دراساتصحيفة البعث

تعليق تشغيل “نورد ستريم2”

هيفاء علي

أعلنت الجهة المنظمة للطاقة في ألمانيا عن تعليق آلية الترخيص لخط الأنابيب “نورد ستريم2” بين روسيا وألمانيا بشكل مؤقت، بذريعة أن الشركة المشغلة للخط تحتاج أولاً إلى الامتثال للقانون الألماني. جاء هذا في وقت ينتظر فيه الاتحاد الأوروبي بفارغ الصبر بدء تشغيل الخط بغية خفض أسعار الغاز التي شهدت ارتفاعاً كبيراً في أوروبا في الآونة الأخيرة. وبحسب مراقبين، هناك سببان رئيسيان وراء الرهان القانوني الألماني الأخير لتعليق اعتماد خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2”: السبب الأول أنه عمل انتقامي مباشر ضد روسيا، والثاني هو مناورة سياسية من قبل حزب الخضر الألماني، حيث أشار مسؤول أوروبي كبير في مجال الطاقة إلى أن “هذه لعبة لا يوجد فيها فوز لألمانيا، ذلك أن غازبروم محترفة للغاية، ولكن تخيل أن شركة غازبروم قرّرت عمداً إبطاء شحناتها من الغاز الطبيعي. يمكن زيادة السعر عشرة أضعاف، مما يتسبّب في انهيار الاتحاد الأوروبي بأكمله. روسيا لديها الصين لكن ألمانيا ليس لديها خطة طوارئ قابلة للتطبيق”.

يعرف أي شخص عاقل في الاتحاد الأوروبي أن “نورد ستريم 2” هو أسهل طريقة لخفض أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا، وليس مقامرة الاتحاد الأوروبي النيوليبرالية العمياء للشراء قصير الأجل في السوق الفورية.

وبحسب مراقبين آسيويين، يبدو أن منظم الطاقة الألماني، استيقظ من نوم عميق فقط ليجد أن الشركة المشغلة لخط “نورد ستريم2″، ومقرها سويسرا غير مؤهلة لتكون “مشغل نقل مستقل”، ولا يمكن اعتمادها إلا إذا كانت “منظمة” بموجب شكل قانوني من القانون الألماني. ويضيفون: من الصعب للغاية تصديق حقيقة أنه لم يكن الألمان ولا المجتمع السويسري على دراية بها خلال المراحل السابقة الطويلة والمليئة بالأحداث. لذلك يبدو أنه سيتعيّن على هذه الشركة إنشاء شركة تابعة بموجب القانون الألماني فقط للقسم الألماني من خط الأنابيب، كما سيتعيّن عليها تحويل رأس المال والموظفين إلى هذه الشركة الجديدة، والتي سيتعيّن عليها بعد ذلك تقديم الوثائق الكاملة للحصول على الاعتماد مرة أخرى. وهذا الأمر مرتبط بالتأكيد بالجانب السياسي، حيث ينتظر المنظمون الألمان، بحكم الأمر الواقع، ظهور الائتلاف الحاكم الجديد في ألمانيا، والذي يضمّ حزب الخضر النيوليبرالي، المناهض بشدة لخط الأنابيب والمناهض لروسيا.