الاجتماع السوري الروسي المشترك.. توقيع اتفاقيات وبحث التعاون في مجال النفط والمياه والبنوك والبيئة والإعمار والجمارك

لقاءات عدة شهدها اليوم الثالث لفعاليات الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة المهجرين تمحورت حول تعزيز سبل التعاون في مجالات النقل البحري والنفط والغاز والمياه والتعاون البنكي والتبادلات المالية بين البلدين.

وضمن اللقاءات التي جرت في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق بحث معاون وزير النفط والثروة المعدنية المهندس خالد العليج مع وفد من وزارة الطاقة الروسية وشركات متخصصة في مجال النفط والغاز مسألة توريد محروقات وزيوت معدنية ومواد لمشاريع البنية التحتية ومشروع إعمار محطة تل عدس إضافة إلى القضايا المتعلقة بتوريد قطع الغيار وملحقات الطاقة في إطار الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين.

وفي موضوع النقل البحري أوضح مدير مؤسسة النقل البحري في اللاذقية المهندس حسن محلا أن اجتماعا جرى مع ممثلين عن وزارة النقل الروسية لبحث إمكانيات توسيع دائرة العمل المشترك في مجالات عمل مختلفة منها النقل البحري وإمكانية إنشاء شركة سورية روسية مشتركة مستقبلاً وتحديد النقاط والمواضيع التي يمكن مناقشتها في اجتماعات لاحقة.

وبخصوص التعاون في مجال البنوك والتحويلات المالية أشار أحد ممثلي بنك “سي إم آر” كيريل غادزاتسيف إلى أنه ناقش والوفد المرافق مع الجهات ذات العلاقة في سورية سبل التعاون البنكي بما يسهل العمليات المالية الناتجة عن المعاملات التجارية والاقتصادية بين البلدين.

ولفت غادزاتسيف إلى أهمية عودة الأمان والاستقرار إلى سورية وبدء تحسن الأوضاع الاقتصادية فيها تدريجيا بما يساعد على عودة عمل الشركات والبنوك وكل القطاعات الأخرى مؤكدا أن العقوبات الاقتصادية الاحادية التي فرضتها دول غربية على سورية غير قانونية ولا أخلاقية.

كما بحثت الهيئة العامة للموارد المائية مع الوكالة الفيدرالية الروسية لاستثمار الثروات الباطنية آفاق التعاون بمجالات المياه الجوفية والاحواض المائية وأوضح معاون مدير الهيئة الدكتور باسل كمال الدين أن الاجتماع ناقش مجالات التعاون مع الشركات الروسية بمجالات الجيولوجيا وقواعد البيانات والتقنيات الحديثة والمياه الجوفية.

وأشار كمال الدين إلى أن التعاون سيشمل مجالات منها موارد المياه الجوفية ومراكز المعلومات إضافة إلى تدريب الكوادر الفنية وتحديث الدراسات الخاصة بحوض بردى وحفر الآبار وصولاً لتوقيع اتفاقية تعاون.

بدوره ذكر مندوب الوكالة الفيدرالية الروسية لاستثمار الثروات الباطنية ديمتري اولينيكوف أن النقاش كان إيجابيا وتناول سبل التعاون والتنسيق في مجال استثمار الثروات الباطنية والموارد المائية.

إعفاء الصادرات السورية من الرسوم الجمركية قريباً

كما بحث ممثلو مديريتي الجمارك السورية والروسية وغرفة التجارة والصناعة الروسية واتحاد غرف التجارة السورية ومديرية التجارة الخارجية اليوم في قصر المؤتمرات بدمشق التفضيلات الجمركية ونظام التحقق الإلكتروني لشهادات المنشأ للبضائع من الجانبين.

وقدم ممثلو الجانب الروسي عرضاً حول نظام الأفضليات الممنوح للبضائع السورية المصدرة إلى دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في حين عرضت غرف الصناعة والتجارة الروسية الخبرات الروسية في مجال إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية للتحقق الإلكتروني من شهادات المنشأ وناقش الجانبان إمكانية إنشاء هذا النظام المسمى فورم أيه.

نائب مدير التعاون الدولي للجمارك الروسية فلاديمير فيكتوروفيتش أوضح في تصريح أن أكثر من 60 بالمئة من البضائع السورية المصدرة إلى روسيا الاتحادية معفاة حالياً من الرسوم الجمركية وقريباً ستكون كل هذه البضائع المصدرة معفاة من الرسوم الجمركية بالاتفاق بين الجانبين الروسي والسوري لافتاً إلى أن خارطة الطريق التي وقعت أمس بين الجانبين تهدف إلى توضيح خطوات الاستفادة من نظام الممر الأخضر المعمول به لدى الجمارك الروسية لتقديم التسهيلات للشركات السورية ومنتجاتها المصدرة إلى روسيا وضمان وصولها للأسواق الخارجية.

وفي تصريح مماثل أشارت مديرة العلاقات في مديرية الجمارك العامة صفاء إبراهيم إلى أنه بموجب خارطة الطريق الموقعة بين الجانبين سيعتمد مستقبلاً في المرحلة التجريبية عدد من المصدرين الشركات كتجربة أولية للعمل والاستفادة من نظام الممر الأخضر الجمركي الروسي لتعمم هذه التجربة لاحقاً بعد نجاحها على جميع الشركات المصدرة لبضائعها إلى روسيا الاتحادية.

 

سورية والقرم تناقشان العمليات التجارية في إطار البيت التجاري المشترك

في سياق متصل، بحثت معاون وزير الاقتصاد لشؤون التنمية الاقتصادية رانيا أحمد مع نائب رئيس مجلس الوزراء في جمهورية القرم غيورغي مورادوف سبل تعزيز التعاون والتبادل التجاري بين البلدين وذلك على هامش فعاليات الاجتماع السوري الروسي المشترك لمتابعة أعمال المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين.

وناقش الجانبان خلال الاجتماع الذي عقد في وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية آليات تنفيذ العمليات التجارية التي تتم في إطار البيت التجاري المشترك سورية القرم بما يسهم بدعم اقتصاد البلدين وتشجيع المنتجين من صناعيين ومزارعين على الاستمرار بالعمل والإنتاج.

وتم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة البحث عن أنسب الأسعار للبضائع والمنتجات المشتركة بما يلائم المواصفات والجودة المطلوبة ضماناً لديمومة التبادل التجاري الثنائي وتعزيز دور القطاع الخاص في هذا المجال.

كما ناقش الجانبان إمكانية عقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل المشتركة بين سورية والقرم خلال شهر كانون الثاني من العام القادم.

 

استيراد تجهيزات ومعدات

كما عقدت في قصر المؤتمرات بدمشق جلسة مباحثات بين وزارة الأشغال العامة والإسكان وعدد من الشركات الروسية تركزت حول تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال البناء وإعادة الإعمار واستيراد معدات وتجهيزات متعلقة بتدوير الأنقاض وفرز المواد من الأبنية المهدمة وتركيب كسارات البازلت حيث ستتم دراسة المقترحات المقدمة من الجانب الروسي في هذا المجال.

وتم الاطلاع خلال الجلسة على تقنيات متعلقة بعمليات التشييد السريع وإشادة الطرق والمشاريع المائية وأعمال الأشغال والإسكان وتم الاتفاق على تزويد الوزارة بعدد من المواصفات الفنية الدقيقة من قبل الشركات الروسية التي تم لقاؤها لتتم دراستها بشكل فعال وإمكانية الوصول في مرحلة لاحقة إلى التعاقد على هذه الآليات.

وأوضحت معاون وزير الأشغال العامة والإسكان المهندسة راما ظاهر أن المناقشة تمت مع عدد من الشركات الروسية المتخصصة بأعمال البناء وتجهيز الآلات الهندسية والاطلاع على المواصفات الفنية والتجهيزات الهندسية والآليات الثقيلة مبينة أن الشركات السورية بحاجة لهذه التجهيزات بمرحلة إعادة الإعمار لتعويض النقص بهذا النوع من الآليات التي تعرضت للسرقة والتخريب بسبب أعمال الإرهاب.

ولفتت ظاهر إلى أنه ستتم دراسة موضوع دفع قيمة المعدات والتجهيزات عن طريق تسهيلات في مجال الخط الائتماني أو من خلال المشاركة بين الشركات السورية والروسية أو عن طريق الأقساط وهو يبحث في مرحلة قادمة عند الاعتماد على المواصفات وتحديد الكميات.

 

توقيع خارطة طريق في مجال رعاية ذوي الإعاقة

ووقعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة العمل والحماية الاجتماعية في روسيا الاتحادية خارطة طريق للتعاون في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وتبادل الخبرات والمعارف عن أفضل الممارسات في مجال التأهيل والإدماج الاجتماعي.

مدير التخطيط والتعاون الدولي في الوزارة محمود الكوا الذي وقع الخارطة أمس عن الجانب السوري بين أن البدء بأنشطة خارطة الطريق سيكون مع بداية عام 2022 وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الجانبين وتبادل الخبرات والمعارف في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة والدعم في مجال الأطراف الصناعية مشيراً إلى استقبال شحنة مساعدات موجهة لدعم معاهد الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة.

 

مذكرة تفاهم في مجال السياحة البيئية

بدورها وقعت وزارة السياحة مع مؤسسة العلوم الاتحادية في روسيا الاتحادية-جمهورية القرم مذكرة تفاهم تنص على تعزيز التعاون السياحي بين الجانبين في مجال السياحة البيئية والاستفادة من الخبرات التي تمتلكها المؤسسة في مجال إنشاء الحدائق ومواقع سياحة بيئية.

وتتضمن الاتفاقية التي وقعها عن الجانب السوري معاون وزير السياحة المهندس غياث الفراح وعن الجانب الروسي يوري فلاديميروفيتش بلغاتار إقامة تعاون فني مشترك لتطوير قطاع السياحة البيئية وإنشاء مسارات سياحة بيئية في سورية من خلال إعداد الدراسات الفنية اللازمة والتخطيط لاستخدام الأراضي والمواقع الملائمة وتقديم الاستشارات اللازمة من الفريق الفني في حدائق نيكيتا لإعداد مشروع موقع الحديقة البيئية “أرض كيوان” الذي تقيمه وزارة السياحة بالتعاون مع محافظة دمشق.

وفي تصريح بين المهندس الفراح أن سورية لديها مناطق كثيرة قابلة لتكون محميات أو حدائق سياحية والجانب الروسي يمتلك خبرة واسعة بهذا المجال مشيرا إلى أنه يعول على الاتفاقية بموضوع الترويج للسياحة البيئية وإطلاق حملات توعية بالمناطق البيئية في سورية إضافة للاستفادة من خبراتهم بموضوع معالجة المناطق التي تعرضت لحرائق وتطويرها والعودة لاستثمارها سواء كغابات او مناطق زراعية في المستقبل.