التشكيلية ليلى الأسطة في معرضها “خبايا الروح”
انتهى معرض الفنانة التشكيلية ليلى الأسطة الذي أُقيم في صالة المعارض بالمركز الثقافي (أبو رمانة) منذ أيام كانت حافلة بتوافد الزوار من أصدقاء الفنانة ومحبي الفن التشكيلي الذين لمسوا في لوحات المعرض شخصية الفنانة المجتهدة والساعية نحو تقديم جديدها التشكيلي بحفاوة المحب والمستمع الجيد لآراء زوارها بما يخصّ تجربتها التشكيلية التي تتلمس مكانها في هذا الكمّ الناهض من الوجود النشط للمعارض المتخصصة باللوحة، لا يمرّ أسبوع على صالة المركز إلا ويقام فيها معرض جديد لفنان أو أكثر، وضمن هذا التتابع من حركة العرض النشطة لا بد وأن نتوقف عند هذه التجربة الجديدة التي جاءت صاحبتها من محترفات كلية الفنون الجميلة “قسم النحت”. فبعد تخرجها بسنوات تتقدم بشخصية الرسام المصور والمؤلف للوحة المسندية التي لا نلمس أي أثر لذلك النحات الذي تشغله القيم النافرة والفراغ الذي تملؤه الكتلة الناهضة على قاعدتها المتينة بتوازنها ورشاقتها، بل نجد الرسامة التي تغوص في عوالم رمزية الصورة الناتجة عن تلك الألوان والأصبغة والخطوط المانحة للشكل حدود بنيته وتفاصيله، ربما الشغف وحده هو الذي دفع بها نحو هذا العالم الغنيّ بألوانه وتوقعاته الجديدة وبما يتاح لها من متعة التجريب والاكتشاف البصري.
القناع جوهرة مواضيع الفنانة وأساس فكرة معرضها الذي حمل تسمية –خبايا الروح– هذه التسمية التبريرية قد لا تكفي لصياغة القناع المرسوم ببساطة على الوجه، فما الأقنعة إلا حجة الرسام ذاته ليرسم مستمداً من الأدب ضالته الباحثة عن ذات مقنعة في العلن ومكشوفة أمام لوحته التي تعكس عمق قلقه وحقيقته المشغولة بالوجود!.
أعمال من الكولاج والزخارف والاستعارات البصرية على سطح اللوحة لتجعل من اللوحة أمراً حاضراً مكتملاً يكتظ أحياناً بالمزيد والذي لا دور له، وربما يكون مشوشاً أحياناً لا وظيفة له إلا المبالغة في التأثيث والاستغراق في مقولة الأدب على حساب القيمة التشكيلية التي لا تقبل إلا المغامرة والمجاز واختصار الدهشة بزخم التعبير القوي المعزّز بالمشاعر والانفعالات المرسومة متجاوزة حدود المهارة والمهنية الحرفية.. ربما للفنانة سلوكية واضحة تتسم بالحفاوة والاستغراق في التفاصيل كأنثى تبني عالم الحب وتزين نهارها بوردة.
ليلى الأسطة تمتلك من مقومات السيدة الفنانة الكثير بحضورها الدائم بين مجايليها من الفنانات بمثابرتها الودودة واللطيفة على متابعة كل جديد من المعارض والمشاركة ببعضها، فقد استطاعت بمعرضها أن تقدّم بنجاح شخصيتها المبدعة والمنتجة لهذا الكمّ من اللوحات، وطرقت باب النقد الاجتماعي من خلال تيمة المعرض –قناع– إلا أنها كانت الفنانة التي تقدّم سعادتها لأنها ترسم وتلون وتحتفي بزوارها ببسمة.
أكسم طلاع