موسكو تكشف عن شرطها الأول لتطبيع العلاقات مع واشنطن
كشفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، أن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة متوقف على شرط أساسي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية، إن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة أمر مستحيل دون حل قضية الممتلكات الدبلوماسية الروسية (المصادرة قي أمريكا).
وأشارت زاخاروفا إلى أن واشنطن إلى الآن لا تحاول بطريقة أو بأخرى حل المشكلة مع قضية الممتلكات الدبلوماسية الروسية المصادرة على الأراضي الأمريكية، إضافة إلى أنها لا تسمح حتى للدبلوماسيين الروس التواجد هنالك بغرض (المعاينة).
وقالت زاخاروفا في إفادة صحفية “حتى يومنا لم يحدث شيء.. على الرغم من الوعود التي قُطعت لحلها على مستوى قيادة وزارة الخارجية الأمريكية”.
ووفقا لزخاروفا ، “من دون حل قضية الممتلكات الدبلوماسية المصادرة، من المستحيل، من حيث المبدأ، تطبيع علاقاتنا الثنائية مع الولايات المتحدة، والتي ببساطة تسممها العقبات القانونية والاصطدامات التي فرضتها واشنطن”.
كما انتقدت زاخاروفا عقوبات واشنطن التي فرضت على مشروع “السيل الشمالي-2″، الذي هو عبارة عن أنبوبين لضخ الغاز الطبيعي من روسيا إلى ألمانيا.
وقالت زاخاروفا، خلال إفادة صحفية إن العقوبات الأمريكية الجديدة المفروضة على “السيل الشمالي-2” ليست إلا مظهرا من مظاهر الهوس الحقيقي لأن المشروع في مرحلة استكمال الاستعدادات لبدء التشغيل (ضخ الغاز).
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة من جهة تضع عوائق أمام تصدير موارد الطاقة الروسية إلى السوق الأوروبية ومن جهة أخرى تعمل على إقناعنا والدول المنتجة الأخرى بضخ المزيد من موارد الطاقة من أجل خفض الأسعار.
وأضافت أن ذلك يدل على أن الولايات المتحدة لا تهتم كثيرا بمصالح حلفائها، ولفتت إلى وجود أصوات في ألمانيا تصف إجراءات الولايات المتحدة ضد “السيل الشمالي-2” بأنها تتعارض مع روح الشراكة الثنائية.
ويوم الثلاثاء الماضي، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية حزمة جديدة من العقوبات على “السيل الشمالي-2″، وتم فرض عقوبات على شركة “ترانسادريا” القبرصية والسفينة “مارلين”، التي ترفع العلم الروسي.
وفي موضع أخر أكدت زاخاروفا اليوم روسيا تقف ضد تسييس الألعاب الأولمبية في كل مكان في العالم ومن بينها الألعاب الشتوية لعام 2022 في الصين.
ونقلت وكالة تاس عن زاخاروفا قولها إن موقفنا الأساسي هو إننا نقف ضد تسييس تنظيم الألعاب الأولمبية في كل مكان من العالم ومن المؤكد أن هذا الموقف ساري المفعول فيما يتعلق بالألعاب الشتوية في الصين” مشددة على أن الرياضة يجب أن تظل خارج السياسة.
وأضافت زاخاروفا “إن الولايات المتحدة تستخدم باستمرار أساليبها المعتادة تحت ذرائع غير معقولة فيما يتعلق بوضع شروط مسبقة لا علاقة لها بالرياضة”.
وتنظم الولايات المتحدة حملات إعلامية وسياسية تهدف إلى تقويض تنظيم الألعاب الأولمبية في بلدان تعتقد الولايات المتحدة أنها تمارس سلطتها عليها.
وتستضيف بكين منافسات الأولمبياد الشتوي بين الرابع والعشرين من شباط المقبل لتصبح أول مدينة تستضيف كلاًّ من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية بعد استضافة أولمبياد 2008.
في الأثناء، علق المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على تلميحات دبلوماسيين أمريكيين حول مزاعم تورط روسيا في “متلازمة هافانا”.
وقال بيسكوف في تصريحات صحفية، اليوم الخميس، ” إن مدير وكالة المخابرات المركزية (ويليام بيرنز) لم يطرح هذا الموضوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وأضاف بيسكوف، “لم يطرح هذا الموضوع بأي حال من الأحوال مع محاوري بيرنز السياسيين هنا في موسكو، ولم يتم التطرق إليه مع رئيس الدولة. أما بالنسبة لمحتوى محادثة بيرنز مع زملائه في الخدمات الخاصة، فيمكن رفضها بشكل قاطع: أي تلميحات أو افتراضات أو تصريحات حول التورط المزعوم للجانب الروسي في هذه الحالات – لا علاقة لنا بهذا الأمر”
تصريحات بيسكوف تأتي تعليقا على تقارير إعلامية أمريكية مؤخرا، حيث أفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مصادر مطلعة بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز، تطرق خلال لقاءاته مؤخرا مع المسؤولين الروس إلى قضية “متلازمة هافانا”.
وأشارت المصادر، وفق الصحيفة، إلى أن بيرنز حذر الروس من العواقب في حال تبين أن موسكو تقف وراء إصابة الدبلوماسيين الأمريكيين (في هافانا) بهذه المتلازمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بينز خلال زيارته لموسكو في وقت سابق من هذا الشهر لم يوجه اتهاما مباشرا لروسيا بـ”متلازمة هافانا”، وهي حالة تشمل مجموعة من الأعراض تم تسجيلها لأول مرة لدى العاملين في السفارة الأمريكية في كوبا عام 2016.
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الياباني، يوشيماسا هياشي، اليوم الخميس، استعداد روسيا للحوار مع اليابان حول قضية معاهدة السلام بين الدولتين.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن لافروف وهياشي أجريا الخميس مكالمة هاتفية “بمبادرة من الجانب الياباني” حيث “بحثا قضايا التطوير اللاحق للعلاقات الثنائية المتعلقة بدفع الحوار السياسي وتوسيع التعاون التجاري الاقتصادي، وتعزيز إجراءات الثقة في مجال الأمن، وكذلك التعامل بين الطرفين في الساحة الدولية”.
وأضاف البيان ان لافروف أكد، ردا على طلب ذي صلة من الطرف الياباني، “الاستعداد لمواصلة الحوار حول قضية معاهدة السلام في سياق رفع كل دائرة العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد مبدئيا”.
ولم تبرم روسيا واليابان حتى الآن معاهدة سلام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بسبب خلافات بين الدولتين حول 4 جزر ضمن مجموعة الكوريل في مياه المحيط الهادئ.
وتصر اليابان على أن إبرام أي اتفاق سلام لا يمكن دون إعادة هذه الجزر إليها، لكن روسيا تقول إنها أصبحت جزءا من أراضيها نتيجة الحرب العالمية الثانية وتم تسجيل السيادة الروسية عليها بالتوافق مع القانون الدولي.