مهازل اللجنة الكروية المؤقتة مستمرة ومنتخب الرجال يدفع الثمن!
ناصر النجار
لا شيء يدعو للتفاؤل مع اللجنة المؤقتة التي تدير كرة القدم في هذه المرحلة المهمة والصعبة، كأننا نرى أن اللجنة تدير أعمالها ومصالحها ولا تلتفت إلى مصالح كرة القدم الوطنية مطلقاً، وكأننا نشعر أنها تريد في هذه الفترة الزمنية، مهما طالت أو قصرت، أن تنال أكبر قدر من الفوائد لأنها تعلم جيداً أنها راحلة، وإذا كانت كرتنا كما وصفت اللجنة المؤقتة بأنها استلمت اتحاد كرة متهالكاً، فإننا نعتقد أنها ستسلّم القادمين الجدد كرة منتهية لا أمل فيها، حيث لم نجد أي عمل إيجابي قامت به اللجنة المؤقتة بكل الاتجاهات وكأنها جاءت لتهدم آخر ركن قائم في كرتنا، فعلى صعيد مدرب منتخبنا الأول جاء اختيارها سيئاً للغاية (المكتوب واضح من العنوان)، وعندما نعلم أن تغيير المدرب جاء لسوء النتائج فالطبيعي أن يكون البديل أفضل ولو من الناحية النظرية، لكننا لم نجد البديل المناسب وكأننا أمام صفقة لا ندري من سيجني فوائدها، فالمدرب الروماني تيتا يختلف عن غيره من المدربين الأجانب بأنه معروف ومكشوف ليس في كرتنا فحسب بل في الوطن العربي بأسره، وجاء اختياره على مبدأ (يحيي العظام وهي رميم)، وربما كان ذلك بداعي الشفقة، فالمدرب بعد أن احترقت كل أوراقه لم يجد المكان المناسب للعمل، ولا بأس أن تساهم اللجنة المؤقتة بحل مشكلة العاطلين عن العمل، وهذا لم يشمل هذا المدرب، بل شمل رئيس البعثة الذي كان مركوناً في السنوات الخمس الماضية، ومدير المنتخب أيضاً من العاطلين عن العمل، وبلغ من العمر ما يجعله غير قادر على رعاية نفسه، فكيف بفريق يحتاج إلى أشداء وأقوياء قادرين على ضبط إيقاع الفريق داخل الملعب وخارجه!.
المقدمات هذه انعكست سلباً على المنتخب، ولأول مرة نجد أن كرتنا لا تستطيع تأمين العدد الكافي من اللاعبين لتمثيل المنتخب في مباريات كأس العرب، والاعتذارات بدأت تتوالى، فبعد اعتذار عمر خريبين وعمرو ميداني، جاء اعتذار محمود المواس، وفهد يوسف، وخالد كردغلي، والحبل على الجرار، ونخشى أن يصاب السومة في أية لحظة!.
الواقع الحالي نستدل منه بأن اللاعبين هم من اعتذروا ولو احتموا وراء قرار أنديتهم بدليل أن الشرطة العراقي وافق للاعبيه مع المنتخب العراقي بالرحيل ولم يوافق للاعبينا، وهذا تفسيره واحد يتلخص بعدم الرضى عن إدارة المنتخب الحالية ومدربه، فاللاعب له اسمه وسمعته، ولا يريد أن تضيع أمام غول المصالح الشخصية، وكل التبريرات التي ترددها اللجنة المؤقتة غير مقبولة على صعيد اللاعبين، لأن المسجل على قوائم المنتخب أكثر من أربعين لاعباً، ولم تتمكن اللجنة من تأمين إلا 18 لاعباً على عدد الإداريين، ومادامت اللجنة استطاعت زج أسماء جديدة بالمنتخب من أولئك الذين يملكون الحظوة والرضى، فبإمكانها تمرير تشكيلة يثبتون فيها أنهم يعملون لمصلحة المهام الموكلة بهم، وما نشعر به أن القائمين على اللجنة كان همهم أنفسهم فدبروا أمر تأشيرة الخروج الخاصة بهم، وحجزوا أماكنهم في الفنادق، ومقاعدهم في الملاعب، وكفى!.
اللجنة الآن كأنها في حيص بيص لأنها تدفع ثمن سوء إدارتها، وكان من المفترض أن تنسق مع اللاعبين وأنديتهم قبل إعلان القائمة حتى لا تقع بمشكلة، وتلجأ إلى الاتصالات والرجاء لتأمين لاعب من هنا، وآخر من هناك، ولأن البطولة ستقلع يوم الثلاثاء القادم فهي تأمل أن يتم حل بعض المشاكل المتعلقة باللاعبين لعلّها تجد من يمثّل المنتخب في هذه البطولة!.