فرق الأحياء الشعبية تنضم للمسابقات الرسمية والملاحظات واضحة
ناصر النجار
الأنظار هذا الأسبوع كانت مسلّطة على مسابقة كأس الجمهورية بكرة القدم، وعلى المرحلة الأخيرة من ذهاب دوري الدرجة الأولى، وكيف ستنهي الفرق مشوارها فيه، وأين ستضع أقدامها؟.
لكن المفارقة العجيبة التي اكتشفتها “البعث” أن العديد من فرق الأحياء الشعبية اشتركت بمسابقة كأس الجمهورية تحت اسم ناد معين بالاتفاق مع هذا النادي، على أن تتحمّل فرق الأحياء الشعبية تكاليف المشاركة، وبالفعل تم تنظيم الكشوف الرسمية لعدد من الفرق، وخاصة التي لم تكن معروفة على خارطة كرة القدم كالسبخة والحوارث ودير ماطر والهيجانة، وغيرها الكثير، ومن هذه الفرق فريق قارة الذي استعان بفريق كامل من الأحياء الشعبية بدمشق مع كادره، وشارك باسم قارة، وتولى المسؤول عن فريق الأحياء الشعبية كل التكاليف المالية، والإجراءات الإدارية والتنظيمية، كما أن هذه الفرق ضمت في صفوفها لاعبين من عمر 15 سنة حتى الأربعين وربما أكثر، كما ضمت العديد من اللاعبين المعتزلين منذ سنوات بعيدة.
الموضوع برمته يشير إلى هزالة كرتنا، وإلى فقرها، وعدم وجود استراتيجية علمية تقودها نحو النوعية والتطور، وهذا أيضاً من جهة أخرى يفقد مسابقاتنا قدسيتها من خلال المشاركة العشوائية التي تتم، والمسألة ليست في مسابقة كأس الجمهورية وحدها، بل بكل المسابقات، حيث نرى فرقاً في الدرجتين الثانية والثالثة على الشاكلة هذه، وربما كانت بالصورة ذاتها ببعض فرق الدرجة الأولى، وخاصة تلك التي تخسر بأرقام كبيرة، وهذه مسؤولية القائمين على كرة القدم عندما يوافقون لأي فريق بالانتساب إلى اتحاد كرة القدم، والمفروض أن يضع الاتحاد شروطاً معينة للانتساب حتى لا تضم الأسرة الكروية من لا يملك أية مقومات.
والتعاون الوثيق بين الاتحاد واللجان الفنية المعنية يضع حداً لمثل هذه التجاوزات، فاللجان من المفترض أن تكون المرجع للاتحاد في كل شيء ضمن محافظاتها، وأن تتابع فرقها فلا تسمح بمثل هذه التصرفات، ومن الممكن أن تنظّم دورياً للأحياء الشعبية ضمن ضوابط وقيود، وكان هذا يحدث في دمشق وحلب قبل خمس وعشرين سنة.
لذلك عندما توجهنا باللوم إلى اتحاد كرة القدم في مسألة تمييع الدرجات الأخرى فلأننا شعرنا أن كرتنا تسير نحو الهاوية، وها نحن أدركناها، وهذا الأمر يجب أن يكون بعهدة القائمين على كرة القدم ليقرروا: إما كرة قدم نظامية، أو لا تلزمنا كل هذه الفرق، ومن الشروط الواجب توفرها بالفريق المنتسب إلى اتحاد كرة القدم (على سبيل المثال) وجود أربع فئات من رجال وشباب وناشئين وأشبال، ووجود مدربين معتمدين من الاتحاد، وعدم السماح للاعبين الذين تجاوزوا الثلاثين من العمر باللعب مع هذه الأندية باستثناء ثلاثة لاعبين.
كرتنا بدأت مرحلة الاندثار والموت الرحيم، إن لم نبادر بإعادة تنظيمها وبث روح الشباب فيها فستتحول إلى عجوز لا فائدة منها.
في السياق ذاته ودّع دوري كرة الدرجة الأولى مرحلة الذهاب بنتائج كبيرة، فانكشف مستور الفرق الضعيفة، فخسر عرطوز أمام المجد بسباعية، والنبك أمام المحافظة برباعية، والميادين أمام معضمية الشام بخماسية، وهي الخسارة الخامسة على التوالي للميادين بالدوري.
المباريات لم تخل من الشغب والمنغصات، فالجمهور بمباراة النبك كال للحكام الشتائم التي وصلت من كل حدب وصوب، كما حدث شغب كبير بمباراة جرمانا والشعلة، ولولا تدخّل العقلاء لحدث ما لم يكن بالحسبان، والملاحظة التي نؤكد عليها تكمن بسلامة الملاعب، فملعب النبك على سبيل المثال مسوّر من داخل العشب بإطار من الباطون بارتفاع أكثر من عشرة سنتمترات، وهذا مؤذ جداً، وكاد أحد لاعبي المحافظة أن يصطدم به، ولولا العناية الإلهية لتعرّض لإصابة خطيرة، أما المشالح والحمامات فحدث ولا حرج، وكأنها مهجورة منذ سنوات، والحالة قذرة جداً!.