شبه الجزيرة الكورية والخداع الأمريكي
تقرير إخباري
يجمعُ الكثير من المحلّلين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين في العالم على أن شبه الجزيرة الكورية تبقى النقطة الأسخن في العالم، نتيجة ما قام به الاحتلال الأمريكي لشبه الجزيرة الكورية، لذا لا يمكن أن يكون هناك لا سلام ولا إعادة توحيد لشبه الجزيرة الكورية أو سلام وأمن في شمال شرق آسيا طالما بقيت القواعد الأمريكية في شبه الجزيرة الكورية.
مؤخراً، أصدرت اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لإعادة توحيد كوريا بياناً حثّت فيه الولايات المتحدة الأمريكية على إدراك تزايد استياء الكوريين منها، وسحب قواتها من كوريا الجنوبية، ووقف التحركات لشنّ حرب عدوانية ضد كوريا الديمقراطية، والامتناع عن أيه أفعال من شأنها إعاقة التوحيد المستقل والسلمي لكوريا.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة وما تقوم به من استفزاز مستمر للعديد من دول العالم ومنها كوريا الديمقراطية سيبقي الصراع في شبه الجزيرة الكورية قائماً، وفي جنوب شرق آسيا وجمهورية الصين الشعبية. كانت كوريا قد انقسمت إلى دولتين كوريا الجنوبية وكوريا الديمقراطية نتيجة لانتصار قوات الحلفاء في سنة 1945. ومنذ ذلك التاريخ لا تزال الولايات المتحدة تضيّق الخناق على كوريا الديمقراطية وتهدّدها عسكرياً، ووضعت ضدها العديد من العقوبات الدولية، ما دفع الأخيرة للبحث عن وسائل دفاعية متطورة.
في الحقيقة ما إن تغيب أخبار كوريا الديمقراطية عن المنصات السياسيّة ووسائل الإعلام حتى تعود مجدداً لتحتلّ صدارة عناوين الصحف ونشرات الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية، بهدف إبقاء بيونغ يانغ في حالة قلق دائم، كجزء من حرب نفسية تمارسها الإدارة الأمريكية.
الجدير بالذكر أنه قبل عامين، ساهمت القمة التي عُقدت في سنغافورة بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والزعيم الكوري كيم يونغ أون في فتح باب للأمل بوضع حدّ للأزمة الكورية، ومعالجة القضايا العالقة مع بيونغ يانغ، لكن هذا الأمل سرعان ما تلاشى بعد كشف القيادة الكورية حجم المخادعة الأمريكية!.
كانت القيادة في بيونغ يانغ قد عقدت الكثير من الآمال من أجل تحسين العلاقات بين البلدين، والتخلّص من كامل العقوبات الأمريكية والدولية، لكنها شعرت في لحظة ما بأنها تتعرّض بطريقة خبيثة للغش والمخادعة والمواقف المواربة، وإطلاق الوعود الخلبية من دون أن تلمس شيئاً إيجابياً يعبّر عن استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم تنازلات جوهرية.
ريا خوري