دراساتصحيفة البعث

مجتمع “المصير المشترك”

ترجمة: هناء شروف

أظهر تفشي فيروس كورونا الجديد هشاشة عالمنا، وكشف المخاطر التي تجاهلناها باستمرار، حتى إن كل اختيار وحركة نتخذها اليوم ستشكل عالم المستقبل، لأن العالم يتغيّر بالفعل.

في هذا العالم المعولم أصبحت التحديات التي نواجهها متكاملة بشكل متزايد، وللأسف أصبحت الاستجابات العالمية لهذه التحديات أكثر تشتتاً من أي وقت مضى. وإذا لم تتمّ معالجة هذا الوضع فسيؤدي إلى هلاك النمو العالمي والتنمية والاستقرار في المستقبل. مؤخراً طرح الأمين العام للأمم المتحدة  أنطونيو غوتيريس سؤالاً وجيهاً: “هل نستسلم للفوضى والانقسام وعدم المساواة، أم سنصحح أخطاء الماضي ونتحرك معاً من أجل خير الجميع؟”.

في الواقع لمواجهة التحديات المشتركة لا يمكن لأي شخص أو دولة أن تظل معزولة، فالسبيل الوحيد للخروج هو العمل معاً في وئام باتفاق واحد. كما لا توجد طريقة أخرى للتعامل مع التحديات العالمية، علينا تطبيق أجندة تحت شعار السلام والتنمية والتعاون المربح للجميع تدعو إلى إصلاح نظام الحوكمة العالمي في عملية تعزيز بناء مجتمع “المصير المشترك” للبشرية لتعزيز وحماية “عالم أفضل”.

إن بناء مجتمع “المصير المشترك” للبشرية هو مفهوم جدير بالثناء، فهو يمثل الرؤية الإستراتيجية للعالم في عصر جديد ونظام عالمي عادل ومنصف مبنيّ على روح الانفتاح والشمول والإنصاف والاحترام المتبادل.

إنه يمثل منظوراً جديداً مثيراً للتعاون الدولي ونظاماً دولياً يتميّز بمفاهيم جديدة للتنمية والأمن والحضارة، كما يدعم التطلعات ليس فقط لشعب معيّن، ولكن الأهم من ذلك هو التوق المشترك لجميع الناس في جميع أنحاء العالم للعيش في سلام وأمن ورخاء.

ويتزايد الاعتراف بهذا المفهوم من جانب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لأنه يوفر طريقاً عملياً ومعقولاً وحتمياً للجهود الدولية الجارية لتحسين الحوكمة العالمية والتنمية والأمن، كما أنه يعطي مفهوم العولمة محتوى أكثر إنسانية ورحمة من خلال جلب فوائد أكبر لجميع شعوب العالم بطريقة أكثر عدلاً.

على الدول أن تستمر بنشاط في تقديم الديناميكية الاقتصادية التي تشتدّ الحاجة إليها، وهي المحرك الرئيسي للحوكمة العالمية الشاملة والعادلة. كما أن التزام الدول الراسخ بتعزيز التنمية المستدامة من خلال إقامة شراكات طويلة الأجل وذات منفعة متبادلة على الصعيد العالمي سوف يخدم بشكل متزايد كقوة فعالة لتحقيق الاستقرار في العالم.