إصابات قياسية بكورونا في أوروبا .. وباحثون يبتكرون طريقة تحمي الناس من كورونا بواسطة “علكة”
سجلت أوروبا إصابات قياسية بفيروس كورونا اليوم لتعود مرة أخرى إلى موقعها السابق كبؤرة للجائحة. وذكرت رويترز أن سلوفاكيا والتشيك وهنغاريا سجلت أرقاماً قياسية جديدة للإصابات اليومية بالفيروس الأمر الذي أفضى إلى فرض قيود جديدة على الحركة ودفع خبراء الصحة إلى التفكير في توزيع جرعات معززة من اللقاحات.
وفي هذا السياق أصدر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها توصية بإعطاء جرعات معززة لكل البالغين مع تقديم الأولوية لمن تزيد أعمارهم على 40 عاماً.
وبدأ كثير من دول الاتحاد الأوروبي بالفعل إعطاء جرعات معززة لسكانها لكنها تلتزم بمعايير متباينة في تحديد الأولويات والفجوات الزمنية بين الجرعتين الأوليين والجرعة المعززة.
ويجتاح كورونا العالم منذ عامين بعد اكتشافه لأول مرة في وسط الصين حيث أصاب أكثر من 258 مليون شخص قتل منهم 5.4 ملايين.
في سياق متصل، أعلنت الحكومة النيوزيلندية اليوم أنها ستعيد فتح حدودها خلال الأشهر المقبلة ما يسمح بعودة النيوزيلنديين الذين حصلوا على اللقاح والمسافرين الأجانب خلال الأشهر المقبلة وذلك تخفيفاً لقيود السفر التي فرضتها منذ تفشي جائحة كورونا آذار العام الماضي.
وقال كريس هيبكنز الوزير المكلف بملف كوفيد 19 في مؤتمر صحفي وفق ما نقلت رويترز “إن النيوزيلنديين الذين حصلوا على اللقاح بالكامل والموجودين في أستراليا يمكنهم العودة إلى البلاد دون الحاجة إلى الدخول في حجر صحي اعتباراً من الـ 16 من كانون الثاني القادم وإن المسافرين الأجانب الذين جرى تطعيمهم بالكامل ضد فيروس كورونا يمنكهم دخول البلاد اعتباراً من الـ 30 من نيسان المقبل”.
وأضاف هيبكنز “إن النيوزيلنديين الذين جرى تطعيمهم بالكامل وغيرهم من المسافرين من جميع البلدان الأخرى يمكنهم البدء في السفر إلى نيوزيلندا دون الحجر الصحي اعتباراً من الـ 13 من شباط القادم أيضاً”.
وتظاهر آلاف الأشخاص الشهر الجاري قرب البرلمان النيوزيلندي احتجاجاً على الإجراءات الحكومية المفروضة لمواجهة فيروس كورونا كالتطعيم الإلزامي والإغلاق الحكومي.
في السياق ذاته حذرت الرئيسة السلوفاكية زوزانا تشابوتوفا من تفاقم الأوضاع الصحية في البلاد جراء الانتشار المتسارع لفيروس كورونا داعية إلى إعلان حالة الإغلاق العام مع تنامي عدد الإصابات بشكل كبير.
وأشارت تشابوتوفا في كلمة لها الليلة الماضية إلى أن هذا الإجراء لا يحظى بالشعبية ولكن لا بد منه وبشكل مطلق محذرة من أن “الوضع الحالي في البلاد سيئ حيث تخسر سلوفاكيا الآن معركتها مع الفيروس بعد أن باتت الآن الأولى في العالم من ناحية عدد الأشخاص المصابين بالنسبة لكل مليون نسمة”.
كما يعقد مجلس الدفاع الأعلى في فرنسا، جلسة برئاسة الرئيس إيمانويل ماكرون، للنظر في الإجراءات الواجب تطبيقها للحد من انتشار فيروس كورونا.
ومن المتوقع ان يتم اتخاذ سلسلة إجراءات من بينها تعميم الجرعة الثالثة من لقاح فيروس كورونا، العمل عن بعد، وإجراءات تقييدية لغير المطعمين.
من جهته، قال وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران، إن “6 ملايين فرنسي لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا” .
وسيشارك رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس عن بعد في هذا الاجتماع المخصص لمستجدات الوباء في البلاد.
وذكرت صحيفة “فرانس 24” أنه يمكن لمجلس الدفاع أيضا أن يقرر جعل الكمامات إلزامية مرة أخرى في أماكن معينة، بما في ذلك المسارح.
إلى ذلك، أكد المتحدث باسم وكالة الأدوية الأوروبية ماركو كافاليري أن عملية تقييم اللقاح الروسي ضد فيروس كورونا “سبوتنيك V” تستغرق وقتا أطول قليلا مما كان متوقعا، ولكن هناك أمل في استعجالها.
وقال: “بالنسبة إلى “سبوتنيك” و”سينوفاك”، يستمر التقييم… يمضي وقت أطول قليلا من المتوقع، لكننا نأمل أن نتمكن من تسريع العملية في أسرع وقت ممكن”.
تجدر الإشارة إلى أنه تمت الموافقة على استخدام لقاح “سبوتنيك V” الروسي في 71 دولة يبلغ إجمالي سكانها 4 مليارات نسمة، وهو ما يمثل أكثر من 50% من سكان العالم.
ويحتل اللقاح الروسي المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد الموافقات التي حصل عليها، حيث بلغت فعاليته 97.6% بناء على تحليل بيانات 3.8 مليون روسي تم تطعيمهم، بواقع أعلى من البيانات التي نشرتها سابقا المجلة الطبية The Lancet حول أن نسبة فعاليته كانت 91.6%.
في الأثناء، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء أنه تلقى لقاحا ضد فيروس كورونا عن طريق الأنف.
وأضاف بوتين أثناء اجتماع عقده مع أعضاء الحكومة عبر نظام الفيديو كونفرانس، أنه لم يشعر بأي أعراض سلبية بعد تلقيه اللقاح.
وقبل ثلاثة أيام أعلن الرئيس الروسي خلال لقاء مع أحد قادة مركز “غاماليا” العلمي الطبي، الذي يعود له الفضل في تطوير لقاح “سبوتنيك V” الواقي من كورونا، عن تلقيه الجرعة المعززة للقاح “سبوتنيك لايت”، وهي النسخة الأحادية المخففة من “سبوتنيك V”. كما أعرب بوتين خلال اللقاء ذاته، عن استعداده للتطوع لاختبار لقاح روسي جديد عليه يعطى عن طريق الأنف.
من جهة ثانية، يعتقد باحثون من الولايات المتحدة أنهم وجدوا طريقة جديدة يمكنها أن تساعد الناس على حماية أنفسهم من “كوفيد-19”.
ويشير الفريق إلى أن علكة تجريبية يمكن أن تعمل بمثابة “شبكة” لاحتجاز جزيئات فيروس كورونا.
ووجدت الدراسة، التي أجريت من قبل فريق من جامعة بنسلفانيا، أن هذه العلكة، التي يشبه طعمها العلكة التقليدية، يمكن أن تحد من كمية الفيروس في اللعاب وتساعد في وقف انتقال العدوى عندما يتحدث المصابون أو يتنفسون أو يسعلون.
وتحتوي العلكة الجديدة على نسخ من بروتين ACE2 الموجود على أسطح الخلايا، والذي يستخدمه الفيروس كوسيلة لاقتحام الخلايا ومن ثم إصابتها.
ولكن، في التجارب، ربطت جزيئات الفيروس نفسها بـ ACE2 في العلكة، ما أدى إلى انخفاض الحمل الفيروسي في العينات بأكثر من 95%.
وأفاد الباحثون أنه يمكن تخزينها لسنوات في درجات حرارة عادية، وأن مضغها لا يضر بجزيئات بروتين ACE2.
ويقترحون أن استخدام العلكة لتقليل الأحمال الفيروسية في اللعاب من شأنه أن يزيد من فائدة اللقاحات وسيكون مفيدا بشكل خاص في البلدان التي لا تتوفر فيها اللقاحات.
ويشار إلى أن العلكة ليست متاحة للاستخدام العام بعد، لكنها خطوة واعدة في الحد من انتشار المرض بين المصابين.
وأفضل ما يمكن للناس فعله حاليا لحماية أنفسهم والآخرين هو التأكد من مواكبة التطعيمات.