“باسم السلام”.. هدية من روسيا إلى سورية
ثمة تقاطعات إنسانية وفنية وتراثية بدت واضحة بين الشعبين الروسي والسوري من خلال حركات القفز الاستعراضية، وتشكيل الدوائر الصغيرة، والرقص بالمكان، والدبكات المتنوعة، والتلويح بالمنديل، إضافة إلى المشي بنسق دقيق، وتنقل الأقدام بحركة سريعة في أمسية “هدية من روسيا إلى الشعب السوري- باسم السلام” التي أُقيمت على مسرح الاوبرا بالتعاون بين وزارة الثقافة السورية ومكتب الرئيس الروسي- وزارة الدفاع الروسية، في إطار أيام الثقافة السورية والبرنامج الثقافي والإنساني، بمشاركة الفرقة الموسيقية الأكاديمية بيريوزكا وجوقة بياتنسكي، بحضور رسمي وثقافي وإعلامي.
قدمت الأمسية مجموعة من الرقصات بمرافقة غنائية في بعضها، عبّرت عن خصوصية الفلكلور الروسي في مناطق جغرافية مختلفة، وتباينت من حيث النمط اللحني الهادئ والسريع، والحركات الخاصة بكل رقصة، مع الحضور الكبير للصوليست للراقصين والراقصات، وقد زادت من جمال الراقصات أناقة أثوابهن البراقة، وتيجان رؤوسهن، ودلالات ألوان الأثواب بتمازج الأحمر والأبيض، والمنديل الأخضر، بإيحاءات توحي بالمحبة والسلام والأمان.
حيّت فرقة بيريوزكا الجمهور برقصة تعبّر عن المحبة بالورود الملونة التي حملتها الراقصات، وتميزت رقصة الخريف التي قدمتها الفتيات بأثوابهن البنفسجية بالحركات الهادئة، وانعكاس ألوان الطبيعة في الوشاح الأصفر الموشى بالأخضر الذي حملته الراقصات، وعلى وقع رنات الأجراس رقصت الفتيات أيضاً رقصة الأجراس، فبدأن بدوائر صغيرة، ومن ثم تم تشكيل نسق تناوبن فيه على تحريك الأيدي، والتلويح بالمنديل.
ومن الرقصات السريعة التي أظهرت إبداع الراقصين رقصة المناطق الوسطى التي تم فيها تشكيل دائرة كبيرة باستمرار الرقص بالمكان، توسطتها رقصات ثنائية للراقص والراقصة تثير الفرح والتفاؤل، ثم الحركات الاستعراضية لصوليست الراقصين، خاصة القفز بالهواء، واختُتم العرض بلوحة جماعية، وحركات سريعة جداً، وبتفاعل الجمهور بالتصفيق مطولاً.
شعوب الأرض والسلام
تزامنت هذه الأمسية مع مؤتمر عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وأيام الثقافة السورية، والاحتفال بالذكرى الثالثة والستين لتأسيس وزارة الثقافة، وأيام التشكيل السوري الذي يعود إلى عشرة آلاف سنة، وأشادت وزيرة الثقافة بدور الشعب الروسي الصديق الذي وقف إلى جانب الشعب السوري خلال سنوات الحرب، واليوم يقف إلى جانبه لتجاوز آثار الحرب، والمضي قدماً لبناء سورية كما تستحق، وكما نحن أهل لها.
وتوقفت الوزيرة عند ملامح التشابه والتقاطع بين التراث الروسي والسوري من حيث الدبكة خاصة، والتلويح بالمنديل، مبيّنة أن كل شعوب الأرض تريد أن تعيش بسلام، وشكرت أعضاء الفرقتين الذين ينشرون الثقافة والسلام.
إعادة الإعمار
الجنرال ميخائيل ميزنتسييف رئيس مركز التنسيق الروسي- السوري لإعادة اللاجئين تحدث عن تنفيذ خطوات التخطيط والتنظيم لإعادة اللاجئين إلى سورية، وركز على إعادة الإعمار وبناء سورية، والتعاون في مجال الاقتصاد السوري، وفي مجال التعليم والثقافة ونشر الثقافة الروسية، كما أشار إلى أن حجم التعاون الروسي- السوري سيزداد حتى تعود الحياة السليمة إلى سورية، وإلى وجود ثقافات عديدة بين روسيا وسورية والعمل على الحفاظ عليها.
تنوع تراثي
أما نائب مدير إدارة الشؤون الرئاسية الروسية ألغا لياكنا فشكرت باسم روسيا الاتحادية كل من ساهم بالمبادرة الإنسانية التي تساعد آلاف السوريين للعودة إلى بلدهم، وتحدثت عن لغة الفن التي لا تحتاج إلى ترجمة، وتذيب التناقضات، وعن الإبداع الذي يوجد تفاعلاً ينتقل من إنسان إلى إنسان، وتابعت عن زيارة الوفد الروسي لبعض المناطق السورية، وإعجابه بما تتميز به من تنوع تراثي.
ملده شويكاني