“التربية” متهمة بالانحياز للمدارس الخاصة والأخيرة تعزف على هذا الوتر
استوقفنا مجموعة من الطلاب المتفوقين في إحدى المدارس الحكومية موجهين سؤالا بريئا مفاده: لماذا لا يتم تشجيعنا من قبل المعنيين في وزارة التربية بالحضور لمدرستنا وتكريم الطلاب المتميزين أسوة بما يقوم به وزير التربية والمختصين بالوزارة بالتركيز على المدارس الخاصة خلال احتفالات تلك المدارس وتكريم طلابها.
هذا السؤال جعلنا نقلب روزنامة التربية وأخبارها في الفترة الأخيرة.. إذ سجلت الوزارة على رأسها الوزير حضورا في أكثر من مؤسسة تعليمية خاصة لتكريم طلابها مما أثار حفيظة مديرو مدارس يشهد لهم بتفوق طلابهم رغم كل الظروف والامكانيات البسيطة وعدم توافر المستلزمات المدرسية الكاملة مقارنة بتلك المدارس الخاصة التي تتقاضى ملايين الليرات كأقساط مدرسية ضاربين بعرض الحائط كل القرارات التربوية الناظمة .
ويستغرب متابعون تربويون هذا الانحياز من القائمين في وزارة التربية تجاه تلك المؤسسات الخاصة سيما مع وجود شكاوى ومخالفات ترتكبها أغلب هذه المدارس.
ويرى خبراء مختصون أن هذا التميز والانزياح التربوي يشكل خلل في المنظومة التربوية التي تعتبر المدارس الحكومية هي الركيزة والأساس في العملية التربوية بغض النظر عن الشراكة مع القطاع الخاص.
ولم يتردد موجهون بتوجيه أصابع الاتهام إلى مشرفي القطاع الخاص في الوزارة بالمحاباة لتلك المؤسسات الخاصة لقاء مصالح شخصية وعلاقات على حساب العمل التربوي المكلفين به .
وكان مستهجنا قبل أيام قليلة تواجد وزير التربية الدكتور دارم طباع مع مدير التعليم الخاص وبعض المعنيين في حفل تخريج طلاب الثالث الثانوي كما وصفتها مديرة تلك المدرسة على صفحتها، حيث امتلأت صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالمديرة والمدرسة بالصور والتكريم وتبادل الدروع والهدايا وكأن المدرسة توجه رسالة إلى الأهالي هذه هي المدرسة “المدعومة” إضافة إلى دعاية مجانية من أجل تشجيع الأهالي لتسجيل أبنائهم فيها، علماً أن هذه المدرسة عليها أكثر من إشارة استفهام من ناحية ارتفاع الأقساط وانتقائية التسجيل وطريقة تعامل إدارتها مع الطلاب وذويهم.
وبالنهاية ومع كل الاحترام للقطاع الخاص الشريك الفعلي والحقيقي في العملية التربوية -وهنا نقول شريك حقيقي فعلي يسير على الخط الصحيح- فلابد من وزارة التربية أن تكون على مسافة واحدة تنظر بكلتا العينين للمدارس وخاصة المدارس الحكومية البعيدة عن الأضواء الفيس بوكية والدعاية التربوية المزيفة كونها تعمل بصمت وباخلاص من أجل تخريج جيل تربوي ناجح يكون أملا للمستقبل وخاصة أن النسبة العظمى من المتفوقين الأوائل في الشهادتين من المدارس الحكومية وذلك حسب النتائج في العام الماضي وقبله لسنوات مضت .
علي حسون