ثقافةصحيفة البعث

إيوجينيو ماريا فاجاني في ضيافة الفرقة الوطنية السيمفونية السورية على مسرح الأوبرا

استضافت الفرقة الوطنية السمفونية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان عازف الأورغن الإيطالي إيوجينيو ماريا فاجاني على مسرح الأوبرا، وقدم أعمالاً من عصور مختلفة كتبت للأورغن والأوركسترا، وعرّفت بضخامة الأورغن “ملك الآلات الموسيقية” وبالعدد الكبير للمفاتيح التي تتطلّب مهارة فائقة بالعزف.

وقد حيا فاجاني جمهوره بمقطوعة عزف منفرد للمؤلف باخ (1685-1750) بريلود وفوغ سلم ري ماجور -مصنف رقم 532-، فيها نغمات حيوية تخلّلتها ألحان سريعة بتداخل الصوت الغليظ للآلة مع الصوت الرقيق، ومن ثم القفلة المدهشة بحركة سريعة.

بعد الافتتاحية قدّمت الفرقة كونشيرتو لآلة الأورغن والأوركسترا سلم دو ماجور -مصنف رقم 18- للمؤلف جوزيف هايدين (1732- 1801) تألف من ثلاث حركات، حركة حيوية وحركة بطيئة وحركة حيوية جداً، فبدأ بحركة رقيقة للوتريات وآلات النفخ الخشبية وجزء من النحاسيات تمهيداً لعزف الأورغن والتحاور مع الوتريات في مواضع، وشكّلت الانتقالات اللحنية من الصوت المتوسط للانخفاض جمالية لحنية شدّت الجمهور، واتخذ الأورغن اللحن الأساسي بالعزف المطوّل، ولاسيما بالحركة الحيوية جداً، ومن ثم القفلة المفاجئة للأورغن.

العمل الثاني للمؤلف فرانسيس بولانك (1899- 1963) كونشيرتو لتوليفة خاصة لآلة الأورغن والوتريات والتيمباني، سلم صول مينور من العصر الحديث كان جميلاً جداً ومميزاً بتناغم هذه الآلات، والمؤلف من سبع حركات متتالية بين البطيئة والمعتدلة والحيوية والهادئة والثائرة، تعزف كعمل متلاحق متكامل، بدأ بصوت الأورغن الحاد والعزف الخافت للفرقة وضربات التيمباني، ومن ثم الوتريات الهادئة ثم العزف المنفرد للأورغن.

أعياد روما

انضمت النحاسيات والآلات اللحنية الإيقاعية البراقة والبيانو مع الطبل الكبير إلى الفرقة، وعزف المقطوعة الحديثة للمؤلف الإيطالي أوتورينو ريسبيغي (1879-1936) الساحرة من مهرجانات روما، وكما ذكر باغبودريان فإنها إحدى المقطوعات التي تقدّم بالأعياد وارتبطت بعيد الميلاد، وتعبّر عن الطقس الاحتفالي الذي تعيشه إيطاليا بمشاركة فرق عدة وتشويشهم على بعض واقتحام زمامير السيارات، وقصة الساحرة التي تكافئ الأطفال حسب سلوكياتهم، فعكس المؤلف كل هذه الأجواء بموسيقا متعدّدة اللوحات، يتخلّلها النشاز الدال على الزمامير، وفي النهاية تأتي الألعاب النارية بثلاث ضربات، فكانت البداية جميلة جداً مع الضربات القوية للتيمباني وصوت الإيقاعيات اللحنية ودور النحاسيات القوي مع آلات النفخ الخشبية والباصون، وخاصة المترافقة مع الوتريات الهادئة، واتضحت روح الاحتفالية بالمشهدية ككل التي اقتربت أحياناً من المتتالية، كما شارك البيانو بالعزف الثنائي، لتأتي القفلة القوية بالضربات الثلاث.

علاقة ودية

على هامش الأمسية أعرب إيوجينيو فاجاني الذي زار سورية سابقاً وشارك بأسبوع الأورغن فيها، في حديثه للصحفيين عن سعادته بزيارة سورية، التي تربطه بها علاقة ودية وليست رسمية بوجود أصدقاء له. وأثنى على أداء الموسيقيين الذين عزفوا المقطوعات الصعبة لأول مرة، فبذل المايسترو  باغبودريان مجهوداً مضاعفاً، وكان تفاعل جمهور الأوبرا مفاجأة بالنسبة له لأن هذا النوع من الموسيقا يتطلّب الصمت والهدوء، فبعد العزف صفق الجمهور مطوّلاً معبّراً عن طاقة إيجابية.

رؤية مشتركة

المايسترو باغبودريان تحدث عن استضافة العازف الإيطالي فاجاني وعن آلة الأورغن، وهي آلة ضخمة جداً لا توجد إلا بالكنائس عادة، ونحن نفتخر بوجود آلة الأورغن في الأوبرا وتعدّ كنزاً من كنوزنا ولا مثيل لها بالشرق الأوسط. وتابع عن أهمية استضافة العازف الإيطالي فاجاني، لأن التطور بالاحتكاك، فنتعرف إلى وجهات نظر نتشارك بها ونبني مع بعضنا رؤية موسيقية حتى تصل إلى الجمهور بشكل منسجم، وأضاف: إن الفرقة السمفونية ترحب باستضافة قادة أوركسترا وعازفين منفردين لتقديم شيء جديد.

ملده شويكاني