الحجة الكاذبة للدفاع عن النفس
ترجمة: هناء شروف
ضمن التجاذبات السياسية التي تشهدها الولايات المتحدة، أعادت صحيفة “نيويورك تايمز” نشر تقرير سابق لها اتهم فيه الجيش الأمريكي بمحاولة إخفاء مقتل العشرات من المدنيين في غارة جوية في سورية عام 2019.
وفي ردّها على التقرير، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الضربة الجوية التي قتلت مدنيين في سورية هي دفاع مشروع عن النفس، لكن في الواقع هو تستر على ما تقوم به القوات الأمريكية من انتهاكات صارخة ضد المدنيين.
لقد وجد التحقيق الذي أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن عدد القتلى تمّ التقليل منه بشكل منهجي، وهناك تقارير تمّ تأخيرها بما في ذلك نتائج تحقيق المفتش العام في البنتاغون والتي عطلت بشكل مقصود.
أخذت القيادة المركزية الأمريكية على عاتقها جعل اللغة الإنكليزية تتماشى مع قيمها الخاصة من خلال إعادة تعريف كلمة “الدفاع عن النفس” لتبرير قتل 64 امرأة وطفلاً في سورية، وزعمت وحدة العمليات الخاصة أنها معرضة لخطر التجاوز متجاهلة الضمانات التي يُفترض أنها موجودة لمنع وفيات المدنيين، ودعت إلى شن غارات جوية دفاعية أسقطت ثلاث قنابل على حشد كبير من النساء والأطفال المتجمعين على ضفة نهر الفرات.
تحبّ الولايات المتحدة الادعاء بأنها “تجلب الديمقراطية وحقوق الإنسان” إلى الدول عندما تستعرض عضلاتها، لكن جيشها يظهر أنها تعتبر حقوق الآخرين ضئيلة في أحسن الأحوال، والوضع ليس أفضل بالنسبة لحلفائها.
لقد نشرت الولايات المتحدة مئات الآلاف من القوات في 374 قاعدة عسكرية في الخارج، والتي عادة ما تسبّب المشكلات من خلال شعور مطلق بالتفوق. في أوكيناوا اختطف الجنود الأمريكيون واغتصبوا وقتلوا فتيات محليات لا تتجاوز أعمارهن 12 عاماً. وفي جمهورية كوريا الجنوبية ارتكب الجنود الأمريكيون أكثر من 2000 جريمة في الفترة من 2010 إلى 2014 وحدها.
بالنسبة للولايات المتحدة وجيشها، عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان لشعوب الدول الأخرى، فإننا نراهم في المقدمة والآن لا نراهم، بحسب “نيويورك تايمز “. المضحك أن القيادة المركزية الأمريكية قالت في بيان ردها “إنها تتحمّل المسؤولية الكاملة عن الخسائر غير المقصودة في الأرواح”!.
إذا كان الأمر كذلك فعليها مطابقة أقوالها بالأفعال، والسماح للمسؤولين بالمساءلة عما وصفه ضابط قانوني أمريكي بأنه “جريمة حرب”!.