ليلى الأسطة: يمكننا استخدام القناع بوجهه الإيجابي
“نغوص في أغوار الحياة، نخبئ أحلامنا في قلوبنا، نجلس على حافة الزمان، نلتقط ما تبقى من أرواحنا”.. هذه المفرادت التي تشي بدواخل غامضة ساكنة في أعماق النفس البشرية، دونتها التشكيلية ليلى الأسطة على بروشور معرضها “خبايا الروح” الذي أقيم مؤخراً في المركز الثقافي العربي – أبو رمان، وحفل بتغييرات وتطورات بتجربتها التي تميل إلى التعبيرية –الانطباعية وتجسيدها لوحات جميلة عن دمشق القديمة ضمن مسارها الفني.
وعلى هامش المعرض كان لـ “البعث” هذا الحوار مع ليلى الأسطة حول فكرة المعرض واللوحات التي كانت فيها الأقنعة عنصراً أساسياً، فماذا عن “خبايا الروح”؟
جاءت فكرة خبايا الروح بعد سقوط الأقنعة الكثيرة خلال الأزمة السورية، وفي الوقت ذاته تزامنت مع دراستي ماجستير إدارة أعمال، حيث كانت رسالتي تتمحور حول إعادة هندسة الإجراءات الطبية من خلال إدخال الإرشاد النفسي كإجراء أساسي ضمن هذه السلسلة، وقد أبحرت في هذا المجال لأكتشف أسرار النفس البشرية وخباياها، ومن خلال التقنيات التي استخدمتها في لوحاتي أردت إضافة بصمة مبتكرة في تاريخ الفن التشكيلي السوري معتمدة على خبرتي وثقافتي ودراستي، فاخترتُ القناع عنصراً ودراسة ومن ثم طورت هذا العنصر لأنه بدا ظاهرة متفشية في المجتمع، وهو المفتاح الذي يخفي وراءَه الكثير من الحقائق من خلال محاولة الوصل بين الفلسفة والفن، فلكل إنسان تركيبة بشرية خاصة، والحياة لعبة تركيبية معقدة، علينا معرفة قواعدها جيداً، لنستطيع الفوز في النهاية.
كما أدخلت عناصر لعبة رقعة الشطرنج ولعبة الورق والنرد، واعتمدت على الرموز وربطها بشكل تكوين بصري متوازن وجميل، لإيصال فكرتي للمتلقي إضافة إلى خلايا النحل وعناصر حيوية.
-الألوان تثير المتلقي وتشده إلى العمل فما دلالة اللون الأحمر الذي شغل حيزاً في فضاء لوحاتك المشغولة بدقة؟
دراسة الألوان ومنعكساتها على الحالة الشعورية للإنسان كان لها دور أساسي في تكوين العمل الفني، واللون الأحمر أسميه باللون الدبلوماسي كونه يرمز إلى الحب والدفء والانتماء، وتردداته تؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية للإنسان حيث يعطي المتلقي شعوراً بالانتماء للموضوع، وكوني خريجة كلية الفنون الجميلة فأرى أن على الفنان تسخير جميع أنواع الفنون لتخدم فكرته وتوصل رسالته.
-أدخلت الحروفية إلى الفضاء التشكيلي كعنصر مقروء فماذا تعني لك الحروفية؟
أرى أن الحروفية للدلالة المعنوية واخترتُ بيت شعر للإمام الشافعي يخدم الفكرة:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
-تعقيباً على قولك عن إيصال الرسالة ماهي رسالتك من خبايا الروح وما هدفك البعيد؟
بالتأكيد الإشارة إلى الحقيقة والقيم النبيلة مثل الصدق والمحبة والتعاون، والإشارة إلى أنه يمكننا استخدام القناع بوجهه الإيجابي، حيث يكون وسيلة لإخفاء مشاعر سلبية لا نريد إظهارها للعلن، أو وسيلة حماية من الشر المحيط بنا، فيمكننا استخدام القناع بطريقة إيجابية أيضاً وليس سلبية فقط.
- كيف وجدت انطباعات الزائرين على المعرض لاسيما أنهم لمسوا نقلة نوعية في أسلوبك؟
كانت أصداء المعرض لدى الزائرين أكثر من رائعة، فقرؤوا فيه موضوعاً جديداً بأسلوب مبتكر فلسفي، لاسيما من قبل الفنانين التشكيليين، وبرأيهم تركت بصمة جميلة وهوية مميزة، ونجاحي دفعني للتفكير بفكرة مبتكرة وجديدة ومتطورة عن خبايا الروح، وأتمنى أن أوفق بذلك.
ملده شويكاني