المخصصات التموينية الوظيفية في دائرة “الشح”.. والفواتير تبحث عن متهم؟!
دمشق – بشير فرزان
لاشك أن إجراءات التقشف المتبعة في جميع المؤسسات تجيز أو أجازت العديد من التصرفات التي لم يتم ضبطها بعد أو التعرف على آلية تطبيقها ومن المسؤول عن حضورها في العمل الوظيفي، وخير مثال على ذلك شكوى العديد من الموظفين في الوزارات المؤسسات من حالة ليست فريدة ولكنها متزايدة وتتوسع دوائر استثمارها لتصبح ضمن إمكانية التعميم على أكثرية المؤسسات، حيث أكدوا أن التموين الذي كان مخصصاً لمديرياتهم (السكر – الشاي – القهوة وو) بات غير موجود نهائياً رغم صرف الفواتير المتعلقة بذلك واستلام الكميات المخصصة لكل مديرية.
وقد لاحظوا تناقص الكميات خلال الأشهر الماضية واعتقدوا أن ذلك ضمن تعاميم الترشيد التي صدرت عن رئاسة مجلس الوزراء ولكن بعد انخفاض الكميات بشكل كبير باتت الشكوك تدور حول سرقة المخصصات من قبل المستخدمين، ولكن شيئاً فشياً توضحت الصورة كاشفة عن مرض خطير يتسلل إلى الإدارات يتمثل بشكل من أشكال الفساد و الاستفادة من كل ماهو متاح لتحقيق المنفعة الذاتية.
وبسؤال بعض المديرين العامين في المؤسسات والمديريات عن هذه الحالة بينوا أن الكثير من مديري المؤسسات يتابعون وبدقة وصرامة موضوع مستلزمات البوفية، ويحرصون على عدم ضياع أو هدر أي ذرة من هذه المواد التموينية وهي برأيهم حالة ايجابية وتشكل خطوة متقدمة في الإصلاح بكل أنواعه، فهي تكافح الفساد وتمنع استنزاف المال العام وهدره وسرقته، ومن جهة ثانية تشكل شكلاً من إشكال الالتزام الإداري الصارم والتقيد بالتعليمات والتوجيهات المانعة للفوضى، وفي الوقت ذاته أنكروا أن يكون هناك تدخل من قبل المدير بهذا الموضوع الذي هو من اختصاص لجان المشتريات ورؤساء الدوائر الذين يحددون حاجة كل مديرية أو دائرة من المواد التموينية بمافيها “مستلزمات البوفية ومواد التنظيف” ويتم التصرف بها من قبلهم وقالوا :هذه الاتهامات باطلة وغير دقيقة تهدف إلى تشويه صورة الإدارة الاعتبارية.
والتقينا في بعض المؤسسات مع عمال البوفيه الذين القوا المسؤولية على المجهول، حيث أكدوا التزامهم بالتعليمات ولاعلاقة لهم بنقص المواد دون أن يكشفوا عن تورط الإدارات أو تورطهم في هذه القضية .
وبالمتابعة والتقصي تبين تكرار الحالة في العديد من الإدارات و المؤسسات والشركات حيث تختفي المخصصات قبل نهاية الشهر بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار تاركة خلفها بصمات واضحة وتساؤلات لاتخلو من الشبهات وهمسات الجميع عن حقيقة ماحصل دون أي إجابات علنية رغم اتفاق الجميع على أن ثقوب الغربال لاتغطي أشعة الشمس .
واليوم مع كل مايشاع عن توجهات نحو رفع الدعم بشكل كامل وبطريقة القضم البطيء مع ثبات في الدخل.. يبدو أن هناك من يعمل على أخفاء مستلزمات واحتياجات الناس على بساطتها بما يجعل المخصصات التموينية الوظيفية في المؤسسات أكثر أغراءً وهدفاً لضعاف النفوس وذلك في زحمة الأعباء المعيشية والاقتصادية.. فهل من حلول أم سيبقى “الحبل على الغارب” كما يقال..!.