علاقات روسيا الدولية
تقرير إخباري
على عكس الولايات المتحدة الأمريكية وسلوكها التدخلي في بلدان أمريكا اللاتينية، نجد أن جمهورية روسيا الاتحادية تعزّز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية وحتى الاجتماعية مع جمهوريات آسيا الوسطى، وخاصة طاجيكستان، وكازاخستان، وتركمانستان، وأوزباكستان، وقيرغيسستان. كما لا يقتصر التعاون الروسي على الشؤون العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية فحسب، بل يشمل أيضاً الثقافة والإعلام والفنون بشكل عام.
ويعدّ الإعلام الروسي مصدراً مهماً للأخبار والفنون والثقافات في تلك البلاد، كما تحظى السياسية الروسية بقبول واسع بين مواطني هذه الدول وقادتها بشأن السياسة الخارجية وموقف روسيا من القضايا الدولية. والجدير بالذكر أن لجمهورية روسيا الاتحادية تاريخاً طويلاً في دعم ومساندة هذه الدول بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق واستقلالها، ولذلك تحظى بشعبية كبيرة جداً على المستويين الشعبي والرسمي لما تقدّمه لهم من مواقف ومساعدات مادية ومعنوية وعلمية وتقنية ولوجستية.
تقدّم جمهورية روسيا نفسها باعتبارها الشقيق الأكبر الذي يمكن اللجوء إليه والاعتماد عليه في أوقات الشدة والظروف القاسية والجائحات، وما يدلّ على ذلك ما قدّمته من مساعدات ومواقف لأصدقائها في جمهورية جورجيا والشيشان وأوكرانيا على سبيل المثال.
وتمتاز السياسة الروسية ببعد نظر إستراتيجية، فمنذ أن أعلنت الولايات المتحدة نيّتها الانسحاب من أفغانستان، وحتى قبل تنفيذ الانسحاب المفاجئ والسريع وغير المدروس، تحركت روسيا بكل ما تملك من قوة سياسية وإحساس أمني لتطمين تلك الدول والتقليل من مخاوفها من النشاطات الإرهابية القادمة من أفغانستان حين سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقيام بجولة في أربع جمهوريات لعرض المساعدة المطلوبة.
هذه السياسة التي تتبعها القيادة الروسية تواجهها منافسة ضارية من الولايات المتحدة التي لن تقبل أن تنفرد روسيا وحدها في تلك المنطقة، وذلك بسبب ثروات بحر قزوين، حيث ووفقاً لتقديرات إدارة معلومات هيئة الطاقة الأمريكية فإن حوض بحر قزوين يحوي ما بين سبعة عشر إلى ثلاثة وثلاثين مليار برميل نفط، كما يضمّ نحو مئتين واثنين وثلاثين تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.
ريا خوري