الحركة الأدبية الإيرانية في فرع حلب
حلب – غالية خوجة
ضمن لقاء حواري مفتوح، استضاف اتحاد الكتّاب العرب، فرع حلب الروائيين الإيرانيين، كلاً من علي أصفري عزتي، ومهدي كفاش، والمترجم حسن مصري، وتحدث الروائيان عن تجربتيهما الأدبيتين انطلاقاً من العلاقات السورية الإيرانية على مختلف الصعد الحياتية، والسياسية، والسياحية، والثقافية.
بدأ كفاش حديثه عن زيارته لحلب، ومنها منطقة “الزهراء”، ورأى كيف طال الإرهاب المدينة وآثارها، ولكنه الآن، في زيارته الثانية لحلب والمكان ذاته وجد أن الحياة تعود إلى حكاياتها في هذا الظرف المختلف بعد التحرير، وأكد أنه بتأسيس اتحاد الكتّاب عام 1969، وهي السنة التي وصل فيها الإنسان إلى القمر، وبما يشبه ذلك، يكون الأدب الروائي فرصة للمستقبل لرؤية المستقبل، والرؤيا ليست في المنام، بل البصيرة التي تحمل الإنذار والبشارة، وأكثر المتنورين يستندون إلى الإنذار، ويقللون من الإشارة، وأضاف: العالم الغربي بدأ بصناعة مستقبله من خلال القصة والرواية، مثلاً روايات الأمراض، ومنها “كورونا”، وروايات الكائنات الفضائية والبشر المتحولين “الزومبي”، وربما، لذلك، هم أكثر توقّعاً منا، وأكثر تلاؤماً مع بعض الوقائع، لأنهم قرؤوا قصصاً، وشاهدوا أفلاماً، وكانوا على علم بالمسافة والمدى الواقعي والنهايات.
بدوره، تحدث عزتي عن زيارته للشهباء، ومقام السهروردي الذي ألّف عنه كتاباً لم ينشره بعد، وأكد على أهمية حلب كمركز عالمي رئيسي للثقافة كونها تحظى منذ قرون باهتمام الأدباء من مختلف دول العالم، وأدباء إيران، ومنهم جعفر المدرسي الذي كتب رواية (لقاء في حلب)، وأوضح أن أكثر الأسئلة إيلاماً عندما يسأله أحد ما من أنتم؟ وأين ثقافتكم وحضارتكم؟ وماذا عن وضع المرأة الإيرانية؟ وهل تكتب؟.
وأضاف: دائماً، أفكر لماذا، رغم كل هذه العلاقات القوية مع العرب والعالم، هناك عدم فهم جيد لما هو موجود في إيران؟ واسترسل: الإيرانيون لديهم معرفة أكثر في الأدب والشعر العربي، وخصوصاً السوري، وأيضاً، أي كتاب ينشر ويأخذ جائزة ينشر في إيران مباشرة، ولفت: المجتمع الإيراني فعال ونشيط في الأدب الروائي، وإنتاجه في هذا المجال لا يقل أبداً عن أي إنتاج أدبي في العالم، ولدينا العديد من المشتركات الروائية بين الحكومات والدول، وهدفنا إيصال أصوات الأدباء السوريين للإيرانيين، وبالعكس، فالكثير من الأدباء الإيرانيين زاروا سورية خلال الأزمة الأخيرة، وعادوا لزيارتها بعد الانتصار، وتابع: روايتي “مستأجر في حي الأمين” بيع منها أكثر من 10 آلاف نسخة، علماً أن إيران تنشر سنوياً 10 آلاف رواية، وتسعى نحو تذوّق فكر مختلف عن الفكر الغربي لأنها أصبحت تهتم أكثر بالفكر العربي والإسلامي.
وأكد المشاركان على ضرورة أن يكون لدى الأدباء السوريين الاهتمام برؤية الآخر الإيراني خصوصاً، وأن هناك الكثير من الأعمال الأدبية نشرت في إيران، منها: أثريا العطر العربي، رقم الجنرال، الشام الثلجية، القباب السبع.
قدم الجلسة وأدارها الأديب محمد جمعة حمادة أمين صندوق فرع حلب لاتحاد الكتّاب العرب، متسائلاً: هل المستقبل للرواية أم للشعوب؟ وبدوره، تداخل د. فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب مؤكداً على العلاقة بين إيران وسورية كونها علاقة قديمة وتأريخية، ومرت بأشكال مختلفة، أهمها الشكل الثقافي المشترك والمتواصل.
وناقش الحضور الروائيين عزتي وكفاش، مؤكدين على مقولة مهدي شمس الدين: “للأنظمة خياراتها وللشعوب خياراتها”، متسائلين عن أهم التطورات المعاصرة للأدب الإيراني موضوعياً وفنياً، وبماذا تختلف كتاباتهم اليوم عن كتابات الشاهنامه، ورباعيات الخيام والرومي والشيرازي وابن المقفع؟ وجاءت الإجابة من المنصة مشيرة إلى العديد من الأعمال التي خرجت بفنياتها إلى الجديد، وخرجت من التبعية الغربية أيضاً، وهناك العديد من الكتّاب الإيرانيين الذين ترجمت أعمالهم لأكثر من 35 لغة، ومنهم: سيلين دانتشوار، وزويا بيرزاد التي باعت من روايتها 150 ألف نسخة في فرنسا، ومن الروائيين: أحمد محمود مؤلف رواية (الجيران) التي نشرت في روسيا، وبيع منها 50 ألف نسخة خلال ساعات، والروائي مصطفى مستور الذي ترجمت روايته إلى العربية، ومحمود دولت آبادي الذي يتوقع الإيرانيون حصوله على جائزة نوبل.