د.جمال شحيّد يوقّع كتابه تقاسيم ترجمية
من لغة الموسيقا استمد د.جمال شحيّد عنوان كتابه “تقاسيم ترجمية” الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي وقّعه في أيام المعرض في جناح وزارة الثقافة. وعلى هامش التوقيع كان لـ”البعث” معه هذا الحوار حيث أوضح بأن تقاسيم في اللغة الموسيقية تعني تنويعات، ويقصد بها المحاضرات والمؤتمرات التي شارك بها حول الترجمة في العالم العربي وأوروبا وخاصة فرنسا، وتابع: ألحقتُ بالقسم الأخير من الكتاب أربعة نصوص باللغة الفرنسية ألقيتها في معهد العالم العربي، وفي جمعية أصدقاء مارسيل بروست، فالكتاب توثيق وتفسير لمفاهيم الترجمة، وقد تطرقت فيه إلى ثقافة المترجم، إذ يجب على المترجم أن يكون مثقفاً جيداً كي يستطيع أن يقدم ترجمة ناجحة.
ولفت د.شحيّد في مقدمة الكتاب إلى نشأة مؤسسات ترجمية عديدة ساهمت في تنشيط الترجمة في العالم، كما ظهرت إبان العقدين الأخيرين في العالم العربي منظمات ترجمية عديدة، كالمركز القومي للترجمة في القاهرة، ومشروع كلمة في “أبو ظبي” والمنظمة العربية للترجمة في بيروت، وغيرها.
وأشار إلى صعوبات الترجمة وخاصة الترجمة الأدبية، فمشكلة المفردات تحل من خلال القواميس ولكن المفاهيم أحياناً تكون غير واضحة للمترجم غير المثقف، فالمترجم الذي يترجم البنيوية والتفكيكية والسيميائية يتابع إلى حد ما التطور النقدي في العالم، وخاصة في أوروبا ولا يجد صعوبة كبرى بالنسبة للمفاهيم، وأحياناً لا نجد في اللغة العربية المفردة المناسبة فيعمل المترجم على نحت مفردات تلبي الهدف، ثم أفردت مساحة للتعليق حول بعض الترجمات من خلال عدد من الترجمات التي تابعتها، لاسيما لدي أكثر من عشرين مراجعة لترجمات مختلفة، إضافة إلى مراجعة بعض الترجمات لأصدقائي الذين لم يغضبوا من النقد لأنني أتوخى النقد البناء وليس التجريح، ثم كتبت عن القوانين الناظمة لحقوق المترجم، مثل وضع اسم المترجم على الغلاف، ووضع اسم المراجع وهو الذي يأخذ النص المترجم الأصلي ويقارنه جملة جملة مع الترجمة.
الترجمة الوسيطة
وأضاف د. شحيّد: القسم الأخير من الكتاب يتعلق بإحصائيات وأدوات الترجمة في العالم، الترجمة من قواميس وموسوعات ومن كتب اختصاصية، والإحصائيات تركزت حول الأرقام، فنحن نترجم ثلاثة آلاف وخمسمئة عنوان في العام في العالم العربي ككل، ولكن هذا لا يمثل شيئاً هاماً بالنسبة للغات الكبرى في العالم، فعلى سبيل المثال في اللغة الإنكليزية هناك حوالي أربعين ألف كتاب مترجم سنوياً، وفي الفرنسية ثلاثة عشر ألفاً، وبرأيي الترجمة الوسيطة غير مقبولة وأنا لا أحبذها على الإطلاق، وهي نص فرنسي مترجم من الفرنسية إلى الإنكليزية وعنها إلى العربية، فالترجمة يجب أن تكون عن اللغة الأم.
وعن نوعية الكتب التي يترجمها بيّن بأنه يهتم بالكتب الفلسفية والنظرية، ويركز على الكتب النقدية التي تتعلق بالأدب الحديث في العالم والنظريات النقدية الحديثة.
ود.جمال شحيّد حاصل على الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة السوربون، وأستاذ سابق في جامعة دمشق، وباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، وأستاذ زائر في الكوليج دو فرانس، وأستاذ النقد الأدبي في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق.
من ترجماته “الملحمة والرواية” للمؤلف ميخائيل باختين- بيروت، معهد الإنماء العربي ، 1982
“المسرات والأيام” للمؤلف مارسيل بروست، أبوظبي، مشروع كلمة، 2014.
ومن مؤلفاته “خطاب الحداثة في الأدب”، الأصول المرجعية، دمشق، دار الفكر.
ملده شويكاني