بانتظار الجولة السابعة من المحادثات النووية
هناء شروف
أكدت كلّ من واشنطن وطهران أن الجولة السابعة من المحادثات النووية ستبدأ في 29 تشرين الثاني في النمسا، والتي من المتوقع أن تتمحور حول إعادة التزام كافة الأطراف بالاتفاق الذي أقرّ في عام 2015.
لا شك أن هناك مصلحة مشتركة لإنقاذ الصفقة التي تمّ الاتفاق عليها بشق الأنفس، وحينها عرض الاتفاق تخفيف العقوبات على إيران مقابل القيود المفروضة على برنامجها النووي، وتمّ تبنيه عالمياً كخطوة مهمة نحو حلّ سياسي للأزمة النووية الإيرانية، لكنه انهار بعد انسحاب إدارة دونالد ترامب المتعثرة وأعادت فرضها على إيران.
اليوم ورغم كل الإنجازات المثيرة للإعجاب التي حققتها في سعيها النووي، وجدت طهران نفسها تحت ضغط اقتصادي منهك. في المقابل، ووفقاً لما قاله الرئيس جو بايدن فإن بلاده أيضاً تعاني من القرارات المتهورة لسلفه للانسحاب من الصفقة، في رسالة فُسّرت على أنها بادرة حسن نية.
لذلك فإن قبول الطرفين واتخاذ الخيار العقلاني لمحاولة إعادة إحياء الاتفاق هي بلا شك أخبار مرحب بها لبعضهما البعض وللسلام الإقليمي والعالمي. ولكن إذا لم تظهر الولايات المتحدة مرونة في مفاوضات فيينا فسيكون من الصعب تحقيق تقدم ملموس، وهذه المرونة متعلقة بشكل أساسي بالعقوبات الأمريكية. وكما قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري قبل أيام ستأتي طهران إلى طاولة المفاوضات بهدف رفع العقوبات غير القانونية واللا إنسانية، وتريد ضمانة أمريكية بعدم تكرار ما فعله ترامب.
يُذكر أنه في بيان مشترك صدر في 30 تشرين الأول الماضي، سلط قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الضوء على التزام بايدن الواضح بإعادة الولايات المتحدة إلى الامتثال الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة والبقاء في حالة امتثال كامل طالما أن إيران تفعل ذلك، وأعرب البيان عن أنه من الممكن التوصل بسرعة إلى تفاهم وتنفيذه بشأن العودة إلى الامتثال الكامل.
وعليه لكي تحقق المحادثات تقدماً لا بد أن تُظهر الولايات المتحدة شيئاً من المرونة، ولكن إذا لم تكن على استعداد لفعل هذا الشيء، فإن كل شيء سيذهب أدراج الرياح!.