تتسارع هشاشة العظام مع التقدم في العمر.. كيف يمكن الوقاية منها!!
تحدث هشاشة العظام عندما تنخفض كثافة العظام ويتوقف الجسم عن إنتاج العظام بالقدر الذي كان يفعله من قبل، ويمكن أن تؤثر هشاشة العظام على كل من الذكور والإناث، ولكن من المرجح أن تحدث في النساء بشكل أكبر بعد انقطاع الطمث، بسبب الانخفاض المفاجئ في هرمون الاستروجين، وهو الهرمون الذي يحمي عادة من هشاشة العظام، ويُزيد التدخين وسوء التغذية من خطر الإصابة.
وعندما تصبح العظام أضعف يكون هناك خطر أعلى لحدوث الكسور خلال السقوط أو حتى الاصطدامات البسيطة، فتحدث الكسور، خاصةً في العمود الفقري والفخذين والرسغين.
وتشمل العلاجات أدوية لمنع أو إبطاء فقدان العظام، وإدخال بعض التغييرات على نظام الحياة مثل ممارسة الرياضة، والتعديلات الغذائية، بما في ذلك زيادة كمية الكالسيوم والماغنزيوم وفيتامين د.
ما هو مرض هشاشة العظام؟
يتم دائماً تجديد أنسجة العظام، وتحل العظام الجديدة محل العظام القديمة التالفة؛ وبهذه الطريقة يحافظ الجسم على كثافة العظام وسلامة هيكله. وتحدث هشاشة العظام عند تكوين عظم جديد لا يتوافق مع إزالة العظم القديم، فتصبح العظام هشة، لدرجة أن السقوط أو حتى الضغوطات الخفيفة مثل الانثناء أو السعال قد تؤدي إلى حدوث كسر.
وتبلغ كثافة العظام ذروتها عندما يكون الشخص في أواخر العشرينيات من العمر، وبعد سن حوالي 35 سنة تبدأ العظام في الضعف، مع التقدم في العمر تنهار العظام بشكل أسرع، وإذا حدث هذا بشكل مفرط فإنه سيؤدي إلى نتائج هشاشة العظام.
أعراض هشاشة العظام
يتطور فقدان العظام الذي يؤدي إلى هشاشة العظام ببطء، وغالباً ما لا تظهر أي أعراض أو علامات خارجية، ولكن فور ضعف العظام نتيجة الإصابة بالهشاشة قد تصاب بالأعراض والعلامات المرضية والتي تشمل:
– ألم الظهر نتيجة كسر الفقرات العظمية أو انهيارها.
– قصر القامة بمرور الوقت.
– انحناء الجسد أثناء الوقوف، وعدم اعتدال الوقفة.
– سهولة الإصابة بكسور العظام عن المعدل المتوقع، وقد تحدث الكسور بسبب حوادث واصطدامات بسيطة للغاية.
أسباب الإصابة بهشاشة العظام
تم تحديد عدد من أسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام، بعض هذه الأسباب يمكن السيطرة عليه وتجنبه، والبعض الآخر يكون خارجاً عن السيطرة لا يمكن التحكم فيه.
الأسباب الخارجة عن السيطرة
– العمر: تزداد المخاطر بعد منتصف الثلاثينيات، وخاصة بعد انقطاع الطمث.
– انخفاض الهرمونات الجنسية: فانخفاض مستويات هرمون الاستروجين يجعل من الصعب على العظام أن تُبنى من جديد.
– العرق: البيض والآسيويون أكثر عرضة من المجموعات العرقية الأخرى.
– العوامل الوراثية: وجود أحد أفراد الأسرة المقربين مُصاب بهشاشة العظام يجعل هشاشة العظام أكثر احتمالاً للحدوث لديك.
– هيكل الجسم: يميل الرجال والنساء الذين تتسم هياكل أجسامهم بأنها صغيرة إلى أن يكونوا أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمرض، لأنه قد تكون الكتلة العظمية لديهم أقل من أن يتم السحب منها لاستخدامها خلال تقدمهم في العمر.
– تاريخ الإصابة بالكسر: من المرجح أن يصاب بالمرض شخص سبق تعرضه لكسر أثناء إصابة منخفضة المستوى، وخاصة بعد تجاوز سن الخمسين.
الأسباب القابلة للسيطرة
– اضطرابات الأكل: مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي العصبي.
– التدخين.
– الإفراط في تنال الكحول.
– مستويات أو كميات منخفضة من الكالسيوم والماغنيسيوم وفيتامين د، التي تحدث بسبب العوامل الغذائية، ومشاكل سوء الامتصاص، أو استخدام بعض الأدوية التي تؤثر سلباً على المعادن السابقة بالجسم.
– الخمول أو الجمود وعدم التحرك بشكل كافٍ يُضعف العظام أيضاً، فممارسة التمارين الرياضية تساعد على منع هشاشة العظام، وتُشجع على نمو العظام.
– بعض الأدوية تسبب تغيرات في مستويات الهرمونات، وبعض الأدوية أيضاً تُقلل من كتلة العظام.
– الأمراض التي تؤثر على صحة العظام، التي يمكن السيطرة عليها بالحصول على العلاج المناسب، مثل: اضطرابات المناعة الذاتية، التي تشمل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة، والتصلب المتعدد، اضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض التهاب الأمعاء وجراحة فقدان الوزن.
ومن الأمراض الأخرى التي تؤثر على صحة العظام: أمراض الدم مثل سرطان الدم والأورام اللمفاوية، اضطرابات الجهاز العصبي مثل مرض الشلل الرعاشي والتصلب المتعدد وإصابات الحبل الشوكي، اضطرابات الغدد الصماء الهرمونية مثل داء السكري، وفرط نشاط الغدة الدرقية وانقطاع الطمث المبكر.
كيفية تشخيص مرض هشاشة العظام؟
يمكن قياس كثافة عظامك بواسطة جهاز يستخدم مستويات منخفضة من الأشعة السينية لتحديد كمية المعادن في العظام، سيُطلب منك الاستلقاء على طاولة مريحة في أثناء هذا الاختبار، بينما يمر ماسح ضوئي على جسدك دون أن تشعر بأي ألم، في أغلب الحالات يتم فحص عظام معينة غالباً ما تكون عظام الحوض، والرسغ، والعمود الفقري.
علاج هشاشة العظام
يهدف العلاج إلى:
– إبطاء أو منع تطور مرض هشاشة العظام.
– الحفاظ على صحة المعادن التي تدعم كثافة العظام وكتلة العظام.
– منع الكسور.
– تقليل الألم الناتج عن الحركة في حال ضعف العظام.
– تحسين قدرة المصابين بهذا المرض على الاستمرار في حياتهم اليومية.
يتم تحقيق الأهداف السابقة من خلال تدبير نمط حياة وقائي واستخدام المكملات الغذائية وبعض الأدوية.
كيف يمكنك الوقاية من مرض هشاشة العظام؟
هناك عدّة أشياء يمكنك القيام بها للوقاية من مرض هشاشة العظام، أو للتعامل الجيد النشط معه والسيطرة عليه في حال حدوثه، مثل:
– الحفاظ على الوزن وتجنب السمنة
يُزيد الوزن الزائد والسمنة من احتمالية حدوث فقدان العظام والكسور، فمن المعروف الآن أن الوزن الزائد يُزيد من خطر الإصابة بكسور في الذراعين والساقين، لذلك يجب الحفاظ على وزن مثالي للجسم دون الوصول إلى حد السمنة.
– الحصول على كميات مناسبة من العناصر الغذائية المهمة للعظام
هناك عناصر غذائية هامة في تكوين العظام وبناء العظام الجديدة، عندما يحدث خلل في نسب هذه العناصر فإن هذا يُزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، ومن هذه العناصر:
1- البروتين: البروتين هو أحد وحدات البناء الأساسية للعظام، بينما يحصل معظم الأشخاص على الكثير من البروتين في نظامهم الغذائي، فإن البعض الآخر لا يفعل ذلك، يمكن للنباتيين الحصول على ما يكفي من البروتين في النظام الغذائي إذا حصلوا عليه من الفول الصويا والمكسرات والبقوليات ومنتجات الألبان والبيض.
2- الكالسيوم: يحتاج الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً إلى 1000 ملغ من الكالسيوم يومياً، تزيد هذه الكمية اليومية إلى 1200 ملغ عندما تصل النساء إلى 50 عاماً، وتتضمن مصادر الكالسيوم الجيدة: منتجات الألبان منخفضة الدسم، الخضراوات الورقية ذات اللون الأخضر الداكن، السلمون المُعلب أو السردين، الحبوب المُعززة بالكالسيوم، عصير البرتقال.
3- فيتامين د: يُحسّن فيتامين د من قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، كما أنه يُحسن من صحة العظام، يمكن للأشخاص الحصول على كميات كافية من فيتامين د من أشعة الشمس ومن المُكملات الغذائية.
– المواظبة على التمارين الرياضية
الخمول وعدم الحركة يُساعدان على فقدان العظام وإضعافها، يمكن أن تساعدك المواظبة على التمارين الرياضية في بناء عظام قوية وإبطاء فقدان العظام، ستحصل على الفائدة الأكبر إذا بدأت ممارسة التمارين الرياضية بانتظام عندما تكون في شبابك مع الاستمرار على ممارستها طوال حياتك.
تساعد بعض الرياضات مثل المشي والركض والجري وتسلق الدرج ونط الحبل والتزلج بشكل أساسي على تقوية العظام في الساقين والفخذين وأسفل العمود الفقري.