ثقافةصحيفة البعث

نحو يوم للجدة

أكرم شريم

نعلم جميعاً أن الجدة هي أم الأمهات كلهن، وأم الآباء كلهم أيضاً، ونعلم أيضاً أنها تحب وتساعد وتتمنى الخير لكل أبنائها وأولادهم وبناتهم، ولكل بناتها المتزوجات وأبنائهن وبناتهن.

والمعروف أكثر عن الجدة أنها تحب الأطفال الصغار أكثر وأكثر، وتداعبهم وتلاعبهم، وتهتم بكل ما يحبون ويرغبون، وهي صديقة حميمة لهم ولهن ودائماً وبكل حب وعطاء وحرص وسرور.

ومما يؤسف له أنه يحدث، أحياناً، أو في كثير من الأحيان، أن تبقى الجدة وحدها في المنزل، وتنتظر من يزورها من أبنائها أو بناتها، وتقضي معظم أيامها وحيدة، وحدها، ولا أحد معها في منزلها، وإذا كانت ضعيفة الجسم وقليلة الحركة فهي تريد من يشتري لها ما تحتاجه، ومن أين تأتي بالمال ومن سيدفع لها ويساعدها؟

كلنا يتذكر جدته أم الأم أو جدته أم الأب، وكم كانت حنونة ولطيفة ولا طلب لها، وهي تحتاج كل شيء، وكل مساعدة.

ومما يؤسف له أكثر وأكثر، أنه نادراً ما يفكر أحد أبنائها المتزوجين أو إحدى بناتها المتزوجات أن يأتي بها إلى منزله ويعطيها غرفة أو يجعلها تنام مع الأبناء أو البنات، أو في غرفة الضيوف، وتتحرك الحياة داخلها وهي ضمن أسرة ابنها أو ابنتها.

هذا من أبسط ما يمكن أن يقدمه الإنسان إلى الجدة، خاصة أنه بذلك يأتي بقلبها الحنون، وبالطيبة التي لا حدود لها عندها، وبالاهتمام الحبيب لكل أفراد الأسرة، وخاصة صغارهم، واللعب معهم بكل حب وحنان.

ونتساءل الآن وبكل حزن وأسف: لماذا لا نفعل ذلك جميعنا، وتكون الجدة أم الأم أو أم الأب معنا دائماً وعندنا دائماً، ونقضي لها حاجاتها، سواء الصحية أو المالية أو أية حاجة لها أو طلب، ونكسب بذلك رضاها وسرورها، ومحبتها لكل أفراد الأسرة واهتمامها الدائم بكل منهم صغاراً وكباراً، وبكل ما يحتاجون من حرص وحب ومساعدة؟

كل إنسان على وجه الأرض يعلم أن الجدة هي كل الحب والحنان وللجميع، وذلك لأنها جدة الحب وجدة الحنان وللجميع، ونتساءل هنا: هل يوجد عند أي مخلوق على وجه الأرض من خدمات وحب وحرص وحنان كما هو موجود عند الجدة وللجميع؟ فإلى يوم الجدة الحبيبة والمحُبة والحنون، سواء كان محلياً أو إقليمياً أو عالمياً، وشكراً جزيلاً يبدأ ولا ينتهي لكل جدة على وجه الأرض.