“علم الفلك بين الحقيقة والخيال” في محاضرة ثقافية
اللاذقية- مروان حويجة
هناك اختلاف جذري بين علم الفلك والتنجيم، لأن الأول يستند إلى أسس علمية منطقية، في حين يعتمد التنجيم على الخرافة، هذا ما ركّزت عليه المحاضرة الثقافية التي قدّمها الدكتور مضر ديوب رئيس فرع الجمعية الفلكية في اللاذقية بعنوان “علم الفلك بين الحقيقة والخيال” وذلك في جامعة تشرين. وأوضح ديوب أن علم الفلك يهتم بنشأة الكون ومصيره وتطوره ودراسة كل ما فيه من أجرام: مجرّات ونجوم وكواكب وغيرها، على أسس علمية متينة بالفيزياء والرياضيات ومثبتة بالأرصاد الفلكية، وعلم الفلك في تطور مستمر وهناك اكتشافات جديدة ونظريات تصحّح وتنقّح. جميع نتائج علم الفلك متفق عليها وموحّدة لكل دول العالم ويمكن التحقق منها وإثباتها بالبراهين والأرصاد، أما التنجيم فيهتم بالأجرام السماوية وتأثيرها المزعوم على الإنسان والتنبؤ بمستقبله بدون أسس علمية ولا منطقية ولا يمكن إثباته بأي تجارب عملية أو أرصاد فلكية، فالتنجيم عبارة عن أساطير موروثة وخرافات لا أساس لها لم تتغيّر منذ قرون، كل ما يدّعيه المنجمون لا يمكن إثباته ولا برهانه ولكل مدرسة بالتنجيم مزاعم تختلف عن الأخرى كالمدرسة الصينية والهندية والغربية.
وبيّن المحاضر أنه لا يمكن نكران أن علم الفلك والتنجيم كانا متلازمين ولم يتمّ التمييز بينهما حتى القرن السابع عشر “عصر التنوير” حيث انفصل علم الفلك عن التنجيم على يد كبار العلماء أمثال نيوتن وغاليليو وأنشتاين.
وعرض ديوب مجموعة من الأدلة العلمية والمنطقية لدحض زيف أبراج المنجمين ومعطيات الردّ على المنجمين في مزاعمهم حول خرافات الأبراج وتأثيرها على الإنسان ومصيره. وتساءل المحاضر أنه لو كان التنجيم علماً حديثاً فأين مكتشفاته ولماذا لا يزال كما هو منذ مئات السنين ولم يتغير ولم يواكب المكتشفات الحديثة، وإذا كان التنجيم علماً أين القوانين التي يبنى عليها وهل هي قابلة للبرهان؟.
واختتم ديوب بأن الإنسان بطبعه متقلب المزاج والسلوك ولا يوجد إنسان يبقى طوال شهر كامل أو حتى يوم كامل بنفس المزاج، بل قد يتغير المزاج من ساعة لأخرى وبين لحظة وأخرى وهذا ما يجعل التنبؤ بسلوكه صعباً للغاية.
واغتنت الجلسة الحوارية التي أدارها الدكتور حاتم المحمودي أمين الفرقة الحزبية الثامنة بالعديد من الحوارات والتساؤلات حول الدلائل العلمية في التعاطي مع الفلك كعلم له قوانينه وأسسه ومكتشفاته بخلاف التنجيم الذي يعتبر خرافة باعتماده على تأثير الكواكب على الإنسان آنياً بشكل ينافي العلم ويغالط الحقيقة العلمية.