بوتين يحذّر: ما يجري في البحر الأسود تجاوز لكل الحدود
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القائمين على الدبلوماسية الروسية إلى العمل على مواجهة المحاولات الغربية للانفراد بالقرارات الدولية وفرض الإملاءات.
وقال بوتين في خطاب ألقاه اليوم أثناء اجتماع موسّع عقد في مقر وزارة الخارجية الروسية: إن “العلاقات الروسية الأمريكية ليست في أفضل أحوالها، لكن موسكو منفتحة على الحوار والتواصل لحل جميع القضايا”.
وأشار بوتين إلى أن علاقات روسيا مع الصين تعدّ مثالاً حقيقياً للعلاقات الجيدة، لافتاً إلى أن “هناك محاولات لدق إسفين بين الدولتين من بعض القوى والجهات الدولية”.
وحذر بوتين من خطورة التطورات الأخيرة في حوض البحر الأسود الذي شهد في الآونة الأخيرة تكثيفاً ملموساً للأنشطة العسكرية الغربية، وقال: إن “ما يجري في البحر الأسود حالياً يمثل تجاوزاً لكل الحدود من الغرب تجاه روسيا، وفي هذا السياق بدأت تحذيراتنا تؤتي ثمارها”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موسكو “لا تسعى إلى أي تصعيد أو مواجهة في المنطقة ولكن يتعيّن عليها متابعة الوضع هناك”.
وفيما يخص وضع المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية اعتبر بوتين أن “الإجراءات التي تتخذها بولندا بحق المهاجرين أعمال قاسية لا تدل على الإنسانية”.
في سياق له صلة بالعلاقات الروسية الأمريكية، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن موسكو اعتمدت القانون الروسي الخاص بالعملاء الأجانب كتدبير جوابي على قانون أمريكي مماثل.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في ردّ على انتقادات مفوّضة حقوق الإنسان في مجلس أوروبا دنيا مياتوفيتش: “من المستغرب أن الانتقاد موجّه فقط ضد القانون الروسي دون أن يشمل القانون الأمريكي المماثل”.
وأضافت زاخاروفا: “ربما لو اتخذ المسؤولون الدوليون الحريصون على حراسة حرية التعبير الموقف الصارم نفسه فيما يتعلق بواشنطن التي بدأت في عام 2017 بتطبيقه على وسائل إعلامنا لما اضطررنا إلى اعتماد قانون مماثل”.
وفي وقت سابق قالت مياتوفيتش: إنها تعتزم مناقشة السلطات الروسية حول الوضع المتعلق بمركز حقوق الإنسان ميموريال وقانون العملاء الأجانب الروسي.
إلى ذلك، أعلن سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف أن الأمريكيين يماطلون ويؤخّرون تمديد تأشيرات لـ60 موظفاً في السفارة والقنصليات الروسية العاملة في الولايات المتحدة.
ووفقاً لوكالة تاس قال أنطونوف للصحفيين أمس: تعاني مؤسساتنا في الخارج من الكثير من المشكلات، حيث لا يزال نحو 60 موظفاً في السفارة والقنصليات العاملة الروسية في الولايات المتحدة ينتظرون تمديد تأشيراتهم مع الأخذ بالاعتبار أفراد أسر الموظفين المذكورين ويجري الحديث عن 155 شخصاً، لكن الجانب الأمريكي يؤخر ذلك.
وأشار أنطونوف إلى أن الجانب الأمريكي يماطل كذلك ويؤخر عمليات تسجيل وثائق اعتماد بعض موظفي البعثات الدبلوماسية الروسية، موضحاً أن هناك مشكلات في تسجيل السيارات الرسمية، إضافة إلى أنه لم تتم إعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية المصادرة.
ولفت أنطونوف إلى أن 40 موظفاً آخرين ينتظرون في موسكو الحصول على تصاريح دخول أمريكية، مبيّناً أن بعض أفراد عائلاتهم لديهم تأشيرات بينما لا يمتلكها آخرون.
ووفقاً للسفير يجهد الجانب الأمريكي لتقديم نفسه كضحية لقيود التأشيرات، وقال: “يحاول الأمريكيون إلقاء المسؤولية الكاملة عن الصعوبات القنصلية والتأشيرة على موسكو وهذا غير صحيح”.
وفيما يتعلق بدعوة بعض المشرّعين الأمريكيين إلى طرد 300 دبلوماسي روسي قال أنطونوف: “تظهر مثل هذه المبادرات جهل أصحابها لأنه لا يوجد مثل هذا العدد من الموظفين في السفارة والقنصليات الروسية في الولايات المتحدة”.
وفي الشأن الأوكراني، نشرت وزارة الخارجية الروسية المراسلات الدبلوماسية بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزراء خارجية فرنسا وألمانيا بشأن إمكانية عقد لقاء جديد بصيغة نورماندي، وذلك ردّاً على المعلومات والأنباء المغلوطة التي تم نشرها بشأن هذا الموضوع من الدول الأخرى عن موقف موسكو من عقد اللقاء.
وقالت الوزارة في بيان اليوم أوردته وكالة سبوتنيك: “في الآونة الأخيرة تم تحريف موقف روسيا ودورها في التسوية الداخلية الأوكرانية والتوجهات لعقد اجتماع وزاري محتمل بصيغة النورماندي، ولمنع المزيد من التكهنات قرّرت وزارة الخارجية الروسية نشر المصادر وكشفها”.
أضاف البيان: “موسكو تنتظر ردّة فعل باريس وبرلين على نشر مراسلة لافروف مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ونظيره الألماني هايكو ماس وما يجب التحدث عنه حول التهيئة الروسية للمفاوضات بصيغة نورماندي”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض في الثامن من الشهر الجاري اقتراحاً من برلين وباريس لعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المشاركة في صيغة نورماندي يوم الـ11 من الشهر نفسه، معتبراً أن اجتماعاً كهذا مستحيل بسبب جدوله الزمني، فضلاً عن أن مقترحات موسكو بشأن الوثيقة النهائية للاجتماع لم تتم الإجابة عنها.
وعقدت القمة الأخيرة بصيغة نورماندي في باريس يوم الـ9 من كانون الأول 2019 حيث اتفقت الأطراف على خطوات لحل النزاع، لكن وقف إطلاق النار لم يتحقق.
وفي الشأن الأفغاني، حذّرت منظمة الأمم المتحدة وروسيا من انتشار النشاط الإرهابي والمخدرات من أفغانستان إلى الدول المجاورة لها، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع ذلك.
وخلال جلسة مجلس الأمن الدولي أمس أعلنت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان ديبورا ليونز وفقاً لوكالة سبوتنيك أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في أفغانستان سيعزز تدفق المخدرات والأسلحة كما سيساهم في نشر الإرهاب.
وقالت ليونز خلال الجلسة: “الوضع الحالي يهدّد بزيادة خطر التطرف فيما سيعزز التدهور المستمر للاقتصاد غير الرسمي بما فيه تدفق المخدرات والاتجار بالأسلحة والبشر”.
من جهته قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال الجلسة: “اليوم هناك خطر حقيقي لانتشار النشاط الإرهابي والمخدرات بما فيه تحت غطاء الهجرة إلى أراضي الدول المجاورة”.
وأضاف نيبينزيا: “بغض النظر عن زيادة الدعم عبر إدارة تنسيق القضايا الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، نرى أنه من المستحيل حل المشكلات الاجتماعية الاقتصادية في أفغانستان دون فك تجميد حساباتها لدى الهيئات المالية الدولية”.
وشهدت أفغانستان ارتفاعاً بأسعار المواد الغذائية بنسبة كبيرة منذ أن استولت حركة طالبان على السلطة في آب الماضي وارتفع التضخم بفعل تجميد أرصدة البنك المركزي الأفغاني المودعة في الخارج.
وكانت الأمم المتحدة حذّرت في وقت سابق من أن الوضع الإنساني في هذا البلد كارثي في ظل معاناة ثلث السكان على الأقل من الجوع.
من جهة ثانية، وفي سياق الاختبارات الصاروخية التي تجريها موسكو، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن الفرقاطة “الأميرال غورشكوف”، قامت بإطلاق اختباري آخر لصاروخ “تسيركون” فرط الصوتي.
وذكرت الوزارة، أن طاقم الفرقاطة قام، في إطار الدورة النهائية لاختبارات أسلحة الصواريخ فرط الصوتية، بتنفيذ عملية إطلاق جديدة لصاروخ “تسيركون”.
وذكرت الوزارة في بيانها، أن الصاروخ استهدف هدفاً بحرياً في مياه البحر الأبيض شمال روسيا. ووفقاً لمعطيات المراقبة الموضوعية، توافق تحليق الصاروخ فرط الصوتي مع المعايير المحددة، وتمّت إصابة الهدف بضربة مباشرة.
ولضمان تنفيذ عملية الإطلاق وإغلاق المنطقة، تم نشر مجموعة من سفن السطح وطائرات الطيران البحري التابعة للأسطول الشمالي.
في مجال التسلح أيضاً، قال مصدر في المجمع الصناعي العسكري الروسي: إن روسيا تلقت خمسة طلبات من عملاء أجانب تتعلق بشراء طائرات دون طيار ضاربة من طراز “أوريون”.
وذكر المصدر، أن الطلبات تتضمّن تزويد هذه الطائرات بصواريخ “فيخر-م” الموجهة.
وأضاف المصدر، في حديث لمراسل “نوفوستي”: “منذ صيف هذا العام، تلقينا خمسة طلبات من دول قريبة وبعيدة بخصوص توريد طائرات دون طيار من طراز Orion-E مزودة بصواريخ فيخر- م الموجّهة”.
في وقت سابق، ذكرت شركة “كرونشتادت” أنها أنجزت الاختبارات الأرضية الخاصة بطائرات Orion-E دون طيار، وفي الخطة بدء اختبارات الطيران والتحليق مع إطلاق صاروخ من الطائرة.
يشار إلى أن الصاروخ الموجه “فيخر-م” هو من تصميم مجموعة شركات “كلاشينكوف” خصيصاً للمروحية الهجومية من طراز Ka-52.
وتبلغ سرعة الصاروخ القصوى 610 أمتار في الثانية، ومدى الاستخدام 800-10000 متر، وارتفاع الاستخدام 10-4000 متر. وهذا الصاروخ يمكنه اختراق درع متجانس بسماكة 750 مم خلف الحماية الديناميكية.
في الوقت نفسه، تنتمي درونات “أوريون” إلى فئة المركبات الجوية غير المأهولة الهجومية التي تحلق على ارتفاع متوسط لفترات طويلة.
ويبلغ أقصى وزن للإقلاع 1150 كلغم، وسرعة التحليق 200 كيلومتر في الساعة، وأقصى ارتفاع لها سبعة كيلومترات، ويمكنها البقاء في الجو فترة تصل إلى يوم واحد. والحمولة القصوى للطائرة 200 كيلوغرام.