الدوري “الممتاز” شاهد عيان على سوء كرتنا وتخبط إداراتها
ناصر النجار
واصلت كرتنا انتكاساتها، وهاهي تخسر مع لبنان مرة أخرى، وكانت الأخيرة على مستوى الشباب بعد أن تجاوز المنتخب اللبناني منتخبنا رجالاً في منافسة مهمة على مستوى التأهل لكأس العالم، وإذا كانت الكرة اللبنانية بالعرف العام وحسب التصنيف العربي والآسيوي والعالمي أقل من كرتنا مركزاً، لكنها أثبتت أنها أفضل منا تصميماً وعزماً وإرادة، وهذه الخسارة المرة تنضم إلى سلسلة الخسائر التي عرفتها كرتنا في الأشهر القليلة الماضية على صعيد منتخبات الرجال والأولمبي والشباب، وهي بلا أدنى شك تعكس سوء الإدارة والعمل والتنظيم على كل الصعد.
فالتراجع الملحوظ في كرتنا لم يقتصر على المنتخبات الوطنية، بل تعداه إلى النشاط الرسمي الداخلي، والدوري الكروي الممتاز، (إن صح التعبير بأن نطلق عليه لقب الممتاز)، شاهد على كل سوء بكل مفاصل اللعبة ومؤسساتها الرياضية، والمتابع للدوري في أسبوعيه الأخيرين يلاحظ التراجع الفني المزعج بأداء فرقنا دون استثناء، يضاف إليه التراجع الأخلاقي، سواء داخل الملعب أو خارجه، والمباريات شاهدة على الكثير من المحطات السوداء التي كنا نتمنى ألا نراها في ملاعبنا.
دوماً المتهم الرئيس في كل قضايا الشغب هو الحكم، وجاءت مباراة الوحدة والفتوة لتقصم ظهر كرتنا بعد أن عاث المشجعون بالملعب فساداً احتجاجاً على ركلة جزاء جدلية جاءت بالرمق الأخير من المباراة فمنحت الوحدة الفوز على حساب الفتوة، وأياً تكن الحقيقة بين قرار صحيح أو خاطئ فإن التصرف الأرعن من بعض الجمهور يجب ألا يكون وألا يحدث، فخسارة مباراة أهون من خسائر أكبر سيجنيها النادي جراء هذا الشغب، وما تبعه من تكسير للمدرجات، وأذى للمرافق العامة.
وإذا كانت مباراة الوحدة والفتوة هي الأبرز في المرحلتين الأخيرتين فإن العديد من المباريات لم تنته بالشكل المفترض، وربما تغاضى المراقبون عن ذكر أحداثها لأسباب نجهلها، وبعض الأندية التي دفعت العير والنفير بالدوري لم تجد من بعض الحكام القرار السليم فاحتجت واشتكت وصرحت، فمنهم من عوقب على احتجاجه كمدرب الوحدة مازن زيتون فتم إيقافه أربع مباريات لسوء ألفاظه مع حكم الخط في المباراة التي خسرها فريقه أمام الطليعة بهدف، واحتج المدرب المساعد لفريق الوثبة أيهم الشمالي على الظلم الذي رافق مجريات مباراة فريقه مع تشرين وخسرها بهدف أيضاً، وجبلة أيضاً حسب المطلعين تعرّض لقساوة قرار الحكم، سواء في مباراته مع عفرين أو الكرامة، والأمثلة متعددة وكثيرة.
قدسية الدوري يجب أن تكون في أولوية عمل اللجنة المؤقتة، فمن غير المعقول أن نفشل على الصعيد الخارجي، وألا نقوى على ضبط السلوك المشين، فالخروج عن النص يجب أن يقابل بأشد العقوبات ليتم ضبط ملاعب الدوري، والعقوبات يجب أن تشمل كل من يسيء للروح الرياضية، سواء كان مراقباً مهملاً، أو حكماً مخطئاً، أو لاعباً مشاغباً، أو أي أحد من كوادر اللعبة أو الجمهور، وعلينا ألا نكتفي بالعقوبات المالية التي باتت غير فاعلة، ولابد من العودة إلى نظام شطب النقاط لعلها تكون رادعة أمام الشغب المتنامي الذي إن استمر قد نخسر أنديتنا ومسابقاتنا كلها.