في قضية المنتخب.. كرتنا تدور بين الجهل والطمع والاستغلال
ناصر النجار
لايزال موضوع مشاركة منتخبنا الوطني بكرة القدم في بطولة كأس العرب الأسبوع المقبل يشغل الشارع الرياضي، حيث إننا نقف أمام هذه المشاركة من زاويتين: أولهما: من المعروف مسبقاً أن أغلب المنتخبات المشاركة لا تستطيع المشاركة بكامل نجومها كون البطولة خارج أيام الفيفا، وهذا الأمر سيؤثر على منتخبات عرب أفريقيا بشكل خاص، وبعض المنتخبات من عرب آسيا، أي أننا لن نجد في البطولة محمد صلاح، ورياض محرز، ومن هم على شاكلتهما، وهذا الأمر سينطبق على منتخبنا، فلن نجد الكبار يشاركون للسبب ذاته، لذلك من المفترض أن يدفع هذا الحال اللجنة المؤقتة لتشكيل منتخب من لاعبي المنتخب الأولمبي وبعض الرجال، ليكون هذا المنتخب الأساس الذي ستعتمد عليه كرتنا في القريب العاجل، خاصة أن أغلب لاعبي المنتخب المهمين والمؤثرين قاربوا سن الاعتزال، وبعضهم سيغادر المنتخب قريباً شئنا أم أبينا، ومن جهة أخرى، لو شاركنا بالأساسيين بكل صفوفنا وأقواها فلن يكون لنا خبز في هذه البطولة، لأن الفوضى ضربت كرتنا، ومنتخبنا غير منضبط وغير منظّم، وتضربه المصالح الشخصية من كل جانب، ولا يمكنه مقارعة المنتخبات العربية ولو شاركت بالمنتخب الرديف أمام المشهد الضبابي الذي تعيشه كرتنا.
ثانيهما: أمام هذا الواقع المر لم يكن من المفروض أن نتعاقد مع مدرب لا تاريخ له، وبالأخص أن منتخبنا بوضعه الحالي يحتاج عملاً كبيراً، فالفترة القادمة هي فترة بناء من أجل نهائيات آسيا، وليست نهاية طريق، لذلك فإن التعاقد مع تيتا جاء لإضاعة الوقت، ولهدر المال، والحجج باتت جاهزة من الآن عند إخفاق المنتخب في بطولة كأس العرب، ستكون الحجة الأولى أن المدرب غريب عن المنتخب ولم يشاهده إلا قبل أيام من موعد البطولة، والحجة الثانية أن منتخبنا لعب بمن حضر من اللاعبين، وهذه إمكانيات اللاعبين ولا يمكننا لوم أحد، وبذلك ينتصر من تعاقد مع تيتا، وستستمر كرتنا بالخسارة والتوهان، أيضاً المدرب معذور في المباريات الأربع المتبقية من تصفيات كأس آسيا مهما حقق من نتائج، لأنه استلم منتخباً فاقد العزيمة بلا آمال، من هنا نجد سوء التعاقد مع المدرب الروماني، ونشم من ورائه مصالح خاصة، مع العلم أن الأنباء تضاربت عمن تعاقد معه، فهل كان رئيس اللجنة هو من تعاقد معه، أم أحمد قوطرش عضو اللجنة؟ كل منهم يلبس ثوب هذا العقد، وعند المسؤولية سيتبرأ الجميع من هذا العقد، مع العلم أن عراب الصفقة موجود ومعروف، فلماذا يخجلون من ذكر اسمه؟.
في كل العقود التي نوقّعها مع المدربين لا يتم إظهار هذه العقود، فلا ندري ما الشروط؟ وعلى أية بنود يسري العقد؟ وما مدته أو قيمته؟ كل هذه الأمور تبقى طي الكتمان، ويحرص القائمون على العقود على عدم تسريب أية معلومة، وهذا ما يثير الشك والريبة، فالقائمون على العقود على ما يبدو يخشون من شيء ما فيخفون كل هذه الأمور، ومن ثم تتسرب الأخبار وتنكشف بعض البنود دون أن يتم تأكيدها أو نفيها من اللجنة المؤقتة، علماً أنها تملك مكتباً إعلامياً، ولكن كما علمنا هذا المكتب مشغول بالسفر إلى الدوحة، وعذراً من الزملاء لتقصيرهم في المهام الموكلة إليهم، فقد بتنا نحتاج إلى (دلال) لمعرفة روزنامة النشاطات، وأخبار المنتخبات، وبعض التفاصيل الأخرى الضرورية!.
أحد خبراء كرتنا، فضّل عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع، قال: إن التصرف السليم المفترض أن تقوم به اللجنة المؤقتة هو تعيين مدرب محلي له خبرة باللاعبين، ويتم بالوقت ذاته التواصل مع مدربين متقدمين يملكون الخبرة والسيرة الذاتية المشهودة بعالم كرة القدم لتولي قيادة المنتخب في المرحلة ما بعد كأس العرب لتكون تحضيراً للنهائيات الآسيوية التي ستقام العام بعد المقبل، وهذا القرار لو تم اتخاذه لكان في مصلحة الكرة السورية، ويضيف: إذا كان عقد تيتا البالغ أكثر من ستة آلاف دولار لمدة سنة، فهذا يؤكد أننا سنعيد قصة المعلول ولم نعتبر منها، ولم نتعلّم من سوئها، وسندفع له بالعملة الصعبة، وليس لدينا أي استحقاق مهم بعد نهاية التصفيات الآسيوية في ثمانية أشهر قادمة من عمر العقد، فهل وراء الأكمة ما وراءها؟.. القصة نفسها تعاد، وكرتنا تدور بين الجهل والطمع والاستغلال.