“لغة الجسد” في جلسة حوارية لنادي “الكتاب والسينما”
اللاذقية- مروان حويجة
أفردت مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية -مركز ضاحية بسنادا- جلسة نادي الكتاب والسينما لهذا الشهر لموضوع “لغة الجسد” لإلقاء الضوء على هذه اللغة التي تكمن أهميتها في التعرّف على أنماط العلاقات بين الناس، وأوضح ضيف الجلسة الدكتور مضر ديوب رئيس الجمعية الفلكية السورية في اللاذقية أنّ لغة الجسد هي تواصل غير لفظي يعتمد على حركة الجسم، وأنّه عادة ينقل الناس قدراً كبيراً من المعلومات دون التحدث من خلال الإيماءات والمواقف والحركات والتعابير التي يستخدمها الشخص للتواصل.
وبيّن أنه من الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها جميعاً هي تجاهلنا للغة الجسد، بل إننا نمضي ساعات في تحليل الكلمات التي قيلت لنا من دون أن ندرك مغزاها لأننا لا نحسب بالشكل الكافي لغة الإيماءات، من هنا جاءت أهمية فهم لغة الجسد بجميع تفاصيلها لبناء نجاح نرغبه، وأشار إلى أنّ لغة الجسد تنقل نحو 55% من المعلومات ونبرة الصوت 38% بينما الكلمات لا تنقل سوى 7% وكما هو ملاحظ ونتيجة لدراسات عدة يتذكر الناس ما يرونه أكثر مما يسمعون.
وأضاف ديوب: بعد فترة طويلة من أي لقاء من المحتمل أن يكونوا قد نسوا الكلمات الدقيقة لشخص ما استخدمها أثناء اللقاء، ولكن قد نحتفظ بامتداد صورة حيّة عن تعبيرات وجه الشخص أو حركات جسمه، وعندما تتعارض الإشارات اللفظية وغير اللفظية مع بعضها البعض، من المرجّح أن يتمّ تصديق الإشارات غير اللفظية ذلك أنّ لغة الجسد تتحدث حتى عندما لا نتحدث، وأما مكونات هذه اللغة ومفرداتها فأوضح أنها تتألف من طريقة التحدث والأصوات وحركات الرأس وتعابير الوجه وحركة الأعين وحالة الوقوف وترتيب اللباس والاقتراب والتواصل الجسدي وحركات الأيدي.
وعرض ديوب قواعد قراءة لغة جسد جيدة وتتمثل في ثلاث قراءات، الأولى قراءة الإيماءات في مجموعات وهي واحدة من أخطر الأخطاء التي يمكن للمبتدئين في لغة الجسد وذلك بتفسير لفتة انفرادية بمعزل عن الإيماءات الأخرى أو الظروف، أمّا القاعدة الثانية فهي البحث عن التطابق من خلال ملاحظة مجموعات الإيماءات وتطابقها مع لغة الجسد اللفظية، هذه هي مفاتيح الدقة، فيما تقوم القاعدة الثالثة على قراءة الإيماءات في السياق حيث ينبغي النظر في جميع الإيماءات في السياق الذي تحدث فيه هذه الإيماءات. وأكّد أنّه من الصعب تزييف لغة الجسد لفترة زمنية طويلة، من المهم أن نتعلم كيفية استخدام لغة الجسد الإيجابية للتواصل مع الآخرين والقضاء على لغة الجسد السلبية التي قد تعطي رسالة خاطئة.
وقدّم ديوب مجموعة من النصائح لتحقيق لغة جسد جيدة، ومنها الابتسامة والتواصل البصري والاحتفاظ بمساحة مفتوحة أمام الجذع العلوي والتقليل من الحركة التي تشتّت الانتباه، والإبطاء من الوتيرة للمتحدثين بسرعة وأن يكون المرء طبيعياً في أفعاله. ومن النصائح التي ساقها ديوب أيضاً الانفتاح على المشاعر إذا كان الشخص حزيناً أو سعيداً أو متفاجئاً وأن يُظهر ذلك على وجهه. واختتم ديوب بأن لغة الجسد هي دراسة حركات الجسم للحكم على حالة المشاعر التي يتمّ التعبير عنها من خلال أجزاء مختلفة من الجسم ودراسة المساحة والمسافة الشخصية والتي يمكن أن يشعر فيها الشخص بأمان داخلها ودراسة الاتصال العَرَضي واللمس المُتعَمد، إذ أن للجسد طريقته الخاصة في التعبير ومن المفيد قراءة هذه اللغة جيداً للحصول على مزيد من التواصل والتفاهم مع الآخرين.