هل يصلح ماكرون وبايدن العلاقات الفرنسية الأمريكية؟
عايدة أسعد
التقى جو بايدن و ماكرون يوم الجمعة الفائت، للنقاش حول اتفاق AUKUS، وهو التحالف الاستراتيجي بين الهند والمحيط الهادي بقيادة الولايات المتحدة.
وكان اتفاق AUKUS قد أشعل نزاعاً دبلوماسياً مريراً مع فرنسا، ويبدو أن لقاء بايدن وماكرون في إيطاليا لإصلاح العلاقة التي قال الرئيسان إنه قد تمّ إصلاحها بالفعل، ولكنها تحتاج إلى مزيد من الإصلاح.
بينما كان ماكرون يستقبل بايدن في فيلا بونابرت السفارة الفرنسية، سأل أحد المراسلين الرئيس الأمريكي عما إذا كان هناك حاجة إلى الاعتذار، فردّ بايدن “إلى من؟ لقد تحدثنا بالفعل”.
في الواقع تحدث الرئيسان مرتين عبر الهاتف، منذ أن تكشفت أعمال AUKUS وكانت المرة الأولى في أيلول، حيث أكد بايدن أنه كان يتوجّب على فرنسا أن تفكر بشكل أفضل بأنها ستخسر عقداً بمليارات الدولارات لبناء غواصات لأستراليا، و أن الولايات المتحدة ستعلن عن مشروعها الجديد في المحيطين الهندي والهادئ، وعن الشراكة مع أستراليا والمملكة المتحدة. ويبدو أن تلك المحادثة كانت لنزع فتيل التوترات الفورية التي دفعت فرنسا إلى استدعاء سفيرها لدى الولايات المتحدة، وهي المرة الأولى التي حدث فيها ذلك في علاقة عمرها ما يقرب من 250 عاماً بين البلدين.
وللإشارة، تحدث الرئيسان مرة أخرى مؤخراً، حيث اجتمع وزراء دفاع الناتو في مقر الحلف في بروكسل، وتمّت مناقشة الجهود المبذولة لتمكين دفاع أوروبي أقوى وأكثر قدرة مع ضمان التكامل مع “الناتو”.
جدير بالذكر، أن فرنسا تحرص للحصول على التزام قوي من الولايات المتحدة، بالحفاظ على ما وصفه مستشار ماكرون بالدعم العسكري الحاسم للعمليات الفرنسية في منطقة الساحل، فهي تعتمد بشكل كبير على الاستخبارات الأمريكية والدعم اللوجستي لعمليات الانتشار الرائدة لمكافحة الإرهاب في شمال إفريقيا.
وبدا ماكرون عازماً بشكل خاص، على استخدام اجتماع الجمعة الفائت مع بايدن لتصوير فرنسا والولايات المتحدة كشريكين أساسيين في قائمة طويلة من القضايا الأمنية والسياسات الأخرى، حيث قال: إنه خلال الأسابيع القليلة الماضية اتخذ الرئيس بايدن بعض القرارات الأساسية التي أفادت جيوشنا، واعترفنا ببعض الشراكات الثنائية بشأن تصدير الأسلحة والقطاع النووي وصناعة الفضاء وبالطبع معظم التكنولوجيا المتقدمة، ونريد بعض التعاون الموسّع بشأن اللوائح أيضاً، وسنواصل العمل معاً حول القضايا الدولية الرئيسية، المتضمّنة تغيّر المناخ والقطاع الرقمي والصحة والتي ستكون على جدول أعمال مجموعة العشرين، كما سنعمل على تطوير مناقشاتنا بشأن الحدّ من التسلح. وهذه قرارات ملموسة للغاية يتمّ اتخاذها لدعم بعض المبادرات والإجراءات المشتركة بشأن كل هذه الأمور.
لقد وقع الرئيسان بياناً مطولاً يوضح بالتفصيل مبادرات الشراكة المختلفة ونيّة الولايات المتحدة لزيادة دعمها ومساهماتها المادية للهواء الفرنسي والأوروبي والانتشار البحري في المحيطين الهندي والهادي.