زاخاروفا ردّاً على وزيرة خارجية بريطانيا: أنتم وراء ظهور “داعش” وتدفق اللاجئين والكوارث الإنسانية
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لبذل قصارى جهدها من أجل حل أزمة المهاجرين على الحدود بين بيلاروس والاتحاد الأوروبي.
وقال الرئيس الروسي في حوار بثته القناة الروسية الأولى اليوم: “عندما نسمع تصريحات أو اتهامات موجّهة ضدنا نقول للجميع تعاملوا مع مشكلاتكم الداخلية.. لا تنقلوا إلى أي طرف آخر مسائلكم الخاصة التي يجب أن تحلوها بأنفسكم.. ومع ذلك نحن مستعدون لبذل قصارى جهدنا للمساعدة في إيجاد حل إذا كان هناك شيء ما يعتمد علينا بالطبع”.
وأضاف بوتين: علمت شخصياً بما يحدث على الحدود البولندية البيلاروسية من وسائل الإعلام لم أناقش هذه المسألة مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو من قبل.. فقط عندما ظهرت هذه الأزمة تحدثت معه مرتين عبر الهاتف.
وتواصل الدول الغربية توجيه الاتهامات إلى روسيا وبيلاروس باختلاق أزمة المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية في محاولة للتهرّب من مسؤولياتها تجاه هذه القضية الإنسانية.
من جهتها، حمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بريطانيا مسؤولية تدفق المهاجرين وظهور تنظيم “داعش”، وذلك من خلال مشاركتها في غزو العراق وتدميره وقتل مواطنيه.
وقالت زاخاروفا ردّاً على تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، التي حمّلت فيها روسيا المسؤولية عن أزمة المهاجرين على حدود بيلاروس: إن “الغزو البريطاني للعراق الذي تم التخطيط له بعناية محكمة، ومشاركة 45 ألف جندي بريطاني في مساعدة الولايات المتحدة في احتلال هذا البلد، وقتل مواطنيه ونهب ثرواته، يجعل بريطانيا تتحمّل مسؤولية تاريخية عمّا تمخّض عن ذلك من تدفقات للاجئين، وظهور داعش، والكوارث الإنسانية في هذا الجزء من العالم”.
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في بيان على “تيليغرام”: “بما أن لندن لم تتحمّل مسؤولية جرائمها، فلا يحق لمسؤوليها إلقاء اللوم على أحد”.
وفي وقت سابق، قالت وزيرة الخارجية البريطانية: إن روسيا مسؤولة عن الوضع على الحدود البيلاروسية – البولندية، ودعت موسكو إلى “الضغط” على السلطات البيلاروسية لإنهاء الأزمة.
وتشهد الحدود بين بولندا وبيلاروس توتراً منذ أسابيع، ازداد حدة في الأيام الأخيرة بعد تجمّع آلاف المهاجرين هناك، بينهم عدد كبير من العراقيين، الذين يحاولون الدخول إلى بولندا ثم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وخاصة ألمانيا.
وفي شأن آخر، أعلن المركز الروسي للتعاون الدولي العسكري التقني اليوم البدء في تسليم الهند منظومة الدفاع الجوي الروسية (إس 400 تريومف).
وقال ديمتري شوغاييف مدير المركز الروسي للتعاون العسكري التقني لوكالة أنباء سبوتنيك: إن “عمليات التسليم تسير كما هو مخطط لها، بدأت إمدادات نظام الدفاع الجوي (إس 400) إلى الهند وسينتهي تسليمها في الموعد المحدد”.
ووقعت روسيا والهند عقداً لتوريد منظومات (إس 400) في تشرين الأول 2018 في صفقة تقدّر بـ 5.43 مليارات دولار لتصبح الهند ثالث مشترٍ أجنبي لهذه المنظومة بعد الصين وتركيا.
وكان ألكسندر ميخيف مدير عام شركة (روس أوبورون أكسبورت) التي تدير معظم صادرات الأسلحة الروسية قال في آب الماضي: إن المفاوضات بشأن توريد أنظمة الدفاع الجوي (إس 400) جارية مع سبع دول في الشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وإفريقيا.
في سياق داخلي، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن أضراراً جسيمة لحقت بأكثر من 600 مستوطنة روسية نتيجة الفيضانات الضخمة خلال العام الحالي.
ونقلت وكالة تاس عن الخدمة الصحفية بالوزارة قولها: إن “مياه الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة وذوبان الثلوج تسبّبت بغمر أكثر من مئة ألف منزل و250 موقعاً مهمّاً وحوالي 300 جسر وأجزاء من نحو 700 طريق سريع، في حين سقط مئات الضحايا بين وفيات وإصابات وتم إنقاذ 1500 شخص.
وبيّنت الوزارة أن “فترة خطر الفيضانات للعام الحالي تميّزت بمحتوى مائي غير طبيعي في أنهار الشرق الأقصى وسيبيريا ومناطق جنوب روسيا إلى جانب النشاط الإعصاري ما أدّى إلى ارتفاع مستوى الفيضانات مقارنة مع العام السابق”.
وتعدّ مناطق شبه جزيرة القرم وترانس بايكال وكراسنودار وخاباروفسك وآمور من أكثر المناطق تضرّراً من الفيضانات ولا تزال عملية تقييم الأضرار مستمرة.