الدكتور مازن خضور يوقع كتابيه في معرض الكتاب بمكتبة الأسد
الكاتب إنسان لا يرى الأمور بالعين التي يرى بها غيره من الناس، إذ يخلق من الجماد جمالاً، ويرى في الهباء بهاء وفي السواد بياضاً وصفاء، وفي نظره لكل حدث وحادث قصة، ويستطيع بأفكاره إيجاد حلول ومقترحات لأي مشكلة قد تمر أمامه.
هذا كان حال الكاتب مازن خضور الذي أصدر كتابيه “رهان عن الموت لأجل الحياة” و”متلازمات الحرب السورية”، والتقته “البعث” أثناء توقيعه لكتابيه في معرض الكتاب المقام في مكتبة الأسد بدمشق.
وعند سؤاله عن فحوى الكتابين، أوضح د.مازن أن كتاب “رهان عن الموت لأجل الحياة” هو دراسة ميدانية لهجرة الشباب السوري خلال فترة الحرب، اعتمدت على تحليل مضمون القنوات السورية في الهجرة من جهة، ومعرفة أسباب هجرة الشباب السوري من جهة أخرى، وهو دراسة علمية ونظرية في الوقت نفسه، بالإضافة لوضع مجموعة من المقترحات التي قد تساعد أصحاب الرأي والقرار على الحد من هجرة الشباب السوري كونها ظاهرة ممتدة لا تقتصر على فترة معينة، وإنما زادت في المرحلة الماضية.
وبخصوص كتاب “متلازمات الحرب السورية” و”صراع الأولويات وحروبهم دون نار”، فإنه يتضمن مجموعة مشكلات تعرضت لها سورية خلال فترة الحرب منذ عام 2011، منها المشكلات الاجتماعية ومشكلة التطرف، وتطرق لها وكشف أسبابها، وكذلك وضع مجموعة من المقترحات للحد منها.
وعن سبب اختيار معرض الكتاب لتوقيع الكتابين، بيّن خضور أنه المكان الأنسب لطرح الكتب، إلى جانب أن دار دلمون هي من دور النشر التي لها مكانة وجمهوره وقراء في البلد.
وفي حديثه عن معرض الكتاب ورأيه الشخصي فيه، أكد د.خضور أن المعرض هذا العام أفضل من السنوات السابقة من حيث الوضع الذي كان له تأثير سلبي سابقاً، بسبب الحرب، وخفف من ارتياد الرواد وبسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير التي أثرت في دور النشر، ما أدى لارتفاع أسعار الكتب وفي النهاية انعكست على المواطن الذي يقوم بشراء الكتب.
وقالت عفراء هدبا، مديرة دار دلمون الجديدة: يتطرق الكتابان لمسائل لامست هموم السوريين، فكتاب “متلازمات الحرب السورية” تناول بعض الأزمات والمواضيع التي تلازم الحروب والصراعات والفتن التي تنشأ بسبب الظروف الاجتماعية والمعيشية خلال الحرب أو تلك التي تنشأ بشكل ممنهج ومقصود كحرب نفسية منظمة.
كما طرح الكتاب مجموعة من متلازمات الحرب السورية في خمسة فصول تناول فيها الأزمات المعيشية والاقتصادية وموضوع التطرف وأسباب ظهوره في المجتمع السوري خلال الحرب التي بدأت عام ٢٠11، كما تناول موضوع هجرة الشباب السوري وأسبابها وطرقها. وأفرد فصلاً لمشكلات الشباب السوري وتأثير الحرب على هذه الفئة، ومن ثم تطرق إلى دور وسائل الإعلام في الأزمات والحروب والدور الذي لعبته في الحرب السورية ليختم بموضوع البطالة في سورية قبل الحرب وبعدها، وأنواعها.
أما في كتابه “رهان على الموت من أجل الحياة”، قالت هدبا: قسم الكاتب كتابه إلى خمسة فصول، تناول فيها موضوع هجرة الشباب السوري في فترة الحرب عبر دراسة ميدانية رصد فيها تعاطي وسائل الإعلام مع هذا الموضوع كظاهرة شكلت إحدى تداعيات الحرب على سورية، باحثاً في أسبابها ومبرراتها، راصداً بالأرقام والاستبيانات دافعها وآثارها الاجتماعية والاقتصادية والنفسية في أهم الملفات الإنسانية المسيسة خلال الحرب لينتقل بعدها إلى ما أفردته قنوات الإعلام المحلية من مساحات في تعاطيها مع الهجرة واللجوء. ويظهر في تباين واضح حجم الاستثمار في ظاهرة أصبحت قضية بفعل الحرب وغاياتها التي أرادت أن تحوّل الإنسان السوري من طالب للحياة إلى راغب في الموت من أجلها بما يشبه أضغاث أحلام تأخذه إلى الفردوس المفقود في بلد لم يعد يفي بوعوده ويغذي طموحه بمزيد من الخيبات. أما دور الإعلام في الرصد والمتابعة لظاهرة الهجرة “قسرية كانت أم اختيارية”، ومهما كانت الغايات والنوايا، فهو ما شكل قيمة مضافة في البحث الذي يعتمد لأول مرة منهجية علمية في التصدي لقضية ما زالت تطرح الكثير من الأسئلة منذ أول هجرة عرفها التاريخ المعاصر لإنسان سوري حط رحاله مغترباً يسعى في مناكب الأرض عن معنى وجوده وجدواه.
ورأت مديرة دار دلمون أن ما يُسجل للدكتور مازن خضور الذي يقدم مؤلفه مشفوعاً بتجربة إنسانية خبرها وأحسن استثمارها في رهان لأجل الحياة.
الجدير بالذكر أن للكاتب كتاب طرحته دار نشر استانبولي بحلب في عام 2020، وهو بعنوان “سورية صراع التطرف والإرهاب”، وهو من مواليد دمشق ١٩٨٦، وحائز على إجازة بعلم الاجتماع من جامعة دمشق، وماجستير تأهيل وتخصص بالإرشاد الاجتماعي من جامعة دمشق، ودكتوراه في علم الاجتماع الإعلامي.
وفاء سلمان