موسكو: استئناف الحوار المهني مع واشنطن حول الاستقرار الإستراتيجي
وصفت وزارة الخارجية الروسية التقارير الواردة من وسائل إعلام غربية حول قيام روسيا بحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا بالكاذبة والمزيفة.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي اليوم “لقد لفتنا الانتباه إلى وابل المعلومات الذي أطلق علينا في مقالات وسائل الإعلام الأمريكية فيما يتعلق بحقيقة أن روسيا كانت تسحب قواتها إلى الحدود مع أوكرانيا.. لم يكن أمرا واحدا مزيفا فقط لقد كانت حملة كاذبة جديدة تماما في وسائل الإعلام الأمريكية”.
وفي وقت سابق نشرت مجلة بوليتيكو الأمريكية صور أقمار صناعية تزعم انتشار الجيش الروسي على الحدود مع أوكرانيا.
من جهة أخرى أشارت زاخاروفا إلى أن روسيا والولايات المتحدة تشاركان في حوار حول الأمن السيبراني.
وقالت زاخاروفا: إن “الحوار بين موسكو وواشنطن حول قضايا أمن المعلومات يجري بالفعل.. أولا وقبل كل شيء يتم إجراؤه تحت رعاية مجلسي الأمن في البلدين”.
وكان مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين التقى في موسكو اليوم مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز حيث ناقشا العلاقات الروسية الأمريكية مع التركيز على مكافحة الإرهاب الدولي.
في الأثناء، أعلن السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية أناتولي أنطونوف أن بلاده وواشنطن استأنفتا الحوار المهني حول الاستقرار الإستراتيجي والأمن والأمن السيبراني ما يشكل بوادر إيجابية في معالجة العلاقات الثنائية.
وقال أنطونوف في كلمة خلال افتتاح الاجتماع السنوي العاشر لمنتدى “فورت روس” للحوار: “إنّ منع سباق التسلح وضبط النفس في المنافسة السيبرانية أمران لهما أهمية بالغة لبسط الاستقرار في الاتصالات الثنائية ومنع تحول التوتر إلى أزمة حقيقية”، لافتاً أيضاً إلى موافقة الرئيس الأمريكي جو بايدن على اقتراح موسكو تمديد معاهدة ستارت لمدة خمس سنوات.
وتشهد العلاقات الروسية الأمريكية تأزماً خلال الفترة الأخيرة بسبب السياسات التي تتبعها الإدارة الأمريكية واتباع نهج العقوبات الأحادية ومحاولات الهيمنة.
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ضرورة وقف “الحروب الدبلوماسية” بين روسيا والولايات المتحدة.
وفي حديثه خلال منتدى حوار “فورت روس”، وصف ريابكوف قرار الولايات المتحدة إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو مع طلب الدبلوماسيين الروس بالمغادرة خلال 24 ساعة بأنه “غير مقبول”.
وأضاف: “أكره هذه الحروب الدبلوماسية”، مشيراً إلى أنه لم يبق أمام روسيا خيار إلا الرد بالمثل وإغلاق القنصلية الأمريكية في سان بطرسبورغ، وتابع قائلاً: “آسف لذلك، لكنه لم يكن خيارنا. ويجب أن نوقف ذلك”.
واعتبر ريابكوف طلب الولايات المتحدة للمواطنين الروس بالتوجه إلى دول أخرى للحصول على التأشيرات الأمريكية أمراً مرفوضاً.
وقال: “ندعو الولايات المتحدة إلى زيادة حضورها الدبلوماسي في موسكو وإرسال موظفين جدد لتقدم الخدمات القنصلية بالحجم الكامل في روسيا”.
عسكرياً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “اختبارات صاروخ (تسركون) فرط الصوتي شارفت على الانتهاء”، مشيرا إلى أنها “ستدخل الخدمة في البحرية الروسية العام المقبل”.
وقال في اجتماع دوري حول قضايا الدفاع: “قاربت اختبارات صاروخ (تسركون) في البحر على الانتهاء، وأثناء الاختبار، أصاب الصاروخ أهدافا برية وبحرية من موقع مغمور ومن سطح السفن بدقة وبما يتفق تماما مع المهمة، وبدءا من العام المقبل، سيبدأ إمداد القوات البحرية بهذه الصواريخ”.
وأضاف: “تطوير أسلحة حديثة يأتي ليضمن مستوى عال من الأمن العسكري الروسي لعقود”.
وتابع: “سنناقش اليوم كيف سيجري تجهيز الجيش والبحرية بأنظمة تستند إلى مبادئ فيزيائية جديدة.. لقد أصبح إنشاء أسلحة الليزر وفرط الصوتية والحركية وغيرها من الأسلحة التي لا مثيل لها في العالم في بلدنا إنجازا حقيقيا في مجال التقنيات العسكرية، ولقد ضمنت قدرات القوات المسلحة، على مدى سنوات عديدة وحتى عقود، مستوى عال من الأمن العسكري في روسيا”.
وأشار الرئيس الروسي، إلى أنه “يجب أن ينعكس تطوير الأسلحة المتقدمة، بما في ذلك تلك التي تستخدم الروبوتات والذكاء الصناعي، بشكل كامل في برنامج التسلح الحكومي الجديد الذي يتم إعداده حتى عام 2033”.
وشدد بوتين على أن “هذه التقنيات يمكن أن توفر اختراقا نوعيا مع زيادة الخصائص القتالية للأسلحة”، مشيرا إلى أن الأنظمة الفرط صوتية “نقطة أساسية سأركز عليها، ويجب أن توفر تقنيات الذكاء الصناعي طفرة نوعية في تحسين الخصائص القتالية للأسلحة”
في الأثناء، أعلن مصدر في الإدارة العسكرية الروسية أن سلاح البحرية سيحصل على غواصات قتالية وصاروخية جديدة.
وتبعا للمصدر، فإن “مصنع بناء السفن التابع لمؤسسة سيفماش الروسية سيسلم سلاح البحرية في البلاد العام القادم غواصتين نوويتين جديدتين هما:غواصة الجنرال سوفوروف الاستراتيجية من فئة Borey-A والتي طورتها روسيا في إطار المشروع الحكومي 955А، وغواصة كراسنويارسك متعددة الأغراض من فئة Yasen-M والتي تم تطويرها في إطار المشروع الحكومي الروسي 885М”.
وأشار المصدر إلى أن الغواصتين الجديدتين ستسلمان على الأغلب لأسطول المحيط الهادئ في الجيش الروسي بعد إجراء الاختبارات النهائية.
ووفقا للمعلومات المتوفرة حاليا، فإن مؤسسة “سيفماش” من المفترض أن تسلم سلاح البحرية الروسي العام الجاري أيضا غواصتين استراتيجيتين تم تطويرهما في إطار المشروع الحكومي 955А، هما غواصة “الأمير أوليغ” وغواصة نوفوسيبيرسك”، كما يفترض أن تنتهي المؤسسة قريبا من تطوير غواصة بيلغورود” التي ستصبح حاملة لغواصات “بوسيدون” المسيرة.
ويمكن للغواصات التي تطورها روسيا في إطار المشروع 955А حمل 16 صاروخ “بولافا” عابرا للقارات يعمل بالوقود الصلب، فضلا عن أنها مجهزة بأنظمة لإطلاق طوربيدات من عيار 533 ملم.