أمسية شعرية فنية لشباب الشبيبة
حلب- البعث
.. وبينما ندخل ثانوية المأمون بالإسماعيلية في حلب، تسمع حركة التأريخ وهو يلتفت إلى عام 1892م ليعانق ذاكرة هذه المدرسة المتوغلة في حجارتها وأشجارها وغرفها الدراسية وأدراجها التي ترتفع بك إلى قاعة تستضيف أمسية شعرية فنية طلابية بعنوان (لحلب قلعتان) أقامتها الثانوية واتحاد شبيبة الثورة فرع حلب.
وضمن أجواء متآلفة، تناوبت فرقة أوكتاف وفرقة نفحات إنشادية على عزف مقطوعات موسيقية بدأت ذكرى القلعة المعنوية المطرب صباح فخري الذي ساهم في توثيق القدود الحلبية ضمن التراث الإنساني العالمي في منظمة اليونسكو. وبين مقطوعة موسيقية لصباح فخري وأم كلثوم وفيروز وغيرها من الموسيقا العربية، كانت القصيدة تحضر مع الشعراء الشباب المشاركين كاظم صيادي، أحمد زياد غنايمي، أحمد دوبا.
اتّسم ما سمعناه بمحاولات شعرية جادة، تحاكي الشعر الكلاسيكي لتبتكر صورها الوجدانية والوطنية، ذاهبة مع صوتها إلى التعبير عن الذات والواقع برومانسية صائتة حيناً، وتعبيرية مشهدية تحكي عن الشجون والأحلام.
وبينما تواصل الأمسية فقراتها، كانت الأشجار تحكي عن هذه المدرسة كمنارة علمية شامخة، رمّمها أحد طلابها، وخرّجت عدداً كبيراً من الأدباء والفنانين والمناضلين والعلماء والمفكرين والمربين، منهم خليل هنداوي، توفيق المنجد، فاتح المدرس، زكي الأرسوزي، سليمان العيسى، محمود فاخوري، عبد السلام العجيلي، صلاح دهني، عمر الدقاق، عمر أبو قوس، حسيب كيالي، عبد الكريم الأشتر، جورج سالم.
وها هي تشهد في هذه القاعة على تجارب شبابية تدرس فيها وتقدم القصيدة والموسيقا.