احتفاءً بأيام الثقافة السورية.. تكريم الفائزين بجوائز هيئة الكتاب الأدبية
احتفاءً بيوم وزارة الثقافة السورية أقامت الهيئة العامة السورية للكتاب في مكتبة الأسد حفل إعلان الجوائز الأدبية وتكريم الفائزين وأعضاء لجان التحكيم. وفي كلمتها أكدت وزيرة الثقافة د.لبانة مشوح على أهمية هذه المسابقات لأنها تحفز على الإبداع واحتضان المبدعين وتشجيع أصحاب المواهب، وأكدت على أن اللغة هي حصننا وموطننا وعنوان وحدتنا، منوهة إلى أهمية التشجيع على الكتابة بلغة عربية سليمة وأن تكون الموضوعات تحفز على التفكير وزرع القيم الوطن والانتماء والأخلاق.
من جانبه أوضح د. ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة للكتاب أنه لن يستطيع أن يضيف شيئاً عما قاله في الخمس الدورات السابقة من جوائز وزارة الثقافة، إلا أنه يختلف اثنان في أن الجوائز الأدبية مهما بلغت أهميتها المعنوية وقيمتها المالية لا تصنع مبدعاً واحداً، لأن المبدع يولد وهو يحمل جينات الإبداع، ثم تأتي الجوائز فيما بعد لتمنحه بعض حقه، ولتعكس رقي المجتمع الذي تنتمي إليه في المجالات المختلفة وطريقة نظره إلى المبدعين من أبنائه.
البنية الروائية
الحرب الظالمة على سوريا وانعكاساتها على حياة الناس ومصائرهم كانت هي المجال الأكثر حضوراً في الروايات المقدمة، هذا ما ورد في تقرير لجنة تحكيم جائزة حنا مينة للرواية والذي قرأه د.عاطف البطرس مؤكداً على أن اللجنة استندت في إطلاق أحكامها على معايير فنية وجمالية تخص فن الرواية، مع الأخذ بعين الاعتبار للمضامين فيها، وبأن الحكم النهائي كان للبنية الروائية ولتناسب العناصر المكونة للجنس الروائي مع التوافق والانسجام بين الموقف الفكري ورؤية الكاتب لموضوعه المكتوب أو السردي وبين الوعي الجمالي والخبرة السردية لديه، وبعد استخراج المتوسط الحسابي لكل عمل كانت النتائج النهائية على الشكل التالي: الجائزة الأولى للروائي محمد الطاهر عن روايته “موعد مع الشمس”، الجائزة الثانية للروائية نداء حسين عن روايتها “أولغا”، الجائزة الثالثة للروائية نجاح إبراهيم عن روايتها “الهوْتة”.
دقة الترجمة
تسعة أعمال تقدمت لجائزة سامي الدروبي للترجمة، أربعة عن اللغة الإنكليزية وثلاثة عن الفرنسية واثنتين عن الروسية، وعن المعايير التي التزمت بها اللجنة تحدث د.غسان السيد قائلاً بأن أهمية الموضوع المقدم، والمحافظة على روح النص والصياغة العربية، بالإضافة إلى دقة الترجمة منوهاً إلى حساسية هذه النقطة لأنه لوحظ في الفترة الأخيرة اعتماد قسم من المترجمين على محرك البحث غوغل في الترجمة.
تنوعت الموضوعات ما بين السياسي والثقافي وتاريخ الأدب، وكان هناك رواية واحدة قدمت عن اللغة الفرنسية، بعد دراسة هذه الأعمال جاءت النتائج على الشكل الآتي: الجائزة الأولى للمترجم حسن إسبر عن عمله “المهيمن الخاسر” والتي كانت عن الإنكليزية، الجائزة الثانية للمترجم زياد العوده عن عمله “الترجمة والثقافة” وهو عن اللغة الفرنسية، الجائزة الثالثة: للمترجمة نتالي طربوش عن عملها “عجائب مذهلة” وهي عن الإنكليزية.
جودة شعرية
وقرأ تقرير لجنة تحكيم جائزة عمر أبو ريشة للشعر الشاعر صقر عليشي الذي تمنى لهذه الجائزة الاستمرار في خدمة الشعر والإبداع، وبيّن أنه قُدم إلى اللجنة مجموعة من القصائد متفاوتة في الجودة متعددة في أشكالها الشعرية، وبعد اجتماع لجنة التحكيم كانت النتيجة: الجائزة الأولى للشاعر جابر أبو حسين عن قصيدته “اشتعال القرنفل”، الجائزة الثانية للشاعر فرج الحسين عن قصيدته “تراتيل الغربة”، الجائزة الثالثة للشاعر محمود إسماعيل عن قصيدته “دمشق عمود السماء”.
اللون المفضل
القصة هي اللون الأدبي المفضل لدى الطفل، فهي تقدم له المتعة والتشويق والإثارة في مشاهد بصرية حركية تختزن الحياة وصورها إضافة الى القيم التربوية، هذا ما تحدث عنه أ. قحطان بيرقدار عضو لجنة تحكيم القصة القصيرة الموجَّهة إلى الطفل والتي يرى أن هذه الجائزة تأتي تشجيعاً للتنافس بين أدباء الأطفال على تقديم أفضل النصوص القصصية بهدف اكتشاف الأصوات الجديدة التي لم تأخذ حقها من الانتشار وتعزيزاً للدعم النفسي والاجتماعي لأطفال سورية.
وعن آلية التحكيم يقول بيراقدار أنها كانت مبينة على أسس منهجية فقد درست كل قصة دراسة مفصلة من نواح عدة، فمن جهة روعي المستوى الفني الذي يشمل المستوى اللغوي وجماليات الكتابة، ومن جهة أخرى روعي المستوى الفكري الذي يتضمن الناحية التربوية والقيمية، كما روعيت الحداثة في الموضوع والطرح ومدى صلاحية القصة للنشر ضمن إصدارات مديرية منشورات الطفل. وكانت النتائج على الشكل التالي: الجائزة الأولى للكاتبة أروى شيخاني عن قصة “مغامرات رسمة”، الجائزة الثانية مناصفة بين الكاتبتين انتصار بعلة عن قصة “عيد ميلاد جميل”، وسلوى أسعد عن قصة “رجل الثلج الطيّب”، الجائزة الثالثة للكاتبة ميس العاني عن قصة “رحلة ماسة إلى مدينة الثلج”.
الاحتفاء الشعر
وعن جائزة حفظ الشعر العربي قدم تقرير اللجنة د.شفيق بيطار الذي أكد على دأب وزارة الثقافة على الاحتفاء بالشعر والاحتفال بحفاظه في هذه المسابقة السنوية ونوه إلى أن معايير التحكيم كانت اتقان الحفظ، جودة الالقاء، حسن الفهم إلى جانب أمور أخرى، وكان الفائزون هم: في المركز الأول محمد أسعد عزّ الدين طالب، المركز الثَّاني منال إسماعيل عبدو، و ُقسم المركز الثّالث مناصفةً بين لجين عبد الله عمران، وماوية عمران طيب.
عُلا أحمد