافة الحي، انتشار الحفر في الشوارع الرئيسية والفرعية وإشغال أصحاب المحال لمساحات واسعة من الأرصفة المقابلة لهم.
أحمد أبو خالد بائع ألبسة قطنية على “بسطة” في منطقة سيف دولة يقول: إن هذه البسطة هي مصدر دخله الوحيد بعد أن خسر منزله ومحله في حي السكري جراء الارهاب، ولفت إلى أن “الدوريات تطارده أحياناً لمصادرة البسطة أو كتابة مخالفة بحقه”، داعياً الجهات المعنية إلى تعويض المتضررين بدلاً من محاربتهم في لقمة عيشهم، موضحاً أنه يعيل اسرة مؤلفة من خمسة أشخاص وليس بمقدوره استئجار محل.
محمد صاحب “بسطة” لبيع الأحذية، يقول: الإيجارات غالية في مدينة حلب ومحلي صغير لذلك اضطر لعرض بضاعتي على الرصيف مع العلم بأنَّ هذا ممنوع ولكن أدبر أموري لتأمين لقمة العيش لعائلتي بأي وسيلة.
من جهته قال خير الدين صاحب محل منظفات بأن البسطات العشوائية أمام المنتشرة أمام المحال تؤثر سلباً على مبيعاتهم وتعرضهم إلى خسارات كثيرة خاصة أنهم يدفعون مبالغ كبيرة كآجار للعقار شهرياً، عدا عن الضرائب وغيرها من المدفوعات الشهرية لقاء الخدمات المقدمة، داعياً مجلس المدينة إلى قمع هذه الظاهرة وإيجاد بدائل مناسبة لأصحاب البسطات تساعدهم ولا تضر غيرهم .
العم ابو خالد من سكان الحي قال بالإمكان إيجاد حل لهذه المعضلة، وتعميم تجربة سوق التلل والاستفادة من الساحات غير المشغولة في عدد من المناطق والأحياء وتخصيصها للباعة المتجولين .
أما نائب رئيس مجلس المدينة المهندس أحمد رحماني أوضح أن مجلس المدينة يسعى عبر مديرياته الخدمية وضمن نطاقاتها الجغرافية لإزالة كل المخالفات والإشغالات، وذلك بالتزامن مع تحسين الواقع الخدمي، كما يتم العمل على تنظيم الاسواق وإنشاء أسواق شعبية ضمن الأحياء بعيداً عن السكن للتخفيف من الإزدحامات ولتحسين الواقع الخدمي عموماً، وهذه الفكرة لاقت نجاحاً مقبولاً بعد تنفيذها في عدة مواقع من المدينة، والعمل جارِ لتعميم هذه الفكرة في باقي الأحياء المكتظة كحي سيف الدولة والأكرمية والأعظمية .
وبين رحماني أن جهود مجلس المدينة لن تكتمل إلا بمساعدة الأهالي والمواطنين وعليه لا بد من تعميق هذه الشراكة عبر التقيد بالأنظمة والقوانين والمساعدة في تنظيم المدينة والحفاظ على نظافتها والابتعاد عن ارتكاب المخالفات والإسغالات غير القانونية.